أمد/
لا مصلحة للولايات المتحدة بتوسيع رقعة الحرب الجارية في فلسطين، مثلها مثل إيران حيث لا مصلحة لها ايضا بتوسيع الحرب، ولديهما تفاهم غير مكتوب واتصالات غير مباشرة، ولكل منهما رسول طائر يصل لكليهما، ينقل للآخر موقفه.
الولايات المتحدة وإيران سبق لهما وأن توصلتا إلى الاتفاق النووي في عهد الرئيس أوباما في شهر تموز 2015 وكان بايدن آنذاك نائباً للرئيس، وحينما حل ترامب في البيت الأبيض، تجاوب مع الرغبة الإسرائيلية وسحب موافقة واشنطن على الاتفاق لصالح المستعمرة ورغباتها ومصالحها التوسعية في الهيمنة والسيطرة والتفرد في العالم العربي.
ليست العلاقة بين طهران وواشنطن سمنا على عسل، أو حميمية بلا منغصات، ولكن كل منهما له حلفاء وأدوات مشاغبة نحو الآخر، شريطة ان لا تصل الى حد الصدام المباشر بينهما، الذي يتحاشوه، ما أمكن ذلك.
زيارة بلينكن الخامسة، منذ 7 أكتوبر تستهدف «التهدئة»، وإزالة الصاعق من أي لغم جاهز للتفجير في لبنان أو العراق أو اليمن، والبحث عن القواسم المشتركة لتهدئة الوضع القابل للانفجار.
واشنطن لديها ما تخشاه، فالاولوية لها هي حرب روسيا في أوكرانيا الذي يُكلف واشنطن التغطية المالية والعسكرية، وحريصة على عدم تحقيق انتصار لروسيا ولعدم استرداد روسيا لمكانتها الدولية التي فقدتها على أثر هزيمتها في الحرب الباردة 1990.
إدارة الرئيس بايدن لديها الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية يوم 4/ 11/ 2024، ولهذا تسعى نحو التهدئة و ان لا يخوض الديمقراطيون معركتهم في مواجهة مرشح الجمهوريين في ظل الحرب والتوتر والاستنزاف.
بلينكن في المنطقة حاملاً رسالة الرئيس بايدن نحو التهدئة، بعكس فريق المستعمرة الحاكم الذي أخفق في معركة غزة، ويبحث عن فرص توسيع الحرب لعله يخلط الأوراق، ويُورط الولايات المتحدة فيما لا ترغب من صدامات وحروب تشمل المنطقة، وتخرج المستعمرة من مأزق فشلها وعدم قدرتها على تحصيل ما تريد الحصول عليه.
ثمة تقاطع بين المساعي الاردنية الهادفة الى:
1 – وقف الحرب ومجازر المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني.
2 – زيادة المساعدات والاحتياجات الضرورية الصحية والغذائية.
3 – وقف محاولات التهجير والتشريد من قطاع غزة وفق تصريحات وزراء حكومة المستعمرة.
4 – عدم نقل سيناريو غزة الدموي التدميري التخريبي من قطاع غزة الى القدس والضفة الفلسطينية.