أمد/
رام الله: أعرب تيسير خالد عن تقدير الشعب الفلسطيني للخطوة التي اقدمت عليها جمهورية جنوب افريقيا برفع دعوى ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي في محكمة العدل الدولية تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حربها الوحشية على قطاع غزة ، والتي دخلت شهرها الرابع وأودت حتى الان بحياة أكثر من ثلاثين الف مواطن فلسطيني بين شهيد ومفقود ، فيما تجاوز عدد الجرحى والمصابين ستين الفا ، فضلا عن تدمير 70 الف وحدة سكنية كليا ونحو ثلاثمئة وحدة سكنية بشكل جزئي ، وطالت بوحشيتها المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ومراكز الايواء والبنى التحتية ومحتلف مناحي الحياة على نحو لم تشهده ، حروب اخرى سوى الحرب الوحشية ، التي شنتها القوات الأميركية على العراق الشقيق مطلع هذا القرن.
وأشاد بدولة بوليفيا ، التي ساندت الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام المحكمة لمقاضاة دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالشراكة مع بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي ، وبترحيب تركيا بالخطوة واستغرب في الوقت نفسه احجام جامعة الدول العربية ودولها عن تأييد هذه الخطوة وتقديم مرافعاتها الى المحكمة ، في موقف يؤشر بوضوح على تبعية مخجلة لسياسة الادارة الاميركية ، التي تواصل دعمها للعدوان وترفض مجرد البحث في وقف لاطلاق النار في القطاع .
ولفت تيسير خالد النظر الى الأهمية الفائقة للمرافعة التي تقدمت بها جنوب افريقيا لمحكمة العدل الدولية باعتمادها في الاساس على مصادر اسرائيلية فقط لإثبات ارتكاب اسرائيل جرائم إبادة جماعية ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بدءا بتصريحات مسؤولين رسميين اسرائيليين بمن فيهم بنيامين نتناهو ، الذي استحضر اساطير الابادة الجماعية التوراتية في تعليماته لجيش الاحتلال مع بداية الحرب ، مرورا بمواقف قادة عسكريين ميدانيين وانتهاء بطبيعة الاهداف ، التي طالتها هذه الحرب الوحشية ، الأمر الذي يكسبها قوة فعالة تكفي ليس فقط لاستصدار قرار من المحكمة بوقف هذه الحرب بل وملاحقة دولة الاحتلال على هذه الجرائم وإلزامها بدفع التعويضات ، تماما كما فعلت محكمة نورمبرج مع المانيا في اعقاب جرائم الهولوكست ، التي ارتكبتها النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية .