أمد/
رام الله :قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، والاستخدام المفرط للقوة وللأسلحة ذات القوة التدميرية الكبيرة والمحرمة دولية ، أدت إلى إجبار المواطنين الفلسطينيين على مغادرة بيوتهم وتهجيرهم بقوة السلاح ، بعد تدمير البيوت والأعيان المدنية الأخرى خصوصاً في مناطق الشمال ، فقد أدى ذلك إلى حالة من الاكتظاظ الشديد في مناطق الإيواء القليلة العدد في الأصل بعد تدمير عدداً من تلك المراكز ، وإجبار المواطنين على الرحيل إلى مناطق أخرى في الجنوب ،والتي تفوق طاقتها الاستيعابية بكثير مما شكل بيئة مواتية لانتشار الأمراض والأوبئة وشكل ضغطاً على الخدمات الموجودة في فيها. كما وحذر المركز من أن الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح في قطاع غزة يشكل بيئةً خصبةً لانتشار الأمراض والأوبئة الذي ينذر بكارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلة من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لوقف هذا التدهور، وقال المركز أن هذه الأوبئة هي مسبب آخر للموت بين النازحين إضافة إلى المجاعة ، حيث أصبح أكثر من (1.9) مليون مواطن ومواطنة فلسطيني في قطاع غزة يقيمون في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح أي ما يقارب (85)% من سكان قطاع غزة ، جلهم من الأطفال في ظل فقدان الخدمات الصحية الأساسية وعدم توفر المياه الصالحة للشرب وتدمير البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي، مما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية خطيرةً جداً جراء انتشار الأمراض والأوبئة في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء.جراء هذا العدوان الوحشي الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة .
كما وأكد مركز "شمس" على أن الاكتظاظ الكبير في مراكز الإيواء خاصة المدارس وما حولها يشكل بيئة مواتية وخصبة لانتشار الأمراض الموسمية وخاصة التهابات الجهاز التنفسي كالرشح والإنفلونزا والفايروسات الأخرى المعدية والأوبئة الناتجة عن التلوث وخاصة الكوليرا والإسهال وغيرها من الأمراض الناتجة عن تلوث مياه الشرب وخاصة بين فئة الأطفال، والأمراض المرتبطة بالنظافة وخاصة الأمراض الجلدية، إذ أفادت بعض التقارير الصادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا أن حوالي (170) ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون من التهابات رئوية حادة، في ظل أزمة حادة ومتفاقمة حيث استقبلت مراكز الإيواء أعداداً كبيرةً تفوق طاقتها الاستيعابية بكثير، يترافق مع ذلك النقص الحاد في الاحتياجات والخدمات الأساسية وعدم توفر المرافق الصحية القادرة على استيعاب تلك الأعداد الكبيرة من النازحين، إضافةً إلى عدم توفر الماء والغذاء والدواء، فقد جاءت تحذيرات برنامج الغذاء العالمي لتقرع ناقوس الخطر من المجاعة القادمة التي تحدق بأهالي غزة خاصة في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح في ظل ارتفاع حالات الجفاف وسوء التغذية وانتشار الأمراض خاصة بين الأطفال، فقد أظهر مسح أجراه برنامج الغذاء العالمي(أن ما بين( 83% إلى97% ) من الأسر في غزة لا تستهلك ما يكفي من الطعام، وفي بعض المناطق يصل إلى 90% من الأسر تعاني عدم تناول أي وجبة طعام ليوم وليلة كاملين).
وشدد مركز "شمس" على أن أوضاع النازحين في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح وصلت إلى وضع كارثي مأساوي من الناحية المعيشية والصحية، فإلى جانب الافتقار للرعاية الصحية اللازمة ، هناك نقص كبير في الملابس الشتوية والأغطية والفراش ووسائل التدفئة التي تقي النازحين من البرد الشديد، إضافة إلى معاناة الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء من ذوي الاحتياجات الخاصة والجرحى والمرضى والنساء الحوامل والذين يحتاجون إلى رعاية خاصة بهم نظراً لحالتهم الصحية المعقدة.
وندد مركز "شمس" بالحصار والإغلاق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بمنع دخول الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود إلى القطاع، مما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة، كنوع من العقوبات الجماعية على المواطنين في قطاع غزة والذي يترافق مع صمت دولي على هذا الحصار الظالم مما يكشف عن ازدواجية المعايير والانتقائية التي تتعامل بها دول العالم مع منظومة حقوق الإنسان والاحتياجات الإنسانية وكرامة البشر.
وأكد مركز "شمس" على أن انتشار الأمراض والأوبئة وعدم توفر العلاج اللازم بفعل الحصار وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية والتلوث الناتج عن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الإنسان في حق العيش في بيئة صحية ونظيفة وخاصة انتهاك لدستور منظمة الصحة العالمية لسنة 1946م والذي عرف الحق في الصحة على أنه ( التمتع بأعلى مستوى يمكن الوصول إليه من الصحة)، وانتهاك للعهد الدولي الخاص للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فقد نصت المادة رقم (12) من العهد على ( تشمل التدابير التي يتعين على الدول الأطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق، تلك التدابير اللازمة من أجل تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية، والوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها، وتهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض)، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني لاسيما للمادة رقم (17) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنص على أن (يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء النفاس من المناطق المحاصرة، ومرور أفراد الخدمات الطبية إلى هذه المناطق).
وطالب مركز "شمس" هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسف الخاصة بحماية الأطفال والمنظمات الحكومية والغير حكومية والمنظمات الحقوقية الدولية بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والتدخل العاجل وإيصال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية إلى النازحين في قطاع غزة وتحييد قوافل المساعدات الإنسانية عن الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي والضغط على حكومة الاحتلال لوقف استهداف المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الإيواء ومخيمات النزوح في قطاع غزة وتحييدها عن العمليات الحربية ومواقع الاشتباك.