أمد/
سنوات من الحياة في أوروبا أثبتت لي أهمية ما يمكن وصفه بالدبلوماسية الشعبية ، هذه الدبلوماسية التي بها بعض من النماذج ومنها مثلا ….وسوف أعرض خلال الفترة المقبلة بعض من النماذج المتميزة فلسطينيا والتي تجسد هذه الدبلوماسية في الغرب وتحقق الكثير من المكاسب حاليا
الاسم الأول هو ماجد الزير ….وهو أسم ربما لا يعرفه الكثيرون ، ولكنه واحد من أهم النشطاء الفلسطينيين في أوروبا.
يعتبر الزير من أهم النشطاء ممن يقوموا بالكثير من الجهود في إطار الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية ، وهي الدبلوماسية التي تقوم على التصدي لسياسات إسرائيل وبحزم عن طريق المبادرات الفردية.
والحديث عن الزير أو غيره من المسؤولين الفلسطينيين يتزايد مع انتشار هذا النوع مما يمكن وصفه بالدبلوماسية الشعبية ، مثل نموذج يوسف حداد الإسرائيلي مثلا ، وهو نموذج يقوم بالترويج والحديث والانتشار دعما لإسرائيل ، دونما أن يكون له أي منصب رسمي ، ومن هنا فإن نماذج مثل الزير أو عزام التميمي مثلا تعتبر نماذج مهمة يجب القاء الضوء عليها حاليا.
والزير حاصل على الجنسية البريطانية ، ويدير مركز عودة الفلسطيني ، كما أنه الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية (EUPAC) – في العاصمة البلجيكية بروكسل، ونائب رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
بعد انتقاله إلى المملكة المتحدة قبل حوالي 30 عامًا، أصبح الزير إحدى الشخصيات المركزية في "مركز العودة الفلسطيني" الذي تأسس عام 1996 للدفاع عن القضية الفلسطينية، وقبل كل شيء من أجل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
خلال السنوات التي قضاها الزير في لندن، قام هو ومركز العودة بتنظيم عدة فعاليات في البرلمان حضرها العديد من كبار السياسيين العماليين. ومن بين هؤلاء كوربين، وآندي سلوتر، وزير العدل في حكومة الظل في ذلك الوقت، والنائب السابق إيان موراي، بالإضافة إلى البارونة تونغ المستقلة المؤيدة للفلسطينيين.
ومن فترة تتابعه الكثير من المنصات والصحف ووسائل الإعلام الدولية والبريطانية عن كثب ، وتقول صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها بعض من المعلومات عن الزير ومنها :
1- أنه ناشط فلسطيني بارز ظهر في مجلس العموم في مناسبات مع جيريمي كوربين والعديد من النواب البريطانيين الآخرين
2- لديه اتصالات على أعلى المستويات في قيادة حماس
3- أنه الشخص المسؤول عن حماس" في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا
4- له علاقات مع بعض من القيادات الفلسطينية مثل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
5- يُعتقد أن الزير، الذي انتقل من لندن إلى برلين في عام 2014، شخصية مؤثرة في مجموعتين فلسطينيتين على الأقل مقرهما في أوروبا تم ربطهما بحماس من قبل أجهزة الأمن الألمانية والإسرائيلية. وتنفي الجماعات دعم أنشطة حماس
والمعروف أن ألمانيا قررت حظر حركة حماس منذ هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر). ورغم أن الحركة كانت تقليدياً تقتصر أنشطتها في الأراضي الألمانية على جمع الأموال والدعاية، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من احتمال قيامها باستعدادات لعمليات إرهابية ضد أهداف أوروبية، بحسب ما قالت صحيفة دير شبيغل الآلمانية.
تصعيد متوقع
الحديث عن الزير تصاعد مع اعتقال السلطات الألمانية لثلاثة أعضاء مزعومين في حماس هما مواطن مصري ورجلان ولدا في لبنان في برلين للاشتباه في محاولتهم الحصول على أسلحة استعدادا لهجوم محتمل على مؤسسة يهودية
وليس هناك ما يشير إلى أن الزير كان على علم بهذه الخطط المزعومة أو أي تورط في تنظيم الإرهاب في أوروبا. وقد نفى في السابق أي ارتباط له بحماس ووصف هذه الادعاءات بأنها هراء. وقال عام 2011 إن أي شخص يدافع عن فلسطين في الغرب يتعرض للهجوم من إسرائيل
ورفض الرد على استفسارات متعددة من صحيفة التايمز التي اطلعت على ملف وزارة الداخلية الألمانية
وفي عام 2019، حصل الزير على تعويضات بعد أن ربطته قاعدة بيانات عالمية هو والمجموعة التي يديرها ومقرها بريطانيا بالإرهاب. وتم حذف اسمه من القائمة. وقال محاموه إن إسرائيل قدمت مزاعم تتعلق بالإرهاب دون دليل، وإنه "لم يواجه قط أي تهمة أو حتى شبهة بالإرهاب"
وفي تشرين الثاني(نوفمبر)، استخدم كريستيان ويكفورد، النائب العمالي عن منطقة بوري ساوث، الامتياز البرلماني لتحديد الزير كواحد من أربعة "نشطاء حماس" مزعومين وطرح سؤالاً حول ما كانت تفعله وزارة الداخلية بشأنهم
وكان من بين الآخرين زاهر بيراوي، وهو ناشط مؤيد للفلسطينيين مقيم في لندن وصفه ويكفورد بأنه "خطر جسيم على الأمن القومي"، وزياد العالول، وهو ناشط شارك مقاطع فيديو لحماس على الإنترنت وصورة لطائرات شراعية…..
تم تصوير الزير مع العالول. تم إدراج الزير باعتباره المدير الوحيد لمركز العودة الفلسطيني، وهي مجموعة مناصرة مقرها لندن كان بيراوي مديرا لها حتى عام 2009.
عموما يواصل الزير نشاطه السياسي بثبات ، وهو النشاط الذي لا يتوقف حاليا برفقة عدد كبير من المسؤولين والمتطوعين ، الأمر الذي يزيد من حساسية ما يقوم به وأهميته على الساحة الفلسطينية .