أمد/ سنغافورة: أكد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، خلال لقائه يوم الجمعة برئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بخاصة الاقتصادية.
ولفت ولي العهد، خلال اللقاء الذي عقد في قصر أستانا الرئاسي، إلى أهمية اتفاقيات التعاون بين البلدين والتي شهدها وتبادل بعضها خلال الزيارة، مثمنا تعاون المؤسسات السنغافورية مع الأردن في التبادل المعرفي بمجالات الإصلاح الإداري والتعليم والتدريب المهني والتقني.
وأعرب عن شكره وتقديره للحكومة السنغافورية على الجهود الإغاثية الإنسانية في قطاع غزة، لافتا إلى أن الأردن مستمر في العمل نحو السلام والأمن في المنطقة، واللذين لن تنعم بهما دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وثمن رئيس الوزراء السنغافوري الجهود الإنسانية التي يقودها الأردن منذ بدء الحرب على غزة.
وأقام رئيس الوزراء السنغافوري مأدبة غداء رسمية تكريما لسمو ولي العهد والوفد المرافق، بحضور عدد من كبار المسؤولين السنغافوريين.
وعبر ولي العهد، في كلمة خلال مأدبة الغداء، عن شكره للحكومة السنغافورية على الترحيب الحار وكرم الضيافة في أول زيارة رسمية لسموه لسنغافورة.
وأعرب ولي العهد عن اعتزازه بنمو العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خلال العقود الماضية، مشيرا إلى أن الأردن وسنغافورة يعملان لتعزيز التقدم والازدهار لشعبيهما.
وبين أن الزيارة تأتي في وقت صعب للمنطقة، قائلا إن المشاهد تمزق القلب في غزة والخسائر فادحة في أرواح الأبرياء.
وأشار ولي العهد إلى المعاناة اليومية التي لا توصف في غزة والتدمير المتعمد ليس فقط للبنية التحتية الأساسية ولكن أيضا للثقافة والتراث ودور العبادة، إضافة إلى تحطيم أحلام وآمال أجيال بأكملها، مشددا على ضرورة وقف إراقة الدماء وإنهاء المعاناة اليومية وضمان عودة الغزيين إلى منازلهم آمنين وإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها.
وأضاف أن هذه الأوقات الحرجة تحتم على الجميع العمل معا لتحقيق المصلحة العليا، من خلال الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية وتطبيقها على الجميع بتساو ودون انتقائية.
ونوه ولي العهد إلى أن العالم بحاجة ماسة إلى أصوات الحكمة والتعاطف للتغلب على أصوات الانقسام واللامبالاة.
وسلط الضوء على جهود ومساعي الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لإبقاء القضية الفلسطينية أولوية عالمية عبر مختلف المنابر الدولية.
وأشار ولي العهد إلى كلمة جلالته قبل خمس سنوات في المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة في سنغافورة، والتي أكد فيها أن الصراع المركزي في المنطقة يتمثل في استمرار إنكار حق إقامة الدولة الفلسطينية، وأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى تأجيج الفتنة والتطرف العالميين.
وأعاد التأكيد على أهمية حل الدولتين كالسبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددا على أن الأردن لا يدخر جهدا للعمل لتحقيق السلام والأمن الإقليميين، جنبا إلى جنب مع حلفائه وأصدقائه.
وأعرب ولي العهد عن شكر الأردن للحكومة السنغافورية لتصويتها لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تقدم به الأردن لوقف الحرب على غزة وتبني هدنة إنسانية فورية ومستدامة في القطاع.
وحضر اللقاء ومأدبة الغداء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، والسفير الأردني في سنغافورة سامر النبر، ومدير مكتب سمو ولي العهد الدكتور زيد البقاعين.