مأمون هارون رشيد
أمد/ مائة يوم ، والقاتل لم يزل بعد لم يرتوي من دم الضحية ، مائة يوم وعداد الضحايا مستمرة ارقامة بالارتفاع بوتيرة هى الأعلى التي يرتكبها نازيوا هذا العصر ، شهداء زاد عددهم حتى الآن في اليوم المائة عن ثلاث وعشرين ألف شهيد ، وجرحى أكثر من ستين ألف جريح ، عدى آلاف المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة ومن لم يعلن عن استشهادهم حتى اليوم ، والقاتل لم يرتوي بعد من دم الضحية ، مئات الآلاف من الوحدات السكنية ، من المنازل والابرج السكنية ، من المشافي والمساجد والكنائس والمعامل والمخابز والمصانع والمحال التجارية والمزارع ، جرفت الشوارع والبنى التحتية من محطات و شبكات للصرف الصحي ، ومحطات تحلية المياه ، ومحطات توليد الكهرباء ، كل ما له علاقة بحياة الناس وبقائها على قيد الحياة تم تدميرة وقتلة ، جرفت الأرضي الزراعية ، قتلت الحيوانات والمواشي ، اقتلعت الأشجار ، منها أشجار الزيتون التي يعود عمر بعضها إلى آلاف السنين ، دمرت المستشفيات وقتل الخدج في حضاناتهم حين قطعت الكهرباء عن المستشفيات ، فتوقفت الحضانات وغرف العمليات عن العمل ، توقفت معامل الأوكسجين ، مات الخدج والمرضى والمصابين جراء نقص كل شيء ، من الدواء إلى الطعام إلى الهواء.
حرب إبادة منذ مائة يوم ولازال القاتل لم يرتوي من دم الضحية ، لازالت نار الحقد في مشتعلتة صدره تبحث عن مزيد من الدم والدمار ، مائة يوم ومازال بعض من العالم لم يفيق من ضلاله وغفوتة عن رؤية الحق والحقيقة ، مائة يوم ولازالت آلة التوحش في واشنطن ومحالفيها ترسل سفنها وطائراتها وقذائفها واموالها لجيش حاقد متوحش ليستمر في القتل والتخريب ، مائة يوم وهذة الامريكا تضخ المال والقنابل ليستمر القتل ، مائة يوم وهى تستخدم الفيتو لوقف الحرب ، اى عار سيسجل في تاريخها وهى تمنع وقف الحرب التي تقتل فيها النساء ، ويموت فيها الأطفال جوعا أو مرضا اوخوفا تحت الردم ، أي حضارة فاشية تلك ، يقتل الأطباء والصحفيين والرهبان ولا يحرك كل ذلك لساكن البيت الأبيض رمش ، بل يستمر في دعم وتأيد وتبرير موقف القاتل ، أنة الدفاع عن النفس ، الحجة الكذبة ، وكأن ليس للقتيل حق الدفاع عن النفس حتى لو بالصراخ أو التوجع ، أنة الزمن الاكثر بشاعة ، الاكثر ظلما وتغولا .
مائة يوم وأنظمة العرب يلف مواقفها الصمت والهوان ، تحاول أن تخفي عجزها بتصريح هنا او موقف هناك ، لا فعل يستحق الاحترام أو التوقف عندة ، بعضها خلع قناع الكذب والزيف ليظهر بشاعة وجهه القبيح ، هل يعقل أن تمنع التظاهرات المنددة بالحرب في بعض عواصم العربان ، ويحاسب من يبدي موقف مؤيد لشعب يقتل كل دقيقة على شاشات التلفزيون ، هل وصل التخاذل والانبطاح والعجز لعدم استطاعت بعض الأنظمة عن إتخاذ حتى موقف ، حتى المساعدات وعلى مدار مائة يوم لم يستطيعوا إدخالها ، شكرا لما تبقى من بقايا الأمة يحاول أن يرفع الصوت هناك أو هناك متضامنا أو داعماً أو باكياً على حالنا ، شكرا لإحرار العالم الذين تجوب مسيراتهم ومظاهراتهم عواصم ومدن العالم رافعين الصوت لوقف الحرب منددين بمواقف دولهم ، شكرا لجنوب افريقيا التي تعيد للإنسانية معناها ، وتبقي لن بعض ثقة فيها ، عل العدالة المبنية على الحق تأتي ولو متأخرة .
لأهلنا ، أو من تبقى منهم في غزة العزة والكرامة والشرف ، خذلناكم ، الكل شريك ، لم نستطع حماية حتى طفل في حضانة فمات قبل أن يخرج للدنيا ، لم نستطع ونحن في اليوم المائة أن نفعل شيئا لوقف موتكم اليومي ، أصابنا العجز والخرس ، في اليوم المائة للحرب تغرق خيام النازحين ، يموت الاطفال جوعا وبردا ومرضا ، ويموت الباقون من قصف الموت المستمر منذ مائة يوم ، عداد موت لازال يعمل ، والارقام ما تزال في إرتفاع ، الكل شريك ، وأخيرا نقول ، كم سنحتاج من أيام لوقف عداد الموت هذا ، كم سنحتاج من الوقت لوقف هذا الجنون وهذا التوحش ، حم من الوقت بقى كيف نفيق ، وكما مائة يوم أخرى تكفي يوشع بن نون ليرتوي من دمنا المقدس .