منجد صالح
أمد/ دون شك وبكل تأكيد ودون مواربة ولا مبالغة أن اسرائيل وجيشها ونظامها الامني برمّته تلّقت صربة صادمة في السابع من اوكتوبر الماضي،
هذا باعتراف اجهزة الاستخبارات المتخصصة في اسرائيل إلى جانب “اشطر” المُحللين السياسيين والصحفيين فيها وهم كُثر وتزخر بهم الجرائد الاسرائيلية وقنوات التلفزة المُتعددة، واسماؤهم تتردد يوميا في “سوق التحليلات والاستنتاجات والتخمينات “وقراءة الكف والمستقبل وعلم الابراج والنجوم والفلك”،
وربما لا نبالغ أن نقول بخصوص “لُبّ الموضوع” انه وقبل “هزّة” السابع من اكتوبر لم يكن الجيش الاسرائيلي، حسب المُحللين الاسرائيليين” في احسن حالاته، فقد كان يقضي وقته”القتالي” وهو يركض وراء “شباب حوّارة، من اجل حماية المستوطنين العدوانيين المتغطرسين الذين يهاجمون الفلسطينيين ومصالحم بسبب او دون سبب،
ولن ننسى هنا “ليلة الكريستال الثانية”، التي ارتكبها المستوطنون المنفلتون من عقال الحضارة والآدمية، ضد اهالي حوّارة، وكان جيشهم المُدجج “يقف ويتفرّج” على المشهد الدرامي ولا يُحرّك ساكنا إلا لحماية المزيد من عنف المستوطنين،
اذا الجيش الاسرائيلي وقبل السابع من اوكتوبر كان مهيّأ لاعمال الدوريات وحراسة المستوطنين وقمع “والتغليس” على الفلسطينيين وجعل حياتهم مستحيلة،
جيش مُدجج في مواجهة مدنيين عزل في بيوتهم ومدنهم وقراهم،
“ولمّا دقّ الكوز في الجرّة’” يوم 7 اكتوبر، كان هذا هو حال الجيش الاسرائيلي، في معظمه يتمترس لحماية “خطايا وفظائع” المستوطنين في الضفة الغربية،
أما فيما يخصّ غزة فربما كانوا يعتقدون انها غارقة في “عسل شنطات دولارات قطر المليونية”، و”تمشي الزيك الزيك وتقول يا رب تُستر”، حسب رغبة نتنياهو وعمله الدؤوب في “سبيل تبشيم خوازيق للسلطة الوطنية” واضعافها،
وبعد أن وقعت الواقعة لم تستدرك اسرائيل نفسهاوجلّ ما ذهبت إليه هو تطبيق لتصريح نتنياهو الاول بعد “السبت الاسود”: ” سأحيل قطاع غزة إلى رُكام”!!
واحاله إلى ركام خلال مئة يوم من القصف الجنوني على كل شيء في غزة، لكن هذه ليست حربا وانما عملية ابادة جماعية، انها عملية قتل منظمة ضد المدنيين الفلسطينيين الابرياء،
اما فيما يتعلّق بالاجتياح البري، العملية البريّة الواسعة والموسّعة، والكثيفة والمُكثّفة، المُناورة البريّة، فقد تمّ عرض سيرتها ومسيرتهاوتطوراتها ونتائجها يوميا بالصوت والصورة، “وحلّل يا دويري”، وكذللك عبر بيانات المستشفيات الاسرائيلية في سوروكا وغيرها تتحدّث عنها بوضوح،
هل يستطيع جيش مهزوز اصلا أن يقاتل في ارض احتلها ولا يعرف دهاليزها وخفاياها وخباياها أمام اهل الارض المدافعين عنها، الذين يعرفون “كل مغزّ ابرة” فيها منذ ان كانوا يذرعونها طولا وعرضا وهم “اطفال حفاة”؟؟!!
الارض يعرفها اصحابها وهي تعرفهم وتفتح لهم ذراعيها تحتضنهم وتحرسهم وتخبّيهم، وتلفظ الغرباء الدخلاء الذين يُدنّسون ثرى رملها بجنازير دبّاباتهم،
جيش مهزوز تقوده حكومة مأزومة مُتناحرة نحو حرب مجهولة النتائج، لا يعرف ولا يُجيد الحرب والقتال، وانما يُجيد القتل وارتكاب المجازر والابادة الجماعية.