د. طلال الشريف
أمد/ لم يكن موضوع التهجير لشعبنا من قطاع غزة فكرة عابرة جاءت مع الحرب على غزة لتكبير حجم المكاسب، لكن هذه الحرب قدمت فرصة إنتهازية أخرجت الخطط الطويلة الأمد من أدراج الفكر الصهيوني .
هذه الحرب التي اندلعت فجأة، وخطة التهجير التي ظهرت مبكرا مع أيام الحرب الاولى لم تحلم بها عقول المتطرفين الذين يعكسون تماما العقلية التجارية والمالية الروتشلدية القديمة.
وعندما ظهر أن النصر في حرب غزة بعيدا ويحتاج زمن طويل وتصدي مصر بقيادة الرئيس السيسي شخصيا لفكرة التهجير عزز صمود المقاومة وجعل نتنياهو وفريق حربه إيلاء الانتباه والتركيز لمحاولة إستئصال حماس وإرجاع الأسرى كاولوية على التهجير، أي تأجيل التهجير لظرف أو فرصة أخرى لكن في سياق هذه الحرب أي تحقيق موقف عسكري أفضل للجيش الأسرائيلي، لكن ما زاد الطين بلة لدى نتنياهو هو تصاعد المظاهرات والأعتصامات لأهالي الأسرى بأعداد ضخمة ما شكل ضغطا حقيقيا على تاخير فكرة التهجير ولو مؤقتا.
الآن جاءت فكرة احتلال شريط فلادلفيا بوجهيها الأول وهو السيطرة الإسرائيلية على الأمن في الجانب الفلسطيني من الحدود بحجة منع التهريب والهروب بواسطة الأنفاق والثاني للإستيلاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وإضافة لذلك او نتيجة لذلك فإن السيطرة عسكريا على الحدو الحدود الفلسطينية مع مصر سيشكل فكي كماشة للقوات الإسرائيلية على خانبونس ورفح للضغط العسكري على المقاومة وهزيمتها، وبعدها فإن الضغط الكبير على النازحين بالقصف او التجويع سيضطرهم لكسر الحدود في منطقة خيام النازحين الكثيفة والقريبة جدا من الحدود المصرية وبذلك تكون اسرائيل قد صنعت عامل ضاغط للهجرة إلى الجانب المصري.
هناك حالة نفسية معكوسة لنتنياهو مفادها طالما لم تنتصر اسرائيل سيبقى عنصر التهديد بالتهجير واردا وستكون الورقة الأخيرة لنتنياهو الصامت دون رأي واضح كطرح وزرائه الآخرين ليضمن إحراز النصر ولو بالإشتباك مع مصر بورقته الأخيرة وهي التهجير .. لن تنتفي فكرة التهجير من العقل الأسرائيلي إلا في حالة وقف إطلاق النار الدائم ووالأهم قبل احتلال الجيش الإسرائيلي لشريط فيلادلفيا، وهذا يحتاج مبادرة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين و الإسرائيليين لمنع تشكيل كماشة على المقاومة والضغط على النازحين.