محمد حسين
أمد/ بعد مضي أسبوعين على معركة طوفان الأقصى، سأل الرئيس الأمريكي زعيم العصابة نتنياهو عن خططه في قطاع غزة ما بعد الحرب لكنه لم يتلقى جواباً، بعدها بدأ وزير خارجيته بلينكن زيارات مكوكية إلى الكيان الصهيوني والمنطقة للحصول على إجابة اليوم التالي لغزة لكن زعيم العصابة نتنياهو أصر على تجاهل الأمر، فذهب الوزير بلينكن يبحث ويجري مقاربات لغزة ما بعد الحرب مع الدول الإقليمية العربية وغير العربية في محاولة منه لرسم خريطة واضحة المعالم لغزة ما بعد الحرب، إلا أن هذه الخريطة لم تكتمل بسبب عدم وجود تصور لدى قادة الاحتلال، وإصرار حركة حماس على عدم مناقشة هذا الموضوع مع أي من الأطراف الإقليمية، مكتفية بالقول هذا شأن داخلي يقرره الشعب الفلسطيني، بعد مئة يوم على العدوان الدموي الذي يقوده زعيم العصابة نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة لم يستطع أن يناقش اليوم التالي في غزة سوى مرة واحدة قبل أيام قليلة في مجلس الكابنيت وقد تفجر هذا الاجتماع بسبب الخلافات في وجهات النظر. فزعيم العصابة نتنياهو لا يستطيع مناقشة خيارات غزة ما بعد الحرب بسبب معارضة فردي العصابة (بن غفير وسموتريش ) اللذين يعارضان بشدة مناقشة هذا الملف لأنهما يعتقدان أن على زعيم العصابة نتنياهو أن يحتل قطاع غزة بالكامل من شماله حتى جنوبه ودفع قسم من الشعب الفلسطيني خارجه وإعادة بناء المستوطنات الصهيونية بداخله وبذلك لا حاجة لمناقشة اليوم التالي.
زعيم العصابة نتنياهو بسبب خشيته من انهيار الائتلاف مع فردي العصابة( بن غفير وسموتريش) وبالتالي سيصبح مستقبله السياسي مهدداً بالزوال لا خيار أمامه سوى إطالة أمد الحرب وتحقيق إنجازات ميدانية ( إنهاء الوجود العسكري للمقاومة الفلسطينية وجلب قياداتها إما أسرى أو جثثاً واستعادة الأسرى المدنيين والعسكريين الإسرائيليين ) وبالتالي يمكن أن يستقوي على فردي العصابة بهذه الإنجازات التي ستتيح له طرح فكرة اليوم التالي بقوة، لكن معطيات الميدان تشير إلى أن جيش الإجرام الإسرائيلي أصبح عاجزاً عن تنفيذ هذه المهمة، وهو يغرق في رمال غزة المتحركة لذلك أصبحت الخلافات قوية داخل مجلس الحرب وبدأت تظهر للسطح بين وزير الدفاع ورئيس الأركان وزعيم العصابة نتنياهو حول الخيارات التي من الممكن تحقيقها خاصة بعد الخلافات في الرؤى بين نتنياهو والإدارة الأمريكية والتي امتدت إلى أكثر من عاصمة غربية، وضغط الرأي العام العالمي الذي يطالب بوقف إطلاق نار شامل وفوري، ووصول إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية، والأهم من كل ذلك صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كل هذه المعطيات تشير وبشكل قوي إلى تقلص فرص بقاء (الضوء الأخضر ) المفتوح لنتنياهو من قبل الإدارة الأمريكية والعواصم الغربية، وسيكون مضطراً للموازنة بين خيارات مصالحه الشخصية الخاصة ومصالح كيانه ومصالح حلفائه، فماذا سيختار زعيم العصابة نتنياهو الأيام القادمة وربما الأسابيع القادمة ستجيب على هذا السؤال.
في الجانب الفلسطيني ما تزال غياب الرؤية الواحدة لإدارة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني وفي النظر لمستقبل غزة ما بعد وقف العدوان هي سيدة المشهد، رغم طرح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مبادرة لتشكيل قيادة طوارئ فلسطينية مؤقتة أو قيادة وطنية موحدة لتمتين الوضع الداخلي الفلسطيني والتصدي للمؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية والنيل من إنجازات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ، إلا أن هذه المبادرة لازالت حبيسة اللقاءات الثنائية والرباعية دون أن تثمر عن أية نتيجة.
فحماس تعتقد أن بإمكانها قيادة قطاع غزة كما كانت قبل السابع من أكتوبر، والسلطة الفلسطينية صامتة تنتظر ما ستؤول إليه معركة طوفان الأقصى لتتعامل بعد ذلك مع النتائج،
فهل يعقل بعد مئة يوم من العدوان الصهيوني على غزة أن لا يعقد اجتماع قيادي فلسطيني مقرر يضم حركتي فتح وحماس وفصائل أخرى لمناقشة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته.
سؤال يطرحه كل مواطن فلسطيني برسم القيادات الفلسطينية جميعها.