أمد/ ضمن منظومة الإحتلال الإسرائيلي للتصفية السياسية للقضية الفلسطينية من خلال إزالة المخيمات بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وفي الشتات خاصة في سوريا ولبنان ، وطي صفحة اللاجئين الفلسطينيين؛ لذلك فإن وجود المخيمات الفلسطينية تعتبر الشاهد الحي على النكبة عام 1948 التي رافقت الشعب الفلسطيني، وقد تجسد ذلك بصدور قرار الأمم المتحدة 194، والذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم، وتم تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا مع وقوع النكبة، وقد تقلصت خدماتها بشكل تدريجي نتيجة العجز المالي وعدم تسديد الدول مساعدتها المالية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسعى مع “إسرائيل” إلى إلغاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مختلف الوسائل ومن ضمنها إعادة التهجير للاجئين خارج دول الطوق والعمل على التجنيس.
ورغم مرور 75 عام على النكبة ما يزال اللاجئين متمسكين بحقوقهم التاريخية بالعودة إلى بلادهم وهناك العديد منهم يحتفظ في مفتاح المنزل وينتقل من جيل الأجداد إلى الأبناء وإلى الأحفاد، و تشاهد التقسيم في أحياء المخيمات أسماء المناطق التي هجروا منها مثل حي الصفصاف وحي الرأس الأحمر، والنوباني وصفوري وسعاسع وأسماء تلك الأحياء السكنية نسبة إلى قراهم ومدنهم في فلسطين، ولم تنجح فكرة كولد دمائير رئيسة الوزراء الإسرائيلي السابقة حين قالت “الكبار يموتون والصغار ينسون”، وهذا لم يتحقق وتأكيد على ذلك فقد كانت وما تزال المخيمات الفلسطينية متمسكين في حق العودة وفي نفس الوقت فإن هذه المخيمات من تسهم في المقاومة والدور الأساسي بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولذلك فإن هذه المخيمات الفلسطينية التي تتعرض بشكل خاص إلى الاستهداف اليومي كما نشاهد المخيمات في المحافظات الشمالية بالضفة الغربية والقدس وشاهد العالم سلسلة المجازر الوحشية والعمليات العسكرية والأمنية لجيش الإحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين ومخيم نور شمس ومخيم عسكر ومخيم بلاطه والفوار ودهيشه و عين السلطان في أريحا، هذا الاستهداف بشكل لدفع الفلسطينيين للهجرة ومغادرة المخيمات في داخل فلسطين والشتات يعني الهجرة الجماعيه؛ ولذلك شاهدنا ضمن حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة كيف تم إنهاء المخيمات الفلسطينية بقطاع غزة، حيث آلاف الاطنان من المتفجرات تم قصف مخيم جباليا ونصيرات والمغازي والبريج ورفح وسلسلة من الأحياء والمخيمات، حيث أصبح هؤلاء ما بين الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين، والنازحين في وطنهم وبلا مأوى، حيث وصل عدد النازحين داخل رفح 2 مليون نازح لذلك فإن إمكانية اعادة إعمار قطاع غزة، وإزالة الركام سوف تستغرق سنوات طويلة ولذلك سوف تأتي السفن المجهزة بالمستشفيات للنقل الجرحى والمصابين و عائلاتهم وتهجيرهم تحت بند العلاج وسوف نشاهد حملات التهجير للفلسطينيين من خلال السفارات والقنصليات الأجنبية، حيث لم تساهم دولهم في وقف العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة؛ لذلك نشهد عملية الإبادة الجماعية من قبل الجيش الإسرائيلي شبه اليومية واقتحام المخيمات بالضفة الغربية والقدس وعمليات الاغتيالات والقتل الجماعي في هذه المخيمات؛ ولذلك نقول بأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعمليات الاستنزاف بالضفة الغربية والقدس، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قصراً أو طوعي المهم التهجير المتدرج للانتهاء من قضية الحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين.
وخاصة مع مخاطر الديموغرافية الفلسطينية على الإحتلال الإسرائيلي لذلك المطلوب التخلص من الوجود الفلسطيني، إضافة إلى ذلك و الأهم إنهاء الحالة السياسية لمكونات منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت من نتائجها تشكيل السلطة الفلسطينية بموجب إتفاق أوسلو والتزاماتها، لذلك أعلن نتنياهو وفريقه من الحكومة الإسرائيلية بأنه معارض إتفاق أوسلو وقد انتهى هذا الاتفاق، وبغض النظر عن الخلافات وتبينات الفلسطينية حول إتفاق أوسلو، فقد شكل هذا الاتفاق الكيان الأول للفلسطينيين وسمح بعودة آلاف الفلسطينيين والعودة السياسية وتشكيل رئاسة وحكومة وبرلمان
وأصبح هذا الكيان المعروف بسلطة
مع مرور السنوات رغم عدم التزامات “إسرائيل”، فقد تحولت السلطة إلى ، بموجب الإعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقب في الأمم المتحدة وانضمام دولة فلسطين، بموجب ذلك إلى المنظمات والمؤسسات الدولية كما هو حال الدول الأخرى، ولذلك نشاهد منذ سنوات حملة تحريض على السلطة الفلسطينية وقد بدأت “إسرائيل ” إعادة أقتحام المحافظات بضفة الغربية من أجل إلغاء اي شكل من السيادة الوطنيةكم حدث حقبة الرئيس الراحل ياسر عرفات بمقر المقاطعة حيث تحولات المقاطعة إلى العنوان السياسي وسيادي وقيام زعماء العالم بلقاء مع الرئيس أبو عمار في رام الله وبيت لحم وقطاع غزة، وقد تشكل الكيان السياسي للشعب الفلسطيني وقد تولى بعد ذلك الرئيس الفلسطيني أبو مازن السلطة وتعرض إلى حملة تحريض لم يسبق لها مثيل ورغم ما تحقق من إنجازات سياسية وكان أبرزها الإنتخابات التشريعية ومشاركة، حركة حماس والتي فازت في الإنتخابات التشريعية وقد تسلمت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني ورئاسة الحكومة الفلسطينية.
والإنجاز الثاني قبول دولة فلسطين عضوا مراقب في الأمم المتحدة. والاستمرار في تحقيق عضوية كاملة في الأمم المتحدة. هذه حقائق ثابتة بل أصبحت وقائع لذلك فإن الجانب الإسرائيلي وبدعم وموافقة أمريكية يعمل على إنهاء التمثيل السياسي لشعب الفلسطيني ويدفع في إتجاه التصعيد وإنهاء، الحالة السياسية للسلطة الفلسطينية والتي قد تحولات إلى دولة تحت الإحتلال وخلال عمليات الاغتيالات والاقتحامات المتكررة للجيش الإحتلال الإسرائيلي للمناطق الضفة الغربية والقدس، فإن السلطة ضمن خيارات كلاهم أسوء من الآخر في حال بدات السلطة الفلسطينية بالمواجهات مع جيش الإحتلال الإسرائيلي قد تتحمل إمكانية السلطة لمدة ثلاثة أيام في أفضل حال، وبعد ذلك يتم تحقيق النتائج المرجوة في إعادة الإحتلال وإنهاء السلطة السياسية للفلسطينيين وتحويل مناطق الضفة الغربية إلى محميات محلية غير مترابطة من خلال المجلس المحلية باختيار من “إسرائيل” أعضاء من افرازات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على غرار روابط القرى في سبعينيات القرن الماضي، وسبق وتم الإعلان من قبل قيادات عسكرية وسياسية للأحتلال حول هذه الكيانات دون أي حقوق سياسية وإنهاء أي شكل من أشكال السيادة الفلسطينية؛ لذلك يتم الحصار والعقوبات الاقتصادية واحتجاز أموال المقاصة والضرائب الفلسطينية، مما يعزز الأزمة المالية الاقتصادية للسلطة الفلسطينية؛ لتصبح عاجزة عن القيام بواجباتها إتجاه المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك التزاماتها صرف الرواتب للموظفين في السلطة إضافة إلى المتقاعدين المدنيين والعسكريين مما يسبب في انهيار السلطة ومؤسساتها وبذلك يتم استبدال ذلك بقيادة جديدة ومتجددة ووفقا لرؤية” إسرائيل” والإدارة الأمريكية كما عبر عن ذلك وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن إضافة إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي، ونقول بأن إنهاء السلطة الفلسطينية يصب في إطار المصالح الإسرائيلية كما عبر بذلك نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، وهذة رؤية بعض الجهات المشبوهة والمشكوك في نواياهم والتي تشن الحملات الإعلامية على السلطة الفلسطينية ضمن المخطط الإسرائيلي الأمريكي المشترك في إنهاء أي حاله سياسية فلسطينية والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، قد يكون البعض لديه ملاحظات حول منظمة التحرير. الفلسطينية ومؤسساتها وهذا حقهم ولكن العمل الوطني الفلسطيني المشترك يحتاج قدرت مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية من أجل إعادة دور وفعل منظمة التحرير باعتباره الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني. مما يدفع إلى ضرورة الحوار
وإنتاج مخرجات وطنية تشكل حماية الهوية الوطنية والسياسية لشعبنا الفلسطيني العظيم لذلك فإن إمكانية تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني أمر واقعي وممكن جدا في الختام لقد أصبحت “إسرائيل” تعيش في أزمة من خلال الفشل في العدوان على قطاع غزة بما يتعلق إنهاء المقاومة الفلسطينية بل أن المقاومة بمكوناتها المختلفة بقطاع غزة تشكل رافعه ورصيد للقضية الفلسطينية، على الصعيد الميداني رغم حجم الخسائر البشرية من المدنيين الفلسطينين من الشهداء والجرحى وحجم الدمار والمجازر الوحشية للاحتلال الإسرائيلي .. وفي نفس الوقت فإن حجم الخسائر البشرية والإقتصادية والعسكرية والأمنية للأحتلال الإسرائيلي لم تكن بهذا الشكل في مختلف الحروب السابقة ورغم مرور مائة يوم فلم تستطيع”إسرائيل” من حسم الصراع مع المقاومة الفلسطينية بل على العكس فإن خسائر” إسرائيل” لم تكن في هذا الحجم الكبير من الخسائر البشرية و المعنوية والنفسية والمادية والإقتصادية، وقد يكون الأهم الانتصار السياسي للقضية الفلسطينية من خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا الحجم الكبير من الدعم والإسناد لي شعوب العالم ولذلك أقدمت الإدارة الأمريكية على استخدام الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي ثلاثة مرات في جلسات مجلس الأمن الدولي..وقد برز عامل مهم والذي يتعلق في تقديم الدعوي للمحكمة العدل العليا من قبل دولة جنوب أفريقيا، إضافة إلى إنضمام ما يقارب من 60 دولة تدعم وتساند الدعوي المرفوعة لمواجهة” إسرائيل”
في القضاء وفي مختلف المؤسسات الدولية في العالم وقد يصدر قرار بوقف العدوان الإسرائيلي من خلال محكمة العدل العليا في لاهاي.