أمد/ واشنطن: قدمت 5 دول عربية، “خطة شاملة” تتضمن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومبادرة بشأن “اليوم التالي” للحرب، بدعم من الولايات المتحدة، فيما يرفض الإسرائيليون، الذين يعتمد عليهم الاتفاق، الموافقة على بنود الخطة، حسبما نقلت “بلومبيرغ”.
وذكر 8 مسؤولين في تصريحات لـ “بلومبيرغ”، أن الاقتراح، الذي يصفه واضعوه بأنه “الحل الأكثر منطقية للأمن على المدى الطويل في المنطقة”، “بعيد المنال في الوقت الحالي”، مؤكدين أن “التقدم نحو الحل لن يكون ممكناً في ظل استمرار حكومة اليمين المتطرف” في إسرائيل، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتشمل الخطة التي تطرحها دول الخليج بما فيها السعودية والإمارات وقطر إلى جانب مصر والأردن، دفع الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على إقامة “دولة فلسطينية”.
وفي هذا الصدد، و”لأن الصفقة تستلزم اعتراف السعودية بإسرائيل، فإنها تعكس الاتفاق التاريخي الذي كانت إسرائيل والولايات المتحدة على وشك التوقيع عليه مع الرياض قبل 7 أكتوبر”، وفق “بلومبيرغ”.
وقالت “بلومبيرغ”، إن “الخطة التي كانت على وشك النجاح يجب أن تتحدى اليوم عدة عقبات، بما فيها الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، والاتهامات المتبادلة، ناهيك عن شدة الشعور المناهض لإسرائيل في المنطقة”.
واعتبرت الوكالة، أن الجهود التي بذلتها القوى الإقليمية لاحتواء الحرب على غزة، “بدأت تؤتي ثمارها في نهاية العام الماضي”، لكن سرعان مع تأجج الصراع، إذ أصبح العنف واقعاً يومياً على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، كما تطلق الميليشيات المدعومة من إيران صواريخ على سفن التجارة الدولية والقواعد الأميركية في سوريا والعراق. فيما تشن الولايات المتحدة غارات على مواقع الحوثيين في اليمن.
وأوضحت “بلومبيرغ” أن هذه الظروف “تقوي تصميم المسؤولين العرب على التوصل إلى حل مع إسرائيل، من خلال البناء على العداء المشترك لإيران ووكلائها الإقليميين، إذ سبق أن عبرت السعودية عن قلقها بشأن أمن الشرق الأوسط، وهي ليست وحدها.
وتشكل خطة الدول العربية الخمس، الدفعة الأكثر واقعية وطموحاً التي بذلها اللاعبون الإقليميون حتى الآن، لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ويصفها المسؤولون بأنه “الأكثر تقدماً”.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تحدثت سابقاً بعبارات عامة عن تسوية محتملة بعد الحرب تتضمن مساعدات من القوى العربية، إلا أنها تميل إلى تصوير ذلك على أنه مبادرة “خاصة بها”.
في هذه الحالة، يقول المسؤولون الثمانية الكبار الذين تحدثوا إلى “بلومبيرغ”، بشرط عدم كشف هوياتهم، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نقل “الخطة العربية” إلى نظرائه الإسرائيليين خلال رحلته إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد أن اتصل بهم لأول مرة.
وقال بلينكن على مدرج المطار في السعودية: “لا أحد تحدثت معه يعتقد أن أياً من هذا سيكون سهلاً. لكننا اتفقنا على العمل معاً”.
وقال المسؤولون، إنه بينما تلعب الولايات المتحدة دور الوساطة، هناك مفاوضات مستمرة بين حكومات هذه الدول ونظيراتها الإسرائيلية بشكل مباشر، وفق “بلومبيرغ”.
وقال مسؤولون عرب، إنهم “لا يريدون تقديم التزامات مالية كبيرة لإعادة إعمار غزة، دون ضمانات بأن المباني التي يدفعون ثمنها ستظل قائمة”. وفي منتصف ديسمبر الماضي، قدر البنك الدولي أن القصف الإسرائيلي قد ألحق الضرر أو الدمار بأكثر من 60% من البنية التحتية في غزة.
وينظر زعماء الخليج إلى الطريقة التي يدير بها نتنياهو حملته العسكرية على غزة، “ببعض الشك”، إذ ذكرت “بلومبيرغ”، أن المناقشات بين إسرائيل وجيرانها “يمكن أن تصبح متوترة”.
وكجزء من اقتراحها، تقدم الدول العربية تدريباً أمنياً، حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من حكم غزة. وتصر الولايات المتحدة على ضرورة أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين بحكم غزة بعد الحرب.
وقالت دينا إسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية: “إنهم يعلمون أن الإسرائيليين ربما لن يوافقوا على شيء كهذا دون ضغوط كبيرة عليهم”.
وقال نتنياهو يوم الخميس، إن إسرائيل ستصر على السيطرة الأمنية على الضفة الغربية وقطاع غزة في المستقبل المنظور بعد الحرب، رافضاً حكم السلطة الفلسطينية، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة.
وقال جوشوا كراسنا، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق، ومحلل استخباراتي لـ “بلومبيرغ”: “بالنسبة لحكومة نتنياهو الحالية، هذا أمر غير مطروح على الإطلاق، ولكن إذا سقطت الحكومة، فقد يكون هناك احتمال، على الرغم من أن ذلك سيعتمد على الرأي العام، الذي لا يبدو أنه يدعم إقامة دولة فلسطينية”.
ويقدر المحلل السياسي المقيم في الإمارات عبد الخالق عبد الله، أن فرصة نجاح خطة الدول العربية بشكل ما تصل إلى 50%. لكنه قال إن الفرصة ستضيق مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
وقال إنه في الوقت الحالي، “لديك العرب، ولديك الأميركيون، ولديك الفلسطينيون، وما يعيق ذلك هو ضرورة مشاركة الإسرائيليين”.