أمد/ تل أبيب: كتب رئيس الوزراء الأسبق في دولة الكيان ايهود باراك مقالا يوم الجمعة، في صحيفة “هآرتس” العبرية، طالب فيه بضرورة إجراء انتخابات مبكرة في شهر يونيو القادم كحد أقصى.
وقال، أن الحرب عمرها 15 أسبوعا. في ساحة المعركة، يتم ملاحظة عروض ملهمة للشجاعة والتضحية. يسود لدى الجمهور جو من اليأس، والشعور بأنه على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي، فإن حماس لا تنهار، وعودة المختطفين تبتعد أكثر.
وعرض ما أسماها بـ “الافتراضات الأساسية”:
1. يجب على إسرائيل تفكيك قدرة حماس على السيطرة على غزة وتهديدنا.
2. ليس لإسرائيل أي مصلحة في البقاء في غزة بشكل دائم.
3. سكان غزة لن يذهبوا إلى أي مكان.
4. لا بد من تحديد العامل الذي سيتولى زمام الأمور بعد تفكيك قدرات حماس، ويحكم غزة بشكل شرعي ودائم.
وأشار باراك في مقاله إلى، إن إسرائيل دولة ذات سيادة، وتتصرف في الأمور الأساسية المتعلقة بأمنها وفقاً لمصالحها، بل وحتى على نحو يتعارض مع الموقف الأميركي. والولايات المتحدة ملزمة باحترام سيادتنا، ولكن دعمها لإسرائيل يشكل حجر الزاوية في أمننا. وهي تردع حزب الله وإيران، وتزودنا بالسلاح، وتستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرارات في مجلس الأمن، وتدعمنا في لاهاي. وهي تقف على رأس “محور الاستقرار” الذي نحن جزء منه، ضد “محور العصيان” – إيران وسوريا وحزب الله وحماس والحوثيين – المدعوم من روسيا.
وأكد، الولايات المتحدة ظلت تقدم لإسرائيل خلال الشهرين الماضيين اقتراحاً يلبي المصالح المشتركة: تشكيل قوة عربية لـ “محور الاستقرار”، مع تفكيك قدرات حماس. وستتولى هذه القوة السيطرة على قطاع غزة لفترة محدودة، تتم خلالها إعادة غزة إلى سيطرة “سلطة فلسطينية معززة”، معترف بها في العالم بحقها في السيطرة على القطاع، شريطة ترتيبات أمنية مقبولة لدى إسرائيل والمملكة العربية السعودية وإسرائيل. وستتعهد دولة الإمارات بتقديم الدعم المالي للسلطة المعززة، وتمويل عمليات إعادة الإعمار والبنية التحتية.
وأعتبر أن، الاقتراح الأميركي هو المخطط العملي الوحيد. فرص نجاحه ضئيلة حيث يتم تصوير إسرائيل على أنها متعثرة. العودة المطلوبة منها هي المشاركة في المسار السياسي المستقبلي في اتجاه “الدولتين”. منذ نحو ثلاثة أشهر يمنع بنيامين نتنياهو مناقشة مجلس الوزراء سيناريوهات “اليوم التالي”، هذه فضيحة، إن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تعظيم فرص الفوز في غياب هدف سياسي محدد، وفي غياب هدف واقعي فسوف ينتهي بنا الأمر إلى التخندق في وحل غزة، والقتال في لبنان وإسرائيل في وقت واحد، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل الدعم الأميركي وتعريض إسرائيل للخطر، وكذلك اتفاقيات إبراهيم” واتفاقيات السلام مع مصر والأردن. وهذا سلوك يحط من الأمن إلى الهاوية.
ويمكن القول إن الاقتراح الأميركي سيئ، ولا يمكن منع مناقشته أثناء الحرب التي يقتل فيها المقاتلون، لكن نتنياهو ومع الثنائي الخاص به، ايتمار بن غفير وبتسالئيل سموتريتش، بين اسرائيل والحل الواقعي. وثلاثتهم يمنعون إسرائيل من العمل من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ويجرونها إلى الهاوية خدمة لمصالح خاصة، وهذا أمر يجب أن يتوقف.
ويفهم نتنياهو أن “السلطة الفلسطينية المحسنة” تعني خسارة بن غفير وسموتريتش وإحضار السلطة الفلسطينية، وذلك يعني ان نهاية حكومته أقرب، ان إسرائيل بحاجة إلى قيادة مختلفة. نحن بحاجة الى انتخابات. وسيحدث ذلك عندما يشتعل غضب عائلات المختطفين والمجتمعات التي تم إجلاؤها وجنود الاحتياط وجماهير الشعب الذين يتذكرون 7 أكتوبر جيدًا”.
وقال، يسألني المواطنون: “ما الذي أعرفه أنا، المواطن العادي، ولا يعرفه غانتس وآيزنكوت؟ ورئيس الدولة وليبرمان؟ طالما لم أسمع بهما، فمعنى ذلك ان الوقت لم يحن بعد، ويناقش غانتس وآيزنكوت مسألة ترك الحكومة في الوقت الذي لا تزال فيه حكومة الحرب تواجه قرارات مصيرية.
وختم باراك مقاله بتقديم الاقتراح حول المطالبة بتحديد موعد مبكر لإجراء الانتخابات في شهر يونيو على أقصى تقدير، لا تتركا الحكومة، بل وجها دعوة إلى إيجاد أغلبية في الكنيست تدعم ذلك، إذا تجرأ نتنياهو على طردكما، فإن “ليل غالانت” سوف يتضاءل أمام العاصفة التي ستأتي، إذا لم تفعلا ذلك، سيكون من الصعب عليكما أن تشرحا لأنفسكما لماذا تجنبتما إزالة العقبة التي منعتنا من الفوز في الحرب، وهو الأمر الذي كنتما تدركانه جيدًا والذي يمكن أن يصبح بالفعل تحت قيادة نتنياهو خطرًا وجوديًا على إسرائيل.