أمد/
جنيف – أ ف ب: تحدث أحد مقدمي الرعاية من منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، الجمعة، غداة عودته من قطاع غزة عن اكتظاظ المستشفيات ووقوع قصف إسرائيلي قربها وتعذر حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر.
وأوضح الطبيب المتخصص في طب الحرب إنريكو فالابيرتا خلال مؤتمر صحافي في القاهرة، أنه أمضى عدة أسابيع في غزة التي سبق أن زارها خلال حرب العام 2021.
ووصف فالابيرتا "وضعاً لم يسبق له مثيل" بعد أكثر من 100 يوم من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي خلفت 24762 قتيلاً غالبيتهم العظمى من النساء والقصّر، فضلاً عن 62108 جرحى وفق وزارة الصحة التي تديرها لحماس.
وأوضح الطبيب الإيطالي، أنه في أوكرانيا التي يزورها منذ بداية الحرب مع روسيا "أتيح بسرعة إرسال النساء والأطفال إلى بر الأمان"، بينما "هذا غير ممكن في غزة"، لافتاً إلى أنه عالج "عدداً كبيراً جداً من الأطفال".
وقال: "اليوم، في غزة، كل شيء مدمر تقريباً، وما لم يتم تدميره أصبح مكتظاً". وتابع: "نحن نستخدم الحد الأدنى من الأدوية حرصاً على عدم نفادها"، في حين تفيد منظمة الصحة العالمية أن 15 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة تعمل جزئياً في حين يعيش في القطاع 2,4 مليون شخص، نزح 1,9 مليون منهم.
واضطر إنريكو فالابيرتا إلى اتخاذ قرار بإجلاء فريقه من مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة بعد "وقوع قصف على بعد 150 متراً" منه، مشيراً إلى أنه بعد مغادرته "تم استهداف مبنى مجاور وانهار جزء منه على المستشفى".
وفي ظل هذه الظروف قال مبدياً تأسفه، إن "ما نقوم به لا يمثل أي شيء عملياً في مواجهة الاحتياجات الهائلة، ولا يكاد يكون سوى قطرة في محيط".في هذا الصدد، قالت منسقة عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة هيلين أوتينز باترسون، إن المنظمة غير الحكومية تمكنت حتى الآن من نقل 107 أطنان من المساعدات الطبية.
وشددت من القاهرة على الحاجة إلى "المزيد من المساعدات، وإتاحة وصول الطواقم الإنسانية إلى غزة، ووضع حد للهجمات على البنية التحتية الصحية"، في حين تقول منظمتها إنها لاحظت في الأسابيع الأخيرة "تباطؤا في إيصال" المساعدات.
وأعرب الدكتور فالابيرتا عن قلقه قائلاً: "كل يوم، يصبح الوصول إلى الغذاء والماء أكثر صعوبة في المآوي المكتظة التي تسود فيها ظروف مواتية لتفشي الأوبئة".