أمد/ تل أبيب: في ما بدا أنه رد على تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، وضغوط إدارته على تل أبيب لدفعها إلى إدراج “حل الدولتين” ضمن رؤيتها لمستقبل قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 106 أيام، عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووراء في حكومته، يوم السبت، عن رفضهم لإمكانية إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.
وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قال إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تستفيق، معتبرا أن الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية هو دفع نحو “المذبحة القادمة”، في إشارة لهجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 اكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في تدوينة بحسابه على منصة “إكس” على وقع تزايد الخلافات بين نتنياهو وحكومته من جهة والإدارة الأمريكية حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب.
وقال سموتريتش: “هناك إجماع واسع في إسرائيل ضد الدولة الفلسطينية وتقسيم الأرض”.
وأضاف: “على أصدقاء إسرائيل أن يفهموا أن الدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية هو دفع للمذبحة المقبلة، لا سمح الله، والمخاطرة بوجود دولة إسرائيل”.
ومضى بقوله: “كما حدث في إسرائيل، يتعين على البيت الأبيض أيضاً أن يتحرر من المفاهيم التي أدت إلى الكارثة الوطنية في إسرائيل”.
من جانبه، قال وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش مساء يوم السبت: “لن تكون هناك سلطة فلسطينية مسؤولة عن حياة المواطنين في غزة، لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث”.
وأضاف في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”: “نحن لا نقاتل الآن من أجل إسقاط حكومة حماس حتى تدخل السلطة التي تربي وتدعم الإرهاب إلى غزة مكانها”.
من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن “إقامة دولة فلسطينية هو مكافأة للإرهاب وخطر على دولة إسرائيل. وهذا سيشجع على قتل اليهود ويقدم الدعم لمحور الشر الإيراني. لن نم أيدينا لذلك”.
” كما شدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على “رفضه الدائم لقيام دولة فلسطينية”.
אני כן שולל מדינה פלסטינית. תמיד!
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) January 20, 2024
وعلى نحو غير معتاد في عطلة السبت، المقدسة لدى اليهود، أصدر مكتب نتنياهو بيانا نفى فيه أن يكون قد أبلغ بايدن باحتمالية إقامة دولة فلسطينية.
وقال مكتب نتنياهو في تعقيب على ما نشرته شبكة إخبارية أمريكية في وقت سابق يوم السبت: “كرر رئيس الوزراء نتنياهو في المكالمة الهاتفية التي أجراها أمس مع الرئيس بايدن موقفه المنسق منذ سنوات، الذي أعرب عنه أيضا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يومين”.
وأوضح أن هذا الموقف مفاده أنه “بعد القضاء على حماس، سيتوجب على إسرائيل الاحتفاظ بسيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة، من أجل الضمان بأن غزة لن تشكل أي تهديد على إسرائيل، وهذا يصطدم مع المطالبة بسيادة فلسطينية”.
بيان مكتب نتنياهو، جاء بعدما ذكرت الشبكة الأمريكية أن نتنياهو أبلغ بايدن أن “كلماته في مؤتمر صحفي الخميس، لا تهدف إلى استبعاد أي احتمال لقيام دولة فلسطينية”.
وقال البيت الأبيض إن مكالمة هاتفية جمعت بين بايدن نتنياهو، الجمعة، كانت الأولى منذ شهر تقريبًا، وردًا على سؤال عما إذا كان حل الدولتين “مستحيلاً” في أثناء وجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن: “لا، ليس مستحيلاً”.
وأضاف بايدن أن نتنياهو لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين، مشيراً إلى أن هناك عددًا من الحلول الممكنة.
في المقابل، نقلت القناة 13 العبرية، مساء السبت، عن مصدرين قالت إنهما مطلعان على المحادثة الهاتفية التي جمعت بايدن بنتنياهو، الجمعة، أن نتنياهو قال لبايدن: “أنت تعرف موقفي منذ 20 عامًا وهو لم يتغير. لا أريد السيطرة على الفلسطينيين لا في غزة ولا في الضفة الغربية، لكن يجب أن تتمتع إسرائيل بحرية العمل أمنيا هناك. وهذا لا يتماشى مع الطلب (الفلسطيني) بالسيادة”.
ونقلت القناة عن أحد المصادر قوله إن “نتنياهو لم يخبر بايدن بشكل قاطع بأنه ينفي كل مخطط ممكن لإقامة ‘دولة فلسطينية‘”، الأمر الذي اعتبرت القناة أنه يفسر تصريحات بايدن، الليلة الماضية، عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية دون جيش، إذ قال: “ليس كل دولة عضو في الأمم المتحدة لديها جيش”، كما يفسر تقرير شبكة “سي إن إن” بأن نتنياهو أبلغ بايدن أنه لا يستبعد إمكانية قيام دولة فلسطينية.
الخلاف الأميركي الإسرائيلي بشأن إنهاء الحرب لا يزال قائما”
بدورها، قالت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، إن المحادثة الهاتفية بين نتنياهو وبايدن، التي جاءت “بعد فترة انقطاع واضحة عن الاتصال المباشر امتدت لأربع أسابيع”، ركّزت “على الخلافات الأساسية حول المسار المحتمل لإقامة دولة فلسطينية بمجرد انتهاء القتال في غزة”.
وكان بايدن قد قال، الجمعة، إنه تحدث مع نتنياهو عن الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن أحد المسارات قد يتضمن تشكيل حكومة غير عسكرية؛ مدعيا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلا بوجود نتنياهو في السلطة، غير أن بيانا صدر عن مكتب نتنياهو خلال السبت، وآخر بعد خروج السبت، قوّضا سيناريو من هذا القبيل.