أمد/ واشنطن: تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض، عن إمكانية عودته إلى السلطة في ظل الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وقال فياض في حوارٍ مع قناة “فرانس24″؛ إن “قرار رجوعه إلى السلطة يتطلب قرارا وطنيا، مستندا إلى إجماع وطني، لتمكين السلطة الفلسطينية من خلال حكومة متوافق عليها من منظمة التحرير، وتشمل الفصائل ومكونات العمل السياسي كافة، بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي”.
وأضاف أن هناك قبولا لدى الإدارة الأمريكية لهذه الفكرة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توحيد الجهود السياسية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن “هذا الأمر بالإمكان إنجازه وبسرعة كبيرة من خلال الدعوة العاجلة الفورية لاجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية، كما حصل آخر مرة في مدينة العلمين بمصر”، منوها إلى أن إصلاح منظمة التحرير مطلب شعبي قبل أن يكون دوليا.
وأكد فياض أن المصالحة مهمة لتوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، مبينا أنها “يجب أن تشمل الجميع لننتقل إلى مرحلة التمكين السياسي من خلال الحوار الوطني”.
وكشف عن تقديمه مقترح صيغة محددة لإيجاد إطار، يوفر آلية لإجماع وتمكين السلطة الفلسطينية، بما يشمل جميع الفصائل، معتبرا أن عدم الإسراع بالبدء بهذه الآلية لا يوفر ضغطا إضافيا على حكومة الاحتلال، بل يمنحها مساحة ووقتا لتنفيذ أجندتها.
وتابع قائلا: “التحدي أمامنا هو كيفية إدارة التعددية السياسية، وهناك تقبل لهذه الفكرة على الساحة الدولية، وأيضا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية”.
وأرجع فياض حالة الضعف الشديد للسلطة الفلسطينية، إلى فشل العملية السياسية على مدار 3 عقود من الزمان، وعدم نجاحها في إنجاز ما كان يتوقع منها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967.
وأبدى تعجبه من إعلان الاحتلال تخفيف حدة عملياته العسكرية في قطاع غزة، حيث لا تتعدى مساحته 365 كيلومترا مربعا، وعندما يقال هناك تخفيف في شمال غزة واشتداد في خان يونس، فهي لا تبتعد كثيرا عن الشمال، مشيرا إلى أن الوضع القائم في فلسطين لم يسبق له مثيل على الإطلاق.
نص اللقاء علي قناة فرانس 24:-
— كنت من العام ٢٠٠٧ تدير الامور من الداخل انت الان في الخارج ؟؟
وهناك عناصر متشابهة لكن الوضع الحالي لم يسبق له مثيل اطلاقاً اتحدث عن الحرب التدميرية العدوانية الدائرة الآن؟؟
*استمعت من خلالكم عن تقرير الآن عن تصعيد في خانيونس وتخفيف عن العمليات العسكرية في الشمال وكم هي المسافة التي تبعد فيها خانيونس عن الشمال في الأصل ، قطاع غزة مساحة صغيرة حوالي 360 كيلو متر فقط الوضع كارثي وما يجري في قطاع غزة ليس له اي سابقة على الاطلاق خسائر بشرية فادحة في الأرواح والاف الشهداء والجرحى والنزوح في الداخل و الي الخارج وان لم يتم تغطية هذا الموضوع بما يكفي .
ولكن هذه حرب عدوانية لم نشهد لها مثيل اطلاقاً وبالتالي الظروف مختلفة تماماً الآن من جهة كيفية التعامل بما تخلفه هذه الحرب العدوانية في قطاع غزة وأيضاً في الضفة الغربية .
هناك الكثير مما يتعين البدء وبشكل حثيث على العمل لمعالجته وبصورة فورية ولكن في البداية وقف هذه الحرب العدوانية اي وقف اطلاق النار على الفور ومن ثم يتم التعامل مع ما يتم التعامل فيه .
و آمل البحث في هذا الموضوع بشكل جدي والإسراع فيما هو مطلوب وطنياً
ومن الممكن أن يوفر أداة للضغط على حكومة إسرائيل لوقف هذه الحرب العدوانية بأسرع وقت ممكن ،هذا هو المطلوب وبإلحاح .
— ما ردك على الكلام المستمر الذي يتحدث عن ان سلام فياض هو رجل المرحلة القادمة؟؟
الكلام المستمر عني ولكن الكلام ليس معي وهذا الحديث المتداول بهذا الشأن ربما زاد في الآونة الأخيرة ولن يكون معي إطلاقاً انما يجب ان يكون نتاج توافق وطني فلسطيني دون تدخل من احد .
والموضوع يتطلب قراراً وطنياً مستند إلى اجماع وطني بشأن ما ينبغي عمله ،هذا هو الأساس ولقد تقدمت بصيغة محددة ( مقترح) لكيفية التعامل مع إيجاد إطار يوفر آلية لتحقيق هذا الإجماع لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال حكومة متوافق عليها من منظمة التحرير الفلسطينية فور توسيعها لتشمل كافة الفصائل ومكونات العمل السياسي الفلسطيني بما يشمل (حماس والجهاد).
وهذا الأمر يمكن انجازه بسرعة كبيرة كما حدث في لقاء الأمناء العاميين في شهر 7 في العلمين في مصر، ولكن عوضا عن ان يكون النقاش مفتوحاً في مسائل عدة ،يجب ان يكون مركزا في هذه المرحلة على ضرورة العمل لتوسيع المنظمة وبشكل فوري ، هذا قابل للإنجاز دون قيد او شرط اما من المنظمة على مكونات العمل السياسي خارج المنظمة او من قبل حماس والجهاد والتنظيمات والفصائل الأخرى على المنظمة بشأن ماهية البرنامج السياسي بحيث برنامج المنظمة يبقى كما هو وبرنامج كل فصيل يبقى كما هو ( الطاولة والخيمة تتسع للجميع) كما يجب ان يكون ، هذا تعبير عن تعددية سياسية و التحدي يكمن في كيفية ادارة هذه التعددية بفاعلية .
هذا الاطار يوفر مثل هذه الامكانيات لتحقيق التوافق المطلوب عندما تتوسع هذه المنظمة فإن القرار يمكن انجازه بسرعة كبيرة ويصار الى تشكيل حكومة توافق في الضفة وغزة.
استطيع القول بما يرشح أن هناك تقبلاً لهذه الأفكار على الساحة الدولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أيضاً والدول العربية ونطاقاً واسعاً متداول فيها فلسطينياً ولكن ما لا أراه هو حراك سريع لتنفيذ هذه الخطوات وهو أمر مطلوب.
لأن عدم القيام في ذلك بشكل فوري سيترتب عليه الاستمرار في الانتظار والتأخير في البدء في الإجراءات و هو عملياً عدم توفير آلية بالإمكان أن تشكل أداة ضغط إضافية على حكومة إسرائيل لوقف هذه الحرب العدوانية هذا أمر مطلوب ، و سيزيد من الضغط الدولي الكافي الذي يمكنه أن يوقف نتانياهو عند حده.
وغيابه يعني عشرات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا في قطاع غزة ضحايا وجرحى بالإضافة الى المجاعة وحالات التهجير الداخلي والخارجي.
لذلك مطلوب حراك بشكل عاجل وفوري للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الوحدة الوطنية المطلوبة في إطار منظمة التحرير وأن يصار بعدها وبشكل فوري توفير الصيغة الملائمة كما اقترحت أو أي بديل آخر يمكن التوافق عليه للشروع في التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة.
— كيف تقيم أداء السلطة الفلسطينية؟؟ وهل هي قادرة على ادارة المرحلة المقبلة ونسمع أمريكا، ونسمع إسرائيل، والدول الغربية تتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب وهل السلطة جاهزة لهذه المرحلة؟؟
*السلطة في حالة ضعف سياسي شديد ولذلك اسباب معروفة وهو فشل العملية السياسية ثلاثة عقود من الزمن في إنجاز ما كان متوقع منها من قيام دولة فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين المحتلة عام 1967 و هذا لم يتم وبالتالي أضعف مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي اضعف السلطة الفلسطينية بالإضافة الى الانقسام الذي استمر بشكل خطير منذ عام 2007 الى الآن وهذا عنصر ضعف أساسي آخر ،،،،، وهذا ما توخيت من خلال الفكرة التي طرحتها والتي تقضي بضرورة توسيع منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عاجل ( هذه خيمة يجب أن تشمل الجميع) لكي تكون منظمة التحرير فعلاً وليست فقط قولاً وممثلاً شرعياً وحيداً للفلسطينيين كافة ومن هنا تبدأ معالجة حالة الضعف التي نتحدث عنها وهناك مسائل أخرى تتصل بكيفية الإدارة وفعاليتها و جاهزية السلطة وقدرتها المؤسسية ..الخ
هذه مسائل كلها في المقام الأول يجب العمل على تصويبها وتمكين السلطة بالقيام بمهامها هو مصلحة فلسطينية في المقام الأول و العمل على تصويبها قبل ان يتحدث فيها العالم الخارجي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واللاعبون الدوليين في الخارج .
هذه مسألة تقتضيها مسؤولية الحكم والإدارة، وتقتضيها ضرورة أن يكون لدينا امكانية على الإدارة بشكل يستجيب لتلبية احتياجات الناس بفعالية وبكفاءة واقتدار وبنزاهة وبشفافية فهذه أمور بديهية ولكن نقطة البداية والمدخل لذلك هو التمكين السياسي الذي تحدثت عنه والذي يتحقق من خلال توسيع منظمة التحرير،،،،،
و لدي القناعة المطلقة إن نفذنا هذا المقترح وفق برنامج ورؤية منظمة التحرير مع انضمام حماس والجهاد وباقي القوى الأخرى دون ان تغير في برامجها السياسية فهذه خيمة للجميع وحتى لو كانت أصوات معارضة ،، فان توحدنا بالقول وها نحن الفلسطينيين وهذا بيتنا.
ولماذا لا نبادر ونفرض وجودنا على الساحة الدولية في اطار يتسع ويحتضن الجميع .
علينا أن نبادر ونمضي قدماً ونواجه العالم وبالتالي العالم سيتعامل معنا لدي ثقة في ذلك.