كنعان علي
أمد/ قبل السابع من أكتوبر كان كل شيء طبيعيا ، والأوضاع هادئة على الحدود بين قطاع غزة والإحتلال. في نفس الوقت كانت قيادات الحكم في قطاع غزة لديهم الحرية الكاملة للحركة والتنقل داخل القطاع وخارجه و بإمكان جميع القيادات السفر أينما أرادوا و وقت ما شاءوا رغم الحصار المفروض على القطاع. وكانت إدارة الحكم تحت إشراف ذات الأشخاص وأصحاب النفوذ وقيادات الحركة (حركة حماس).
قبل السابع من أكتوبر كان القطاع على الصورة التي كان عليه و تأقلم الفلسطينيين وانخرطوا في الحياة و بما تم فرضه عليهم من حكم و قوانين وإجراءات منذ الإنقسام الفلسطيني في صيف عام 2007 و واصلوا حياتهم بشكل طبيعي دون إعتراض مدركون بالعواقب .
في السابع من أكتوبر و دون أسباب مقنعة أو دواعي يمكن ان بستوعبها احد فقد حدث ماحدث وقامت حركة حماس بهجومها الغير مبرر في حينه لتبدأ بعد ذلك حرب الإبادة التي طالت البشر والحجر والشجر وبطريقة تحمل دلالات عديدة تستهدف الشعب الفلسطيني ومحصنة بتبريرات وفرها هجوم السابع من أكتوبر.
لقد تجاوزت الحرب على قطاع غزة يومها الـ100، وتجاوزت كذلك ال100 الف إنسان بين شهيد وجريح ومفقود ولا تزال إسرائيل مستمرة في حربها على غزة و العداد لا يزال يعمل بينما تستمر المفاوضات العبثية لإيقاف الحرب التي أعادت القطاع ومن يعيش على ارضه إلى العصر الحجري بعد ان امتلأ القطاع بركام وأحجار المباني وتدمير شامل للبنية التحتية . وكلمة سر هذه المفاوضات تتمحور حول إستمرار حكم حماس للقطاع. وأما بقية النقاط فإنها تدخل في حرفة التمويه وخرافات المقاومة والصمود. والمرء هنا يتساءل ألم يكن الحكم متاحا و مفروضا و موجودا قبل الحرب؟ فلماذا إذن هجوم السابع من أكتوبر؟ وماذا استفاد شعب قطاع غزة من هذه الحرب طالما ان الهدف الأن العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل هجوم السابع من أكتوبر؟
حركة حماس على المحك و قبولها بأي شروط غير فاعلة لوقف الحرب دون تحقيق انجازات وأهداف تقترب من الحد الأدني من تضحيات الشعب الفلسطيني فإنها ستؤكد شكوك اهل القطاع وشعب فلسطين بأنها جزء من الطرف الأخر في هذه الحرب، فإما الإستمرار في هذه الحرب لتحقيق أهدافها أو الإستشهاد. اليس الشعار انه جهاد نصر أو استشهاد ؟ أم ان الهدف هو الإستمرار في حكم غزة على انقاضها. فبينما اهل غزة لن يكون هناك ما يعودون إليه فإنكم تفكرون فقط بالعودة إلى الحكم. والحكم لا يستحق نظرة طفل الى دمعة ابيه وهو يبكي قهرا.