أمد/ تل أبيب: فشل الكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين، في تمرير مقترح حجب الثقة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي تقدم به حزب العمل، عقب ساعات من اقتحام مجموعة من أقارب الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس” في قطاع غزة، اجتماعاً للجنة في الكنيست، مطالبين النواب ببذل مزيد من الجهد، لمحاولة إطلاق سراح ذويهم.
وصوت لصالح المقترح 18 نائباً من أصل 120، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، التي أشارت إلى أن المقترح اتهم الحكومة بـ”الفشل” في تأمين عودة 136 محتجزاً إسرائيلياً لدى حركة “حماس” في قطاع غزة.
واعتبرت عضو الكنيست عن حزب العمل إفرات رايتن أن “واجب الدولة الأساسي تجاه مواطنيها هو حماية حياتهم وسلامتهم”، مشيرةً إلى “عدم وجود ثقة، ولا يمكن أن تكون هناك ثقة في حكومة فشلت فشلاً ذريعاً، خلال وبعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي”.
من جهتها، ذكرت وزيرة النهوض بالمرأة، ماي جولان، وهي المتحدثة باسم الحكومة خلال الجلسة، أن “مسؤولية الحكومة هي عدم التعاون مع السياسات المتعلقة بصغائر الأمور، أو أي نوع من (الحراك) السياسي أثناء الحرب”.
وأوضحت الصحيفة أن الائتلاف الحكومي قاطع جلسة التصويت على حجب الثقة، لافتة إلى أن قادة الأحزاب قالوا إنهم “لن يشاركوا في الاستعراضات السياسية خلال وقت الحرب”.
أقارب المحتجزين يقتحمون الكنيست
ويأتي فشل الكنيست في تمرير مقترح حجب الثقة، بعد ساعات على اقتحام مجموعة من أقارب الإسرائيليين المحتجزين في غزة لجلسة برلمانية.
ويشير التحرك الذي قام به نحو 20 شخصاً إلى تزايد المعارضة داخل إسرائيل في الشهر الرابع من حربها على قطاع غزة، فيما لا يزال نحو 130 محتجزاً في غزة بعد إعادة آخرين إلى منازلهم، خلال هدنة قصيرة تم التوصل لها بين إسرائيل وحركة “حماس” في نوفمبر الماضي.
ورفعت امرأة صوراً لثلاثة من أفراد أسرتها كانوا بين 253 شخصاً احتُجزوا في هجوم “حماس” عبر الحدود يوم السابع من أكتوبر، وقالت محتجة وهي تبكي بعد أن دخلت إلى جلسة نقاش اللجنة المالية في الكنيست: “أتمنى أن يعود واحد فقط على قيد الحياة، واحد من ثلاثة!”.
ورفع متظاهرون آخرون يرتدون قمصاناً سوداء لافتات كُتب عليها: “لن تجلسوا هنا بينما يموتون هناك”. وهتفوا “أطلقوا سراحهم الآن، الآن، الآن!”.
وتصطدم الجهود المبذولة التي تقودها الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، ودول أخرى للوساطة من أجل إبرام اتفاق جديد لتبادل المحتجزين، برفض إسرائيل، التي تقول إنها تقود حملة لـ”تدمير حماس”، وكذلك، مطالبة الحركة بانسحاب إسرائيل من القطاع، وإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين من سجونها بمن فيهم قيادات بارزة في “حماس”.
ويخيّم متظاهرون أيضاً أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الساحل، وكذلك أمام مبنى الكنيست.
تراجع الدعم لنتنياهو ومطالب بعقد انتخابات
وإلى جانب المسيرات المنتظمة في عطلة نهاية الأسبوع التي تطالب بالإفراج عن الرهائن في الأسابيع الأخيرة، بدأت أخرى تطالب بإجراء انتخابات قد تطيح بالحكومة المنتمية إلى اليمين المتطرف.
ولكن مع دخول الحرب المدمرة في غزة شهرها الرابع واستطلاعات الرأي التي تظهر تراجع الدعم لنتنياهو، فإن الدعوات لتغيير الحكومة تزداد قوة.
وتظاهر ألوف في تل أبيب وحيفا والقدس ليل السبت، مطالبين بإجراء انتخابات.
وفي الكنيست، وقف الاثنين، مستشارون برلمانيون، غالباً ما يسارعون بطرد المقاطعين أو المتظاهرين، يشاهدون في أثناء الجلبة باللجنة المالية في الكنيست. وغطت إحدى عضوات الكنيست وجهها بيديها.
ووقف موشيه جافني رئيس لجنة المالية في الكنيست وزعيم حزب يهودت هتوراة المتطرف الشريك في ائتلاف نتنياهو، وسعى لتهدئة المحتجين.