حمادة فراعنة
أمد/ لو سلمنا جدلاً، وفق مواصفات المستعمرة الإسرائيلية، و معها البلدان الرأسمالية الإمبريالية في أوروبا وأميركا، أن حركة حماس تنظيم إرهابي، فمن هو المتفوق عليها عملياً وتاريخياً في التورط بالإرهاب السياسي والعسكري والتضليلي وذبح الشعوب، قبل ان تنال هذه الشعوب في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية حريتها واستقلالها وهزيمة محتليها؟؟.
حركة حماس فصيل سياسي، وُلد من رحم معاناة الشعب الفلسطيني، ومن تطلعاته نحو الحرية والاستقلال، فهو فصيل يتوسل تحقيق الحرية والاستقلال لشعبه الفلسطيني، وها هو يقدم الاعتذار علناً عن أخطاء أو خطايا وقعت في معركة 7 تشرين أول أكتوبر، بسبب المس بالمدنيين الإسرائيليين، وقولها إن هذه الأخطاء والخطايا غير مقصودة، ودلالة تعاملها اللائق مع المدنيين الإسرائيليين، شهادة الأسرى من النساء، بعد الإفراج عنهن، وكيفية تعامل حركة حماس معهن، أي لم يقولوا ذلك أثناء الاعتقال أو الضغط أثناء الاحتجاز، بل قالوا ما قالوه بعد الإفراج عنهن، وهو ما يؤكد مصداقية التعامل النبيل من قبل مقاتلي حماس مع هؤلاء النساء.
الذين يصفون حماس بالإرهاب، من هُم، هُم الدول التي سبق وأن احتلت بلداناً آسيوية أو إفريقية أو من أميركا اللاتينية، ومارسوا التعذيب والقتل والتصفية الجسدية أو أخذ جزءا من هذه الشعوب كعبيد للعمل لدى مصانع وورش ومؤسسات البلدان الرأسمالية الاستعمارية؟؟.
معاناة الفيتناميين، وأهالي كوريا وكمبوديا وأفغانستان، والجزائر وليبيا وأنغولا، والعراق واليمن وفلسطين، وكوبا وفنزويلا وتشيلي ونيكاراجوا، والعديد من الشعوب التي تعرضت لأوسع مظاهر البطش والقمع وذروة الإرهاب.
لنفترض أن حركة حماس فصيل إرهابي فهل يجوز الرد عليها من قبل قوات المستعمرة بممارسة الإرهاب المضاعف، عبر قتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير بيوتهم وهم ساكنوها؟؟.
القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية أكدت في رأيها وفتواها القانونية الاستشارية الصادرة يوم 9/7/2004 بشأن جدار الفصل العنصري الذي أقامته المستعمرة في أراضي الضفة الفلسطينية والقدس، على أنه باطل غير شرعي، وكذلك الاستيطان وكافة ممارسات الاحتلال، بما يجيز للفلسطينيين ممارسة حقهم في تقرير المصير، وفي النضال ضد الاحتلال، وحركة حماس جزء من هذا النضال الوطني المشروع ويُعبر عن حق الفلسطينيين في العمل من أجل إزالة الاحتلال وإنهائه، بوسائل متعددة قانونية وشرعية.
والسؤال هل يجوز للمستعمرة الإسرائيلية في ردها على عملية 7 أكتوبر قتل عشرات آلاف المدنيين وتدمير بيوتهم على رؤوسهم للتخلص منهم؟؟.
الاحتلال وأدواته ووسائله غير شرعية، غير قانونية، إرهابية حتى نخاع العظم، ومعه ومن يؤيده هم الذين سبق وان مارسوا القتل الجماعي، والإبادة الجماعية، للهنود الحمر، وشعوب إفريقيا ومنهم الشعوب العربية في ليبيا من قبل إيطاليا، والجزائر من قبل فرنسا، ولذلك لا يحق لهؤلاء وصف حماس بالإرهاب، وهم سبق ومارسوه، وشكلوا غطاء لممارسات المستعمرة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
فاقد الشيء لا يعطيه، واذا جاءت التهمة من متورط بها، فهذا دلالة على براءة المتهم من ادعاءات المجرم.