أمد/ لندن: قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن تجاهل الغرب الكامل للفلسطينيين لن يُنسى، وسيكون له ما يترتب عليه.
وتساءلت الصحيفة، في مقالة، عن قيمة الحياة الفلسطينية، بعدما قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن إجابة نهائية حول ذلك، الأسبوع الماضي.
وفي بيان أشار آنذاك إلى مرور 100 يوم على بدء “الرعب الحالي”، أبدى بايدن تعاطفه مع محنة الرهائن في غزة، ومع ذلك لم يشر أبدا إلى الفلسطينيين، وفق المقالة.
وأشارت إلى أن “عدم إقدام السياسيين ووسائل الإعلام على حد سواء على إخفاء ازدرائهم للحياة الفلسطينية سيكون له ما يترتب عليه، والواقع أن هذه الظاهرة ليست جديدة، وهذه الآثار أصبحت الآن محسوسة بعنف”.
وقالت الصحيفة: “لو لم تكن الأمم القوية في العالم قد انشقت بهذه الوقاحة على ثلاثة أرباع مليون فلسطيني يُطردون من ديارهم قبل 76 عاماً، مصحوبة بما يقدر بنحو 000 15 حالة وفاة عنيفة، لما كانت بذور الحصاد المرّ اليوم قد زرعت، وبدأت النخب السياسية والإعلامية كما كانت تنوي الاستمرار. وكم منا يعلم عدد الفلسطينيين الذين قتلوا العام الماضي”.
وأضافت: “قبل الفظائع التي لا يمكن الدفاع عنها والتي ارتكبتها إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قام الجيش الإسرائيلي بقتل 234 فلسطينيا في الضفة الغربية وحدها، الحياة رخيصة كما يقولون، ومن الواضح أن لا معنى لها إذا كنت في فلسطين”.
وأردفت الصحيفة: “لو تم ربط بعض القيم بالحياة الفلسطينية، فإن عقوداً من الاحتلال والحصار والاستعمار غير القانوني والفصل العنصري والقمع العنيف والمذابح الجماعية ربما لم تحدث أبداً، إذ يصعب على الآخرين أن يستمروا عندما تُقبل إنسانيتهم. حتى إن البعض شعر باليأس من اللامبالاة الغربية تجاه الحياة الفلسطينية”.
وأشارت إلى الوفيات بين الأطفال، أو أولئك الذين بترت أطرافهم، دون تخدير في حالات عدة، قائلة إن ذلك يجب أن يحرك العواطف الإنسانية.
ورأت المقالة أنه “أمر يجب أن يثير السخط أن هناك في غزة نحو 5500 امرأة حامل يلدن كل شهر، العديد منهن عبر عمليات قيصرية دون تخدير، وأن حديثي الولادة يموتون من انخفاض درجة حرارة الجسم والإسهال”.
وتابعت: “من المؤكد أن التوقعات التي تشير إلى أن ربع سكان غزة قد يموتون في غضون عام بسبب تدمير إسرائيل نظام الرعاية الصحية وحده، من شأنها أن تؤدي إلى تغليب المطالب الإنسانية فوق أي شيء لإنهاء هذا البؤس”.
وقالت: “مما لا شك فيه أن قصصاً لا نهاية لها عن العاملين في مجال تقديم المساعدات أو الصحفيين أو الأطباء، الذين يُذبحون جنباً إلى جنب مع أقاربهم أو حتى مع أسرهم بالكامل بسبب قذيفة إسرائيلية، من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إثارة جوقة ساحقة في المجتمع الغربي.. وهذا أمر مشوه، وهو جنون، لا بد وأن يتوقف وإلا ستكون العواقب وخيمة”.
واستطردت أن “النخبة السياسية والإعلامية الغربية قد تواجه انهياراً أخلاقياً في الداخل، إذ تأخذ الأجيال الشابة في بلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا العنصرية على محمل الجد أكثر من تلك التي قبلها”.
واعتبرت أن هؤلاء “هم مستخدمون متحمسون لوسائل التواصل الاجتماعي، ويشاهدون لقطات من الفظائع التي لا نهاية لها على ما يبدو في غزة، ويستخدم الجنود الإسرائيليون جرائم الحرب وسيلة للتسلية العامة، ما أدى إلى تزايد أعداد الأقليات السكانية في البلدان الغربية التي لا تبذل وسائط الإعلام والنخب السياسية فيها جهدا يذكر لتقضي على ازدرائها الحياة الفلسطينية”.
ومضت الصحيفة تقول إن “رفض معاملة الفلسطينيين كبشر جعل من كابوس اليوم أمراً محتوما”.