أمد/
تل أبيب: حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، مراقب الدولة، متنياهو أنغلمان، من التحقيق في مجالات مرتبطة بالجيش الإسرائيلي وإخفاقاته في التعامل مع هجوم القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معتبرا أن ذلك يشكل ضررا قد يؤثر على أداء الجيش في إطار حربه على قطاع غزة.
جاء ذلك في رسالة رسمية بعث بها هاليفي لمراقب الدولة أوردتها وسائل الإعلام العبرية، يوم الأربعاء، شدد خلالها هليفي على أن فحص مراقب الدولة "سيصرف انتباه القادة عن القتال، وسيضر بقدرة التحقيق العملياتي وجودته، ولن يسمح باستخلاص العبر اللازمة لتحقيق أهداف الحرب".
وقال هاليفي: "من أجل تحقيق أهداف الحرب على مختلف الجبهات والحفاظ على حياة المقاتلين، سيقوم الجيش بإجراء تحقيقات عملياتية شاملة كما هو مطلوب، مع التركيز على الدروس المستفادة لحماية البلدات وفي الأحداث التي لها تأثير مباشر على ساحة المعركة". وفقا للقناة 12 العبرية.
وشدد هاليفي على أن "لا توجد سابقة لإجراء عملية فحص رقابية على أداء الجيش أثناء الحرب". وادعى أن "الجيش الإسرائيلي يرحب بأي عملية رقابية، وقد تعاون مع المراجعات التي أجراها مراقب الدولة في السابق، وسيواصل القيام بذلك. الجيش يدعم النقد والانفتاح والشفافية ويعتبرها مهمة".
وأضاف هاليفي "الآن، الجيش الإسرائيلي بأكمله يركز على القتال وعلى الإجراءات التي تخدم القتال. يجب أن تكون الأولوية للتحقيق العملياتي واستخلاص الدورس والعبر. وبناء على ذلك، أطلب تحديد تاريخ بدء الفحص بطريقة تسمح للجيش الإسرائيلي تكريس الاهتمام والموارد المناسبة لذلك".
سجال صاخب بين وزراء وهليفي في الكابينيت: "لدينا غضب شديد على الجيش"
على صلة
سجال صاخب بين وزراء وهليفي في الكابينيت: "لدينا غضب شديد على الجيش"
ووفقا للقانون الإسرائيلي، يقوم مراقب الدولة، بالمراقبة الخارجية على شتى أعمال الوزارات الحكومية، والسلطات المحلية، وهيئات عامة مختلفة (مثل الجيش)، لضمان عملها وفقًا للقانون، والإدارة السليمة والنزاهة ووفقًا لمبادئ النجاعة، ولمراقبة الدولة الصلاحية لفحص أي شأن آخر يرى حاجة لفحصه.
وكان أنغلمان قد وجه رسالة إلى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، مطلع الشهر الجاري، أبلغه فيها بنيته إجراء فحص تفصيلي خلال الحرب، وذلك بالتزامن مع الهجوم الحاد الذي شنه وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو على قرار رئيس الأركان، بسبب عزمه تشكيل فرق تحقيق داخلية حول أداء الجيش خلال الحرب.
وقال أنغلمان، في رسالته لغالانت، إنه بدأ بفحص أداء المسؤولين الحكوميين في المسائل المتعلقة بالجبهة الداخلية، بعد وقت قصير من هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكنه، على حد قوله، "لديه التزام عام وأخلاقي بإجراء تدقيق شامل لفحص أداء جميع المستويات، السياسية والعسكرية والمدنية، قبل الهجوم وأثناءه وبعده".
ويبدو أنه من ضمن القضايا التي يعتزم أنغلمان فحصها (33 مسألة، وفقا لما ورد في رسالة رئيس الأركان الإسرائيلي لمراقب الدولة)، تقع ضمن نطاق صلاحيات لجنة تحقيق مستقبلية، ومن الناحية العملية لا تترك أي موطئ قدم تقريبًا لتحقيقات مستقبلية.
وأعرب مسؤولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن "حيرتهم" من خطوة أنغلمان، الذي يعتبر الكثيرون أنه "تجنب بشكل منهجي أي صدام مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو". علما بأن الأخير كان قد شدد على أنه "من الضروري الانتهاء (من الحرب) من أجل البدء في تحقيقات متعمقة"، غير أنه لا يزال يتهرب من تحمل مسؤولية الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر.