أمد/ نيويورك: وجّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، للتحقيق بادعاءات مشاركة موظفين في الأونروا، بهجمات 7 تشرين الأول.
وتوعد غوتيريش، بفصل الموظفين وملاحقتهم جنائيًّا، في حال ثبتت مشاركتهم المزعومة بالهجمات.
وقال بيان صدر عن الناطق الإعلامي، إن “الأمين العام استمع إلى إحاطة من المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بشأن الادعاءات الخطيرة للغاية، عن تورط العديد من موظفي الأونروا في الهجمات”، التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وبحسب البيان، فان غوتيريش “يشعر بالفزع من هذه الأخبار، وقد طلب من لازاريني التحقيق بهذه المسألة بسرعة، والتأكد من أن أي موظف في الأونروا يظهر أنه شارك أو حرّض على ما حدث في 7 أكتوبر، أو في أي نشاط آخر، سيتم فصله على الفور وإحالته للملاحقة الجنائية المحتملة”.
وقرر غوتيريش، حسب البيان، “إجراء مراجعة مستقلة عاجلة وشاملة للأونروا”.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الجمعة إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول التي نفذتها.
وأضافت أنها قطعت علاقاتها مع هؤلاء الموظفين.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا “زودت السلطات الإسرائيلية الأونروا بمعلومات عن الضلوع المزعوم لعدد من موظفي الأونروا في الهجمات المروعة على إسرائيل في السابع من أكتوبر”.
وتابع “لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، اتخذ قرار بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير”.
وفي بيان له، قال المفوض العام للأونروا إن الوكالة تلقت معلومات عن هذه المزاعم من قبل السلطات الإسرائيلية. وأضاف: “من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذتُ قرارا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين فورا، وفتح تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير. أي موظف في الأونروا متورط في أعمال ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية”.
وقال لازاريني إن هذه المزاعم الصادمة تأتي في الوقت الذي يعتمد فيه أكثر من مليوني شخص في غزة على المساعدات المنقذة للحياة التي تقدمها الوكالة منذ بدء الحرب، وشدد على أن أي شخص “يخون القيم الأساسية للأمم المتحدة، يخون أيضا أولئك الذين نخدمهم في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة وفي أماكن أخرى حول العالم”.
ولم يكشف لازاريني عن عدد الموظفين الذين قيل إنهم ضالعون في الهجمات ولا طبيعة ضلوعهم المزعوم. لكنه قال “أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية” سيخضع للمساءلة، ومنها الملاحقة الجنائية.
ولم يقدم متحدث باسم الأونروا مزيدا من التفاصيل حول هذا الأمر.
واتهم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الأونروا بإعلان الخبر بينما كان الاهتمام العالمي ينصب على محكمة العدل الدولية التي أمرت إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وبذل المزيد من الجهود لمساعدة المدنيين في غزة.
وكتب ليفي على منصة إكس “في أي يوم آخر، كان من الممكن أن يكون هذا عنوانا رئيسيا: إسرائيل تقدم أدلة على ضلوع موظفي الأمم المتحدة مع حماس”.
*واشنطن تعلق تمويل “الأونروا”*
علقت وزارة الخارجية الأمريكية مؤقتا تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في انتظار مراجعة الادعاءات بأن 12 من موظفيها قد يكونون متورطين في هجمات 7 أكتوبر 2023.
وكانت الأونروا أعلنت طرد عدة موظفين للاشتباه بضلوعهم في هجمات 7 أكتوبر الماضي.
وتقدم “الأونروا” خدمات إغاثية لسكان قطاع غزة الذين يواجهون قصفا إسرائيليا مدمرا منذ 7 أكتوبر.
وقال ماثيو ميلر رئيس الخدمة الصحفية في وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: “تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء المزاعم بأن 12 موظفا في الأونروا ربما شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر”.
وأضاف ميلر “أن الخارجية الأمريكية توقف مؤقتا تخصيص تمويل إضافي للأونروا بينما تنظر الأمم المتحدة في هذه الادعاءات وتطور خطوات ردا عليها”.
ووفقا لرئيس الخدمة الصحفية، فقد أجرى الوزير أنتوني بلينكن محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 25 يناير “للتأكيد على الحاجة إلى تحقيق شامل وسريع في هذه القضية”.
وأكد ميلر أن واشنطن ترحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة ضمان إجراء مثل هذا التحقيق.
ووفقا للمعلومات التي قدمها، تصر الولايات المتحدة على تقديم جميع المشاركين في هجمات 7 أكتوبر إلى تحمل “المسؤولية الكاملة”، بالإضافة إلى ذلك، فإن الإدارة الأمريكية على اتصال مع الحكومة الإسرائيلية وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات حول العلاقات المزعومة لموظفي الأونروا مع حماس وإبلاغ الكونغرس الأمريكي بالشكوك.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن الأونروا “تلعب دورا حاسما حيث أن أنشطتها تجعل من الممكن إنقاذ حياة المدنيين الفلسطينيين”.
وأوضح ميلر أنه من المهم أن تتخذ الأونروا جميع التدابير اللازمة استجابة للوضع الحالي بما في ذلك مراجعة “سياساتها وإجراءاتها القائمة”.
وقال الناطق الاعلامي للأونروا أن الولايات المتحدة طلبت منهم تجميد كافة عملياتهم وتحويلاتهم المالية بسبب تورط بعض موظفيها بأنشطة إرهابية.
*الاتحاد الأوروبي: سنقيم الخطوات التالية واستخلاص الدروس*
قال مفوض الجوار والتوسع في الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي عبر صفحته على تطبيق “إكس” أن الاتحاد يشعر بقلق بالغ إزاء الادعاءات بشأن
الأونروا وتورط الموظفين في هجمات 7 أكتوبر.
وقال فارهيلي أن “المفوضية على اتصال مع الأونروا ونتوقع إجراء تحقيق كامل واتخاذ إجراءات فورية ضد موظفي الأونروا المعنيين”.
وأضاف: “سنقوم بتقييم الخطوات التالية واستخلاص الدروس”.