شعبان الغزالي
أمد/ المأساة اليهودية في أوروبا وتواطؤ القادة الأوروبيين
في ذكرى الهولوكست، ينبري القادة الأوروبيين في التذكير بالمأساة التي تعرض لها اليهود في اوروبا على يد هتلر النازي، وركز هؤلاء على عدم تكرار تلك المأساة. الهولوكوست لم يكن ليحدث لولا صمت القادة الأوروبيين، آباء أو أجداد القادة الحاليين، الذين يدعون شعوبهم والعالم بعدم تكرار هذه المأساة في العالم.
بالمقابل هم نفسهم، القادة الحاليين يكررون صمت آبائهم وأجدادهم حيال الجرائم التي إرتكبها ويرتكبها الجيش الصهويني الإرهابي في فلسطين منذ العام 1947 ضد الشعب الفلسطيني، آخر تلك المجازر ما نشاهدة اليوم من قتل ودمار في فلسطين وخاصة في قطاع غزة، لا بل يدعموه بالخبرات والعتاد والأسلحة، وفي الحالتين، الهولوكست وجرائم حرب الجيش الصهويني الإرهابي، دائما المواطن البسيط هو الذي دفع ثمن صمت القادة في أوروبا والعالم
في العام 1933 صعد نجم هتلر وحزبه النازي في ألمانيا الديمقراطية بعد تولي هتلر منصب المستشار. بمجرد إستلامه المنصب بدأ هتلر تطهيره السياسي حيث قضى على الحزب الشيوعي في المانيا عبر زج أعضائه في معتقلات لإعادة التأهيل.
الحزب الإجتماعي أيضا لم ينجو من التطهير السياسي حيث قام الحزب النازي و ميليشياته بالهجوم على مقرات الحزب و إعتقال أعضائه في المعتقلات بجانب الشيوعيين.
من المعروف أن الحزب النازي يعتنق و بقوة النظرية العرقية و نقاء العرق الآري، بالرغم من هذه الإنتهاكات لم تتحرك أوروبا لمعاقبة الدكتاتور العنصري هتلر، بل على النقيض من ذلك، غضت بريطانيا وفرنسا القوتين العظميين في ذاك الوقت الطرف ولم تتحرك أي منهما عندما بدأ هتلر في العام 1935 بإعادة تسليح ألمانيا منتهكا بذلك إتفاقيات فيرساي في باريس، بعد الحرب العالمية الأولى، إتفاقية حددت تسليح ألمانيا لكي لا تشكل خطرا في المستقبل على السلام في اوروبا.
سبتمبر عام 1935 أصدر الحزب النازي في نورمبرغ القانون العرقي (نقاء الدم الألماني) حيث اعتبر القانون، سياسة و إستراتيجية الرايخ الألماني بقيادة هتلر. أيضا لم يتعرض هتلر لأي مسائلة من القوى الأوروبية (الإمبراطورية البريطانية) للتنويه في ذاك الوقت معظم العائلات الأرستقراطية في بريطانيا كانت تكره اليهود وتجامل، إن لم نقل، تحالفت مع النازية.
نأتي لتاريخ 12 مارس 1938 تاريخ ضم النمسا كاملة لألمانيا، هتلر أعلن يومها أنه حقق وحدة الرايخ الألماني، أيضا لم تتحرك القوى العظمي لهذا الحدث الذي نسف بدون رجعة إتفاقيات باريس.
تلى ذلك في نفس العام 1938 في شهر سبتمبر إتفاقية ميونخ التي شارك في التوقيع عليها بجانب هتلر وموسوليني صديقه، رئيس الوزراء البريطاني شمبرلاين ورئيس الوزراء الفرنسي ديلادير، الإتفاقية تنص على حق ألمانيا – هتلر بضم منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا، أي بضم أراضي لدولة قائمة وذات سيادة في ذاك الوقت.
في العام 1939 في شهر اغسطس وقعت ألمانيا و الإتحاد السوفيتي على إتفاقية عدم إعتداء وتقسيم بولندا و شمال رومانيا، إتفاقيت سميت آنذاك (ربتروف – مولوتوف) التوقيع تم في موسكو تحت الإشراف المباشر للرئيس ستالين.
هذه الإتفاقية ساعدت هتلر، من جهة أنها أمنت الحدود الشرقية الألمانية وإستفادت ألمانيا بموجبها من المزود السوفيتي للمواد الخام (الحديد و الفحم) مواد ساهمت بشكل فعال في صناعة الآله العسكرية النازية.
نتيجة هذا الدلال الذي حظي به الدكتاتور هتلر، حرب عاليمة مدمر قتلت 50 مليون إنسان.
لم أورد هذه المعلومات للتذكير فقط، بل لمحاولة عمل مقارنه بين الحكم النازي و ما حظي به من دعم من الدول “المتحضرة الديمقراطية” وقادتها آنذاك وما يحدث في أيامنا هذه لما تحظى به الحكومة الصهيونية من دعم غير مشروط من الولايات المتحدة وأوروبا، بالرغم من تشابه النازية و الصهيونية (قانون النقاء العرقي + إحتلال و ضم الأراضي بغير حق).
من هنا كم تفسير هذه الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الصهيوني الإرهابي بقيادة الحكومة الإرهابية، بعد أن ضمنت أن الرأي العام العالمي لا وزن له، كما قال بيغن في حرب لبنان ردأ على سؤال صحفي حول الرأي العالمي، حينها أجاب بسؤال “الرأي العام العالمي كم دبابة و طيارة يملك؟؟”.
هذه هي إسرائيل التي تقودها الحركة الصهيونية الإرهابية، حركة قائمة على نظرية دينية – عنصرية، مماثلة للأيدلوجية النازية لهتلر.