بكر أبو بكر
أمد/ تحدثنا فيما سبق في مقالنا المعنون: خرافات بين الصهيونية و”معاداة السامية”!عن الرجل الأسطوري المسمى”سام” الذي لم يعرف الا بالتوراة، وبدعة السامية، وعن النقطة الثانية حول
اختراع “اللاسامية” ضد اليهود في أوربا أساسًا ومن قبل الالماني وليام مار ونكمل من خلال بندين آخرين كالتالي:
اليهود الأوربيون، والصهيونية
1-لاجدال في تعرض المواطنين اليهود الاوربيين في بلادهم هناك، واليهود الروس لعديد المذابح والقتل والتهجير والنبذ والكراهية والاستصغاروالتحقير…الخ، على مدار قرون، وهو مما لا علاقة للعالم العربي والإسلامي به، وأسفرت هذه الانتهاكات بزرع شرخ كبير، ورغبة في طردهم من بلادهم أي أوربا، تلاقت لاحقًا مع الطروحات الانجيلية-الصهيونية بسياق ديني مختلف، ثم مع الحركة الصهيونية ومصالح الدول الاستعمارية.
2-الصهيونية تمثل مشروعا سياسيا (استعماريًا) ثم تبلور قائمًا على الطرد والاحلال ل”شعب” مكان الشعب الفلسطيني العربي الأصلاني في بلده فلسطين منذ الازل، وهو مشروع دعمه سابقًا حتى التأسيس للكيان (خاصة أمريكا وبريطانيا)، ويدعمه اليوم عدد من غير اليهود، بما في ذلك حكومات غربية، ومسيحيون إنجيليون بالولايات المتحدة. والصهيونية اليوم في حد ذاتها “أيديولجيا عنصرية”، كما تظهر جلية أمام العالم بسبب طريقة تعامل دولة “إسرائيل” مع الشعب الفلسطيني.
3-معاداة الصهيونية ليست مثل “معاداة السامية”-معاداة اليهود، ومن الخطأ الخلط بين التحيز ضد اليهود وبين الخلاف القانوني مع ما تقوم به دولة “إسرائيل”. ومن البديهي أن الفرق واضح بين أن يكون الشخص صهيونيا وأن يكون يهوديا.(رغم صعود تيارات يهودية دينية متطرفة اليوم لا تفرق كثيرًا عن تلك المسيحانية أو الإسلاموية المتطرفة)
فلسطين، ودولة “إسرائيل” واليهود
1- يقول المؤرخ والمفكر اليهودي شلومو صاند (ساند) (صاحب كتابي: اختراع “أرض” إسرائيل، اختراع “الشعب” اليهودي) أن “الصهيونية، لا تعني اليهودية، بل هي ثورة راديكالية عليها. واليهود الأتقياء كان لهم توق كبير إلى أرضهم المقدسة، لا سيما أورشليم، ولكنهم التزموا بالتعاليم التلمودية التي تأمرهم بألا يهاجروا جمْعًا قبل مجيء الماشيح (المسيح) المخلِّص، لأن الأرض ليست ملكا لليهود بل لله. والله أعطى، والله أخذ، وعندما يشاء، سوف يرسل المخلّص ليعيدها.”
2- يقول زاند/ساند أيضًا أنه “عندما ظهرت الصهيونية، خلعت الخالق القدير من عرشه لتُجلس عليه ناشطا آدميا. وتساءل المؤرخ الإسرائيلي ما إذا كان تأسيس دولة يهودية على أرضٍ (هي فلسطين) أغلبُ سكانها عرب مسلمون ومسيحيون إلى جانب أقلية يهودية فكرةً مقبولة أخلاقيا.”
3-يقول “ميشيل توبيانا”، الرئيس الأسبق لرابطة الدفاع (الفرنسية) عن حقوق الإنسان، بملاحظته الفرق في التعامل مع طرفي النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، والكيل بمكيالين، قائلًا أنه “بينما يفكر بعضهم-في فرنسا- في سن قانون يجرّم معاداة الصهيونية، لا أحد يفكر في تجريم من ينكر على الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم! بل ينكر حتى وجودهم، بمن فيهم ممثلو الشعب في التمثيليات الوطنية”.
4-“جوديث باتلر” الفيلسوفة اليهودية الامريكية تقول أن: “إسرائيل” لا علاقة لها بالديانة اليهودية، فما هي إلا مشروع كولونيالي/استعماري منذ بدء التنظير للصهيونية.
5- “زيف شتيرنيل” أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس وأحد مؤسسي حركة “السلام الآن” الإسرائيلية لا يتردد بالقول “إن “إسرائيل” خلقت عنصرية شبيهة بالنازية في بدايتها”. فهل الرجل معادٍ للسامية؟
6-يقول الكاتب الإسرائيلي التقدمي(إيلان بابّي/بابيه) في كتابه (التطهير العرقي في فلسطين) “إن الصهيونية لم تنخرط قط في رغبة تعايش، إنما هي مشروع منهجي لأجل سرقة منتظمة للأراضي والموارد الفلسطينية، مع طرد السكان الموجودين وصولا إلى الاستيلاء على أراض تحدد على أسس توراتية”.
مما سبق أضأنا على كلمات أو مصطلحات لا تحمل من الحقيقة العلمية الا الوهم والأسطرة، مثل مصطلح “سام” و”سامية” المخترع. واخرى مرتبطة بالاسم “لاسامية” استخدمت للتخويف والترويع مقابل تبرئة العدوان الصهيوني من جرائم الاحتلال وكل نقيصة أو انتهاك لحقوق الانسان، وفرقنا بين اليهودية كديانة عالمية، وبين الحركة الصهيونية الاستعمارية الإقصائية بإحلال شعب مقابل الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، ثم كان التبيان الى أن مصطلح معاداة السامية “اللاسامية” لا تعني مطلقا-إن فهمناها معاداة اليهود-نفس الشيء، حين الحديث عن الحركة الصهيونية أو نقد ورفض ممارسات الكيان الإسرائيلي، ومقاومة الاحتلال الصهيوني