ناصر اللحام
أمد/ في المحافل الدولية ، وعلى ارض المعارك ، وفي السياسة والامن والاقتصاد ، في البحار وعلى اليابسة وفي مجال الصواريخ وطائرات السماء. يصعب تغيير النتيجة التي سبق وارتسمت في ال36 ساعة الأولى من المعركة.
إسرائيل خسرت ما خسرت امنيا وعسكريا ووجوديا وعالميا ولكنها بحاجة الى هزيمة بطعم الفوز لتسويقها للناخبين الإسرائيليين المتعطشين للمحاسبة. وحماس التي فازت بالضربة الاستباقية خسرت ما خسرت ولكنها بحاجة الى التركيز على فوزها بالضربة الاستباقية في قادم الأيام .
قرار محكمة العدل الدولية حاول ان يرضي جميع الأطراف ولكنه أغضب الله. فهو لم يرفع السيف عن رقاب الأطفال ولا أوقف القصف من الطائرات والمدافع ، ولم يتهم إسرائيل بالجرائم التي ارتكبتها. وحذر من خطورة هذه الجرائم .وان خطا العرب انهم يذهبون للمثول امام محاكم الغرب ويتوقعون ان الغرب سوف يتخذ قرارات ضد نفسه لصالحهم !!.
غزة ليست أوكرانيا ، والغرب عكس الشرق. ولذلك ينتشر القول ان محكمة العدل الحقيقية كانت في صعدة وفي جبال اليمن وليس في سهول لاهاي الهولندية على شاطئ القطب الشمالي .
علمنا التاريخ المعاصر في 2020 درسا لم تستفد منه الحكومات العربية ابدا. فبعد جائحة كورونا كان على الدول العربية ان تتعلم الاعتماد على نفسها وعلى منتوجها القومي وصناعاتها وليس ان تبقى ذليلة امام عواصم الغرب واجهزته الاستخبارية، حتى السياحة الأجنبية لم تعد مضمونة كدخل قومي، وتجربة شرم الشيخ وكيف فتحت الفنادق أبوابها للسياحة الداخلية تجربة جيدة يبنى عليها للمستقبل .
عوامل الحرب لم تعد حبيسة المنطقة فقط بل أصبحت محط دراسة وتقييم العالم أجمع .
وما تفعله اليمن الان فعلته السعودية في اكتوبر 1973 حين أوقفت تصدير النفط عن أمريكا وعن الغرب خلال حرب أكتوبر وقام حينها أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (تتألف من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا) بإعلان حظر نفطي «لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
ومصر فعلت اكثر من كل هذا حين اممت قناة السويس عام 1956 ، وفي فترة جمال عبد الناصر أغلقت مضائق تيران في العام 1967 فلماذا يستغرب المحللون ما تفعله صنعاء الان !!.
قضية فلسطين هي ام القضايا كلها ولا يستقر الامن في العالم من دونها ، وإسرائيل اخر استعمار كولينيالي على وجه الأرض . وطالما لا يوجد حل يرضي الفلسطينيين فان هذه الحرب لم ولن تكون الأخيرة .
ومهما فعل نتانياهو سيبقى أي فوز يحققه جيشه في غزة بطعم الهزيمة. ومهما تهدمت غزة واستشهد اطفالها فان هزيمتهم “المزعومة” سوف تبقى بطعم النصر الذي كان