فراس ياغي
أمد/ قلت في شهر آذار من عام 2023 ومن على شاشة الميادين بان المعركة الإقليمية الكبرى حاصلة وواقعية وحتمية رغم كل المحاولات التي كانت لمنع حدوثها، ورغم عدم رغبة الكل فيها، والسبب أن ما كان يحدث في إسرائيل من إنقسام حاد كان يؤسس لحرب أهلية تطيح بالدولة الموعودة وتنهي خرافة شعب الله المختار، لذلك كانت الدولة بحاجة لحدث أمني غير مسبوق يؤدي لتوحيد الجميع تحت شعار ان الدولة تتعرض لحدث وجودي ومصيري، وعندما جاء السابع من اكتوبر بالنسبة لي ثبتت الرؤيا، لان الإسرائيلي ككل يريد إستثمار ذلك في توحيد الشعب الذي اصبح يشعر لعدم الأمن والأمان، لذلك تشكلت فورا مقاربة امنية جديدة إسمها “صفر تهديدات” في جبهات الجنوب والشمال والضفة الغربية، إسرائيل اصبحت بلد غير آمن لبس فقط للمستوطنين وبالذات الملاصقين لجبهة الجنوب وجبهة الشمال وإنما للقادمين الجدد، وبدون عودة الأمن والأمان فلن تستطيع دولة إسرائيل ان تحيا وتستمر وان تحافظ ليس على ردعها امام المقاومات والجبهات فقط، وإنما لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة وفق المخطط الأمريكي الذي كان يعمل عليه عبر التطبيع وإدخال إسرائيل للمنطقة لتشكيل محور مواجه لمحور إيران “محور المقاومة”.
السابع من أكتوبر قلب المنطقة كلها رأسا على عقب، وردة الفعل الإسرائيلية من تطهير وإبادة وتدمير للقطاع ولاحقا تهجير قسري وطوعي، كمخطط إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، والدعم الامريكي اللا محدود والاوروبي الغربي المنافق الذي يلهث وراء الامريكي، ادى إلى تحرك الجبهات وادى إلى توسيع المعركة، والهجمات على القواعد الأمريكية جاء لأن الراعي للإبادة هي امريكا، وأن الذي يمنع وقف إطلاق النار هي امريكا، ولأن من يقف عائق امام مصالح الشعوب هي امريكا، ولأن من يمنع قيام دولة فلسطينية ويدعم الإحتلال هي أمريكا…إذا مواجهة الامريكي بشكل مباشر لوضعه أمام خيارات المواجهة او الذهاب إلى تسويات
محور المقاومة ابلغ رسالة واضحة للأمريكي عبر الوسطاء بأن الحل في غزة، وان وقف التصعيد يتطلب وقف العدوان على غزة، وحينما لم يفهم الامريكي الرسالة، تم ضرب القاعدة الامريكية في الأردن، لكي يصحو الامريكي ويعي ان هناك جدية وهناك تصميم وهناك إرادة لفتح الصراع ليشمل كل المصالح الامريكية، والعملية النوعية ضد القاعدة على الحدود الأردنية السورية تثبت القدرة الإستخبارية لفصائل المقاومة وتوصل رسالة لا لبس فيها
لن يفهم الامريكي جيدا الرسالة وتحت عنوان الغرور والإستكبار، وواضح أن الامور ستنزلق لمنازلة في قاموس الكل ان تكون محدودة يعقبها صفقات، لكن إسرائيل بطريقتها الغزاوية ستحولها لمعركة إستنزاف ستؤدي في الخواتيم لفرض مشهد جيو سياسي جديد يولد معه دولة فلسطين الجديدة، وتنتهي معه دول اخرى تحتضن القواعد الامريكية
اسابيع حبلى بالتصعيد، وأيام صعبة قادمة، لكن العزيمة لدى محور المقاومة مستمدة من تلك العزيمة الغزاوية، مستمدة من اطفال ونساء ورجال غزة، مستمدة من تلك المقاومة ومن “مسافة الصفر”، لذلك أصبح عنوان المرحلة هو “غزة مقابل المصالح الأمريكية
والله غالب على امره