السفير: منجد صالح
أمد/ تنثر امريكا ووراءها بريطانيا شوالات ابو حز احمر مليئة بالكذب والخداع والفتن والنفاق والمُداهنة “والضحك على الذقون”، وجعلنا نُلدغ من نفس الجُحر مئة مرّة وليس فقط مرّتين، وذلك من اجل تحقيق وانجاز والحصول على “وبلع وشفط” ما عجزوا عليه بالحرب والقتل والدمار والقوّة الغاشمة، “عن طريق رمي “طُعمٍ” قديم جديد “كجوكر ورق اللعب”!! ألا وهو اعطاءنا والتصدّق علينا من بيت ابوهم ب”دولة فلسطينية مستقلة”، بشرط وشروط وعقوبات مسبقة سافرة وعلى ان تكون منزوعة السلاح، وكأن هذه الدولة الفلسطينية المزعومة والمُخترعة في هذه الايام من قبل بايدن وكاميرون ستعيش في وسط وجوار واحة من السلام والامن ومروج من الزهور والحليب والسحلب، حيث لا يُسمع في جوارها لا قعقعة لسلاح ولا وميض لسيف او خنجر ولا برق يندلع من قنابل فسفوريّة ولا قنابل نووية هيروشيميّة، وربما تكتيكية من اليورانيوم المنضّب التي يمكن ان تتساقط على قطاع غزة او على دول الجوار في اي وقت وحين!!!،
الغرب المتوحّش الوحشي ممثلا بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وطبعا ربيبتهم وابنهم المدلل اسرائيل يُضاعفون “جرعات” الكذب والمداهنة والزعرنة والسمسرة والخندزة وضرب الاسافين وتبشيم الخوازيق من اجل “سحب الاسرى الاسرائيليين من غزة وارجاعهم إلى “الديارالمكندشة الدافئة”، وبعدها سوف وسنرى و”بصير خير” وربما نعترف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، أولا نزع السلاح وثانيا سنفكّر في الاعتراف،
“يعني مجنون يحكي وعاقل يسمع!!” هل يخترعون دولة فلسطينية غير التي نعرفها ويتعامل العالم معها منذ سنوات وعقود ولديها مقعد دولة مراقب في الامم المتحدة،
اذا كانت هذه “الاورطة”، هذه الشلّة، هذه العصابة، هذه الجوقة بطبلها وزمرها وابواقها جادة فيما تقول وتعيد وتزيد فلتعلن اليوم واكيدا وليس الغد وربما اعترافهم جميعا بالدولة الفلسطينية المستقلة الموجودة على الارض وفي اروقة الامم المتحدة، في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس،
اما غير ذلك فلا يعدو إلا ان يكون طنطنة فارغة وجعجعة وقعقعة بلا طحين، ومحاولات فجّة وعارية بلا مصداقية وعن سوء نوايا وفقط من اجل الحصول على ما تريده اسرائيل وما يريدونه هم وليس باي شكل من الاشكال ما يريده الشعب الفلسطيني الذي هو آخر ما يفكرون به او يهتمون له وهو يرزح تحت اطنان الحمم والقذائف ويفترش الحُفر ويتغطّى بركام وحطام بيوته في غزة ويُكابد الامرّين من اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه، الميلششيات المسلحة رسميا، في الضفة الغربية بما فيها القدس،
“الحلال بيّن والحرام بيّن”، “الكلام العدل وليس التفنيص!!” يقول ما يلي:
“وقف اطلاق النار والعدوان الاسرائيلي فورا على قطاع غزة مترافقا مع وقف اقتحامات مدن ومخيمات الضفة، وعودة النازحين واالمشردين والمُهجرين قصرا إلى مناطقهم وما تبقى من بيوتهم او خياما على انقاضها، ودفن الشهداء ونقل الجرحى للعلاج في الخارج ودخول كافة الاحتياجات للمدنيين، وبدء عملية تعويض واعمار جدّية مضمونة دوليا، والاعتراف الفوري المُتزامن بالدولة الفلسطينية الموجودة اصلا وموجودة اليوم وفي هذه الساعة وهذه الدقيقة وهذه الثانية، الاعتراف بها كدولة مستقلة ذات سيادة مثلها مثل جاراتها العربية وغير العربية، مثل زميلاتها الاوروبية والآسيوية والافريقية، مثلها مثل بوليفيا والتشيلي وكولمبيا والارجنتين،
لا داعي للفذلكات واختراع اصناف ونماذج جديدة وتطبيقات واجتراحات،
دولة فلسطينية ذات سيادة معترف بها دوليا اسوة بكل دول العالم من الصين حتى دولة سان فينسنت والغرانادينز في بحر الكاريبي،
هذا هو المعيار الصحيح “والسكة التي يمشي عليها القطار”، اما ما دون ذلك فليس إلا زبدا منثورا في الهواء او قصورا من الزبدة بجانب بركان ثائر،
دولة فلسطينية معلومة التضاريس والحدود كغيرها من خلق الله والدول نعم ومرحبا،
امّا شيء ما يُطلقون عليه اسم دولة “امرمطة”فلا،
و”لا يُلدغُ المؤمنُ من جحرٍ واحدٍ مرّتين”.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني