د. طلال الشريف
أمد/ في أسوا ظروف الحرب على غزة لم يكن الموت وهدم البيوت والنزوح الأسوا بل كانت قصة شابين في مقتبل العمر ومقتبل المستقبل في دائرة الكارثة الحادثة لغزة واهلها ما يكمل الصورة الحقيقية للحرب لتصبح فعلا حرب إبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني.
هذان الشابان اللذان عرفت قصتهما عن قرب وقد يكون هناك طابور كبير مثل هؤلاء الشباب الذين إجتازوا سنوات كثيرة واقتربوا من التخرج من كليات الطب والهندسة والكليات الاخرى في بلاد اخرى، بعد كل الجهد والتكاليف التي هدت حيل أهليهم،
ولمن لا يعرف فقد أصبحا ملزمين بتسديد رسوم الجامعة في مدة محددة بشهر واحد، وإلا سيتم فصلهما نهائيا من الجامعة، ولكم ان تتصوروا أهل غزة النازحين منهم والمشردين في العراء وتهديد الموت ماذا يستطيعون فعله لتسديد مصاريف ورسوم الدراسة الجامعية لابنائهم الدارسين في الجامعات خارج الوطن وفي دول لا تأخذ في الإعتبار للحالة الإجتماعية والمالية المنهارة لأهل قطاع غزة وليس لهم من معين، وظلا شهرا كاملا وهي مدة تسديد الرسوم للجامعة وبعدها كان سيتم فصلهما حيث إنتهى الشهر وهما يحاولان إيجاد من يساعدهما من منظمات انسانية وللأسف سفارة فلسطين، سفارتنا، حين إلتجئوا إليها كآخر أمل لهم لمساعدتهما فكان جواب السفارة لا يوجد لدينا فلوس، ولإنهم أي هؤلاء الطلبة من جذور إجتماعية كادحة لا احد استجاب لإنقاذ مصيرهم واسودت الدنيا في أعينهم وعيون عائلاتهم فكيف سينقذون أبناءهم في هذه الظروف الحالكة التي عصفت بأهالي قطاع غزة، لتظهر من بين العتمة نقطة ضوء حين عٌرِضت القصة على شخص عرف الكدح وعرف قيمة العلم وعرف معاناة الناس عن قرب، ولما لا، وهو ليل نهار يحاول مساعدة شعبه كلما استطاع، كادح او غير كادح، وهو دائما لم ولن يتأخر عن اي أزمة تلحق بابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الخارج يستطيع مساعدته في أي أزمة لينهي أزمته وهم بالآلاف، والكل يعرف ذلك، فكل من قصده في أزمة او ملمة إلا وجبرها، فدق صدره وظهر الأمل في عيون هؤلاء أبناء المستقبل التي حاولت كل الظروف السيئة والمدمرة تدمير مستقبلهم وسرعان ما ساهم في رسوم الجامعة وأنقذهم، ولم تكن المبالغ بسيطة إنها مبالغ كبيرة لتعود لهم الإبتسامة والأمل.
حفظك الله ورعاك الفلسطيني الإنسان قبل ان تكون القائد الكبير محمد دحلان أبو فادي، فطوبى لك أيها الإنسان، وطوبى لما فعلت في وقت هرب الجميع من مسؤولياتهم بحجج كثيرة، ولكنها الحياة تعلمنا الدروس وتختبر معادن الرجال حين تلتهب النار حول أبناء شعبهم فيلمع معدنهم الذهبي أكثر .. هذا هو دحلان.