د. أيمن الرقب
أمد/ تردد في الأيام الأخيرة تصريح على لسان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون حول نية بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى قبل ايقاف النار بين جيش الاحتلال والشعب الفلسطيني الأعزل ، الذي شاركت بريطانيا في تمويل الحرب الدائرة عليه الآن ، فهل هذا التصريح يحمل الجدية ام الخداع كما عودتنا بريطانيا ، ذات السجل الطويل في الخداع في المنطقة العربية والمناطق التي استعمرتها كما يحدث في افريقيا الآن .
هل حالنا الفلسطيني يحتمل اي مخادعة جديدة ؟
هذه جميعها اسئلة مشروعة بعد تاريخ بريطانيا الطويل معنا في المنطقة ، فبريطانيا تبحث عن مصالحها اولا وقبل كل شيء.
لقد سجل التاريخ إستعمار بريطانيا للمنطقة العربية وأفريقيا سنوات عجاف كان الهدف منها هو استغلال قدرات هذه المنطقة بدأً من حملة فريزر عام ١٨٠٧م حتى خروج بريطانيا من المنطقة العربية بعد أن أمنت قواعد لها تستغل بها المنطقة.
حاولت بريطانيا أن تجد لها جيوب في المنطقة العربية وأفريقيا وصناعة قيادات تنفذ أوامرها، كانت الأهداف واضحة هو استغلال المنطقة العربية من خلال السيطرة على مصادر الطاقة والثروات المعدنية ، وفي أفريقيا السيطرة على مناجم الفحم والماس وغيرها الكثير من ثروات هذه المنطقة.
رغم خروج أفريقيا من المنطقة إلا أنها أصرت على صناعة كيان يحافظ على مصالحها تحت حجج كثيرة بدءا من وعد بلفور عام 1917 حتى الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1922 و انتهاء بدعم قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، كان الهدف البريطاني المعلن هو مساعدة الصهيونية واليهود على قيام وطن قومي له وكانت فلسطين هي الوجهة الأساسية ولكن الهدف الغير معلن هو ضمان مصالح بريطانيا في المنطقة.
بعد الحرب العالمية الثانية وافول نجم بريطانيا ورثت الولايات المتحدة الأمريكية الأهداف البريطانية لتحافظ على المصالح المشتركة في المنطقة فكان الدعم للاحتلال الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير وهذا ما نراه حتى يومنا هذا.
بريطانيا التي خرجت علنا من المنطقة في منتصف القرن ال20 تركت لها جيوب كثيرة لتحافظ على مصالحها وتستغل قدرات الشعوب باستخدام سياسات ناعمة على رأسها الشكل الجديد من الاستعمار هو الاستعمار الاقتصادي والثقافة.
إذا كان هدف بريطانيا الآن هو إصلاح أخطاء تاريخية من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتسهيل قيامها رغم ضعف بريطانيا فنرى عن هذه خطوة إيجابية إذا تم تنفيذها ،وعلى بريطانيا اذا أرادت بالفعل إصلاحات تاريخية وأنا أشك في ذلك أن تعيد حقوق الشعوب التي استعمرتها في أفريقيا والوطن العربي ودون ذلك تعتبر شعارات لتدغدغ بها مشاعر الشعوب ليس إلا نحن بانتظار تغير تاريخي حتى نحكم على مسارات العلاقات البريطانية مع المنطقة والنتائج تقاس بالأفعال لا الأقوال .