ألاء ماجد
أمد/ عقب القصف الجوي العنيف الذي تعرضت له مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، بات الآلاف من النازحين يترقبون الدقائق والساعات لسماع أخبار عن تهدئة قد تزيح شبح التصعيد الإسرائيلي على المدينة التي أصبحت الملاذ الأخير للمواطنين الذين نزحوا من قطاع غزة حسب نداءات الجيش الإسرائيلي بالخروج إليها كونها منطقة آمنة.
ووفق أرقام الأمم المتحدة يقطن مدينة رفح قرابة 250 ألف مواطن، في حين نزاح إليها ما يزيد عن مليون شخص من مناطق القطاع، تكدست بهم الشقق والخيام والمتنزهات والملاعب الرياضية والساحات العامة، بالكاد يجدون قوت يومهم، أو ما يحميهم من برد الشتاء الذي ضرب المدينة منذ قرابة الشهر.
وتزداد معاناة النازحين في رفح يوما بعد يوم بشكل ملحوظ، تنظر إلى صور الأصدقاء والأقارب تجد وجوههم شاحبة، أوزانهم نقصف، أوقاتهم طوال اليوم مشغولة في كيفية توفير فتات الطعام للأطفال، والاحتياجات الأساسية للنساء، رفح هي نقطة سدرة المنتهى لغزة، لا مكان بعدها ينزح إليه المواطنين إذا ما تعاملت معها بوحشية كباقي المدن “خانيونس،مدينة غزة، دير البلح، شمال غزة”.
ما زاد الطين بلة وجعل حالة الخوف تزداد أكثر تصريحات قيادة الجيش الإسرائيلي حول ضرورة اقتحام رفح، وكان آخرها تصريح وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف جالانت، الخميس، أن الجيش سيتجه إلى رفح، بعد أن ينهي مهمته في خان يونس.
احتمالية اقتحام مدينة رفح تزداد شيئا فشيء، لأن المظاهرات تستمر في الجانب الإسرائيلي للضفط على حكومة نتنياهو من أجل استعادة المحتجزين بغزة، في حين انهى الجيش عمليته في شمال غزة، وعلى مشارف انتهاء عمليته في خانيونس دون القدرة على تحرير أي رهينة لدى حماس من خلال العملية العسكرية بل من خلال صفقات التبادل.
ولا تبدو معاناة هؤلاء النازحين هي آخر فصول المأساة الفلسطينية الراهنة في تلك المنطقة، حيث المساعدات التي تدخل ولا تمثل نقطة في بحر احتياجات المواطنين بالكاد تصل إلى أحد، حيث جشع التجار وأصحاب النفوذ يسيطرون على شاحنات المساعدات ليتم بيعها بأضعاف ثمنها الطبيعي، دون أن يتم توزيعها مجانا كونها تدخل كمساعدات للمواطنين.
وعند الحديث عن المساعدات، لا نستطيع أن نغفل تعليق ما يزيد عن 12 دولة تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، في أعقاب مزاعم إسرائيل بأن بعض موظفيها متورطون في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 آخرين كرهائن.
بدوره حذر المتحدث باسم “أونروا”، من توقف خدمات الوكالة الأممية في قطاع غزة خلال شهر فبراير ، إذا لم يتم استئناف التمويل.
وعلى الصعيد الآخر، نجد قيادات تابعة لحركة حماس يقيمون في قطر وتركيا ولبنان، تتلاشى الحديث عن معاناة المواطنين الذين نجوا من آلة الموت الإسرائيلية بأعجوبة ويواجهون شبح الموت من الجوع والبرد، وتواصل تأيدها لاستمرار الحرب حتى تفكيك الجيش الإسرائيلي على حد زعمهم، الأمر الذي شرّع العديد من الأسئلة، ماذا تريد حماس؟ ولما أقامت الحرب؟ وما الثمن الذي سيدفعه المدنيين بغزة لكي توافق على التهدئة؟ وكيف ستعود الحياة لغزة بعد انتهاء الحرب؟ أسئلة كثيرة جميعنا في حاجة لإجابات؟ وأكاد أجزم أن قيادة حماس لديها إجابات!!
ويواصل ا