قرار المسعود
أمد/ إن عبارة السامية ظلت و مازالت شبحا مقدسا تروج في أوساط بعض المجتمعات الغربية و غيرها، بقدر مفهومية كل متملق يعيش على حساب من يسمع إليه كما يقول المثل. فقصة الثعلب و الغراب مثلا تنطبق على الحالتين سواء.
من المنطق و المقبول عند العقل البشري على كل تراب المعمورة أن إحترام بني الإنسان يكمن في سلوكه و تصرفاته و ما يفيد به من معرفة للآخرين. فيكون بذلك مبجلا و مسموع كلامه لأنه في واقع الأمر مرتبة السمو أو التحلي بها تأتي من هذه الصفات الحميدة و ليست الوراثية أو تغمس بطريقة ما خارج هذا المجال. فكل البشر انحدروا من ذكر و أنثى و الخالق أو الطبيعة لم تجعل فئة معينة تخرج على هذا النمط و حتى الرسل و الأنبياء و ذوو العلم إلا بإحترام المهمة التي وكلوا بها.
فبسبب الجهل لدى المجتمعات و حب المادة كانت من عوامل أنشأت تصنيف السامية عند الملوك و الديانة اليهودية، فأصبحت عندهم كرتبة تتقلد عند البعض و سلالة عند البعض الأخر و ورث، لجعلها عصا لمَنْ عصى ليقنعوا الرأي العام و يُخْفوا عنه كل تصرف سوء. فجاء عصر شكف فيه الإعلام كل صغيرة و كبيرة من الخبايا و أسرار المجتمعات و الأمم بعدما عاشت لمدة من زمن في سعادة وغيرهم في غفلة و ظلام دامس من الإعلام. هذه السامية مبتدعة لا أصل لها من باب التشريف. أما سام و حام و يافث هذه أسماء أبناء نوح عليه السلام التي بنوا بها مبتغاهم على حساب البشر. فإذا كانت سلالة اليهود هي المفضلة على البشرية، فوصفهم من كتب الديانات و تصرفهم و معاملتهم ماضيا و حاضرا و تشردهم و تشتتهم نتيحة غلفة قلوبهم و خيانة العهد و تعنتهم و العمل بالفتنة و المكيدة و المكر مما يلاحظه كل باحث في سيرتهم التي بواسطتها تربعوا على عالم الشهوات الحاضر.
أما سامية الملوك فمن سماتها التباعد على العشيرة للحفاظ على إستمرارها و قدسية العرش و إبعاد كل مشبوه يظهر الخيانة و عدم الطاعة و يكفي ما قالته الملكة بلقيس أو ما يكشفه الإعلام من تصرفات.