منجد صالح
أمد/ بهذه الجملة، بهذا الشعار، بهذه المقولة، هتف مئات الاسبان المشاركين في تظاهرة في مدريد تنديدا بالعدوان الاسرائيلي المستمر على غزة ،
وتنديدا واستنكارا وادانة بالمجازر والتدمير، التي ترتكبها هناك، “عينك عينك وعلى عينك يا تاجر”، وعلى رؤوس الاشهاد،
امام اعين العالم وامام اعين كاميرات العالم،
الكاميرات تتحدّث وتبثّ، لكن العالم سابت ساكن ساكت،
من اوّل يومٍ وفي كلّ يوم تتكشّف النوايا والاهداف والمرامي والرغبات الاسرائيلية من وراء ما يفعله جيشهم في قطاع غزّة،
فليس من قبيل الصدفة ولا المُصادفة ولا من قبيل ظاهرة ترديد سيمفونيّة “معلوماتهم الاستخباراتية”، قاموا ويقوموا باقتحام المستشفيات ورمي الجرحى والمرضى والنازحين المُحتمين إلى العراء المُريب، لافراغ وتدمير مجموعة من الصُرح الوطنية وخاصة مجمّع مستشفى الشفاء الذي بني قبل قيام دولتهم،
“وهذا لا يروق لهم ان مستشفى الشفاء اقدم واعرق من دولتهم”،
لهذا يجب ان يُدمّر ويختفي، ويخلقون من حوله وعنه قصص وسواليف ألف ليلة وليلة،
و”يدّعون أن قطارات موسكو تمرّ من تحته بقدرة قادر!!!”،
ودمّروا الجامعات لانها مؤسسات وطنية شاهدة على حضارة وثقافة وعلم وتعلّم وتعليم الشعب الفلسطيني، وهم يُريدون ان يدّعوا امام العالم ان الشعب الفلسطيني ما هو إلا مجموعة من “الرعاع” جاؤوا لتوّهم من اقاصي المغرب العربي، دون حضارة ولا ثقافة ولا علم ولا جامعات،
ودمّروا المساجد والكنائس والمصانع وحتى الاثار من اجل الادعاء ان الشعب الفلسطيني “عايش على السبّيح” دون روابط روحية ودينية وعلمية،
وقبل كل شيء وقبل كل الفظائع المقترفة قتلوا وما زالوا يقتلون المدنيين الفلسطينيين بالمئات وبالآف، حتى يجبروا الناس على ترك منازلهم واراضيهم والنزوح جنوبا جنوبا وحتى سيناء، قسرا أو طوعا، لانهم ينوون السيطرة الدائمة على قطاع غزّة “ورشمه” بالمستوطنات!!!،
بصريح العبارة فان ما يفعله نتنياهو وجيشه في غزة وإلى حدٍ ما في الضفة الغربية والقدس هي ابادة جماعية للبشر والحجر والشجر والمؤسسات،
جيشهم يتفرعن ويستأسد على المدنيين وعلى الاطفال والنساء والبيوت ومقاثي المزروعات وعلى الطرقات، لكن اداءه مختلف تماما عندما يواجه “المنجنيقات المنصوبة والمحمولة، وقتها يشعر انه في حرب وليس في نزهة على شاطئ البحر او في مخيم صيفي في غابة صنوبر على سفح جبل، بالمحصلة النهائيّة، فان ما يقوم به جيش الاعتداء الاسرائيلي وحتى اللحظة ما هي إلا عملية انتقام وثأر وتدمير لغزّة واهلها ومعالمها الحضارية،
لتنطبق على اسرائيل وجيشها ، وما تفعله وما يفعله، ما هتف به بحقٍ متظاهرو مدريد باللغة الاسبانية:
“انها ليست حربا، انها ابادة جماعيّة”،