حمادة فراعنة
أمد/ شكلت مبادرة 7 تشرين أول أكتوبر 2023 الكفاحية، نقلة نوعية في مسار نضال الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، على الطريق التدريجي متعدد المراحل، بهدف دحر مخططات الاحتلال، وهزيمة مشروعه الاستعماري التوسعي، واستعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه على أرضه.
فقد سجلت مبادرة حركة حماس النوعية الشجاعة، أنها:
أولاً وجهت ضربة مُفاجئة، صدمت المجتمع الإسرائيلي، ومؤسساته العسكرية والأمنية، بحجمها ونتائجها، وامتلكت القدرة على التضليل طوال المرحلة السابقة.
ثانياً أنها تمت في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، وشملت عدة مستعمرات محاذية لقطاع غزة.
ثالثاً تمت عبر البر والبحر والجو، وبعدد كبير نسبياً من المقاتلين الفلسطينيين.
رابعاً كان عدد القتلى الإسرائيليين كبيراً غير مسبوق بأكثر من ألف قتيل.
خامساً كان عدد الأسرى كبيراً تجاوز المئات.
واعتماداً على هذه الوقائع والأرقام، جعلت نتائجها وانفعال المتأثرين بها سواء من الأصدقاء، أو من الخصوم والأعداء، مما فرض على حلفاء المستعمرة سرعة التحرك والتجاوب مع الصدمة الإسرائيلية، فتحركت الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين وأصدروا البيان الخماسي يوم 8 أكتوبر : الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا، الذي شكل غطاء سياسياً لهجمة وعدوان وحرب المستعمرة على قطاع غزة، كما لم تتوان الولايات المتحدة لتقديم كافة وسائل وأدوات الدعم التسليحي والعسكري والاستخباري لحرب المستعمرة ضد قطاع غزة، وتحريك السفن والطائرات الأميركية باتجاه منطقتنا العربية، وكذلك بريطانيا، وما تستطيع البلدان الأخرى تقديمه لمعركة المستعمرة في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
حددت حكومة المستعمرة ثلاثة أهداف عملت على تحقيقها، وهي:
1 – تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية، وقتل واغتيال قياداتها، واجتثاث حركة حماس.
2 – إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
3 – تحجيم وتقليل سكان قطاع غزة، عبر تشريد وطرد غالبيتهم إلى سيناء، من خلال ترحيلهم من مناطق الشمال المحاذي لفلسطين 48، نحو الجنوب المحاذي لمصر، تمهيداً لنقلهم إلى سيناء.
4 – إعادة احتلال قطاع غزة، وتنصيب إدارة فلسطينية، غير مرتبطة بحركة حماس، وبحركة فتح، كما قال نتنياهو بدون: حماستان وفتحستان.
وقد وضعت حكومة نتنياهو عبر وزير الدفاع يوآف جالنت خطة من ثلاث مراحل، لتنفيذ الأهداف الأربعة:
1 – المرحلة الأولى عمليات قصف بالطيران والصواريخ والمدفعية من البر والبحر والجو، لكافة مواقع قطاع غزة، بدأت من 7 أكتوبر لغاية 28 أكتوبر، لمدة ثلاثة أسابيع، واقتصرت على عمليات القصف فقط، بهدف تدمير كافة ما يُعيق أهدافها التالية.
2 – المرحلة الثانية عبر عمليات الاجتياح التي استمرت لغاية نهاية شهر كانون أول 2023، تخللها فترة أسبوع نهاية شهر تشرين الثاني، تم فيها اتفاق التهدئة وتبادل أسرى.
3 – مع بداية العام 2024 كان من المفترض فرض الاحتلال واستمراريته مع بدء وجود إدارة مدنية، تحت سقف الاحتلال، ولكنها شكلت بداية لمظاهر الفشل والإخفاق، في برنامج المستعمرة وخطتها، حيث لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق ما كانت تسعى إليه في أهدافها الأربعة، وكما يُقال انقلب السحر على الساحر، وانقلبت «إنجازات» المستعمرة في قطاع غزة لتتحول إلى عوامل نقيضة لأهدافها، خسّرتها حتى الحلفاء الذين وقفوا معها، تحت مقولة «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس» .