محمد الموسوي
أمد/ نظام الملالي ومكافأة الإسهام في احتلال العراق؛ رأس الأفعى في إيران؟
نجى نظام الملالي بثمانينيات القرن الماضي من السقوط والإنهيار في أواخر حرب السنوات الثماني ضد العراق بمخطط غربي ولولاه ما تقبل خميني قرار وقف إطلاق النار بين البلدين وصرح خميني في حينها تصريحه الشهير (تجرعت كأس السم بوقف إطلاق النار) وفي الحقيقة كان ذلك حرصاً من الغرب للحفاظ على مشروعهم بديل الشاه في المنطقة عندما رأوا اقتراب نهاية النظام السريعة الحتمية لو استمر في الحرب خاصة مع تمكن جيش التحرير الوطني الإيراني الجناح العسكري للمقاومة الإيرانية من اجتياح الحدود عدة مرات والهيمنة على أجزاء كبيرة من الأراضي الإيرانية، وهنا كان وقف إطلاق النار الذي كان يرفضه خميني إنقاذاً له ولنظامه ومشروع ومخطط الغرب في المنطقة.
في عقد التسعينيات من القرن الماضي وعلى الرغم من الحصار المفروض على العراق كان نظام الملالي بأضعف حالاته رغم هيمنته على شمال العراق كليا ووصول يداه إلى الجنوب جزئياً، واستمر على ضعفه وفقد الأمل في مرتزقته الهجينة التي تأمل منها تغيير النظام بالعراق في تسعينيات القرن الماضي، وساءت أوضاعهم بعد عام 1996 في شمال العراق عندما استغاث مسعود البارزاني بالرئيس صدام حسين وهيمن مسعود وميليشياته على محافظة أربيل ومن ثم محافظة السليمانية بدعم من الجيش الوطني العراقي، ورغم استعادة الطالباني لمحافظة السليمانية بدعم من حرس الملالي وأسس حكومة فيها إلا أنه لم يتمكن من التمدد خارجها بسبب الموقف التركي واتفاقية أنقره التي وقعها الطرفين الكرديين البارزاني والطالباني وفي هذه المرة كانت الإتفاقية لصالح البارزاني وأمر واقع فرضته أنقره على الطالباني وحزبه وبقي سارياً عليه حتى اليوم بسبب علاقته مع نظام الملالي، وكان تقليص دور الطالباني وانحساره في السليمانية فقط يعني تقليص دور الملالي في شمال العراق لكن هذا التقليص لم يدم طويلاً.
في أواخر عام 1996 لعب أحمد الجلبي دوراً سياسياً كبيراً داعما لسكرتير عام حزب الإتحاد الوطني الكردستاني العراقي، وفي عام 1998 لعب أحمد الجلبي وجلال الطالباني دوراً كبيراً في التوفيق بين وجهات نظر التيارات العميلة للملالي والولايات المتحدة وشاركت في حينها بمؤتمر واشنطن، ولعب الملالي منذ ذلك الحين دوراً استراتيجياً في المخطط الأمريكي لاحتلال العراق وتغيرت سياسات الملالي التي كانت قد بدأت باتباع سياسة الاشمئزاز الممنهج تجاه الجماعات الإسلامية الشيعية العراقية الموالية لها وتحولت هذه السياسة إلى نوع من الاحترام بانتظار أن يكون لهذه الجماعات الضحلة دوراً دوراً في العراق بعد احتلاله.
يقول أحد الذين كانوا من الخاضعين لملالي السوء في إيران وهو من حزب الدعوة موضحاً حجم معاناتهم في إيران.. يقول: لقد كان من غير الممكن أن نستخرج بيان ولادة لطفل عراقي يُولد في إيران أو تسجيل عقد زواج في محكمة أو إدخال طفل عراقي في مدرسة، ويضيف كنا نتحدث إلى الملالي في مواقع ومناصب عديدة عن معاناتنا فيقدمون لنا أعذاراً واهية لا تنطلي على طفل.. ويسرد الكثير من المعاناة.. وعلى الرغم من هذه السردية وغيرها إلا أن هذه الصعاليك مرتزقة ملالي الشؤم تضع رؤوسها تحت أقدام الملالي صعلوك يضع رأسه تحت أقدام صعلوك لكن الصعلكة منازل ودرجات… والسبب.. السبب هو أن تلك الصعاليك المرتزقة بعد احتلال العراق ومساهمة الملالي في احتلاله؛ كانوا كالأيتام يمتلكون المال والسلاح ودعم الملالي والأمريكان لكنهم لم يكن مرحبا بهم في بداية الأمر ولم يكن لديهم أدنى قاعدة جماهيرية يستندون وبدعم الملالي الذين سخرون بيت الكهنة لدعمهم وبدأت الفتاوى وبدأ المال السياسي المشبوه العمل على صناعة مرحلة سياسية جديدة يرسمها الملالي، وسلم الأمريكان العراق للملالي كهدية ومكافأة لهم على مساهمتهم إلى جانب قوات الاحتلال بالإضافة إلى أكبر هدية قدمها الأمريكان والغرب للملالي وهي قصف مواقع منظمة مجاهدي خلق وقتلهم بدم بارد علماً بأن مواقعهم كانت معروفة من قبل الأمم المتحدة.. كما تم نزع سلاح جيش التحرير الوطني الإيراني، وبات العراق وشعبه أسيراً بيد الملالي الفاشيست وعصاباتهم الإجرامية بمباركة غربية وأممية، ولا خلاص للعراق والمنطقة برمتها إلا بسحق رأس الأفعى في إيران.
للحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د.محمد الموسوي