مأمون هارون رشيد
أمد/ رفض الحكومة الإسرائيلية لورقة حماس ، في ردها على ورقة باريس لخطة التهدئة ، والاخبار التي تؤكد أن نتنياهو رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية قد أعطى تعليماته للجيش بالتحضير والموافقة لعملية في رفح ، كذلك التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكان وغيرهم والرافضة ، أو المعترضة لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح ، كل ذلك يعزز اعتقادنا بأن عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح قادمة لا محالة ( إلا إذا حدثت معجزة) وان هناك إصرار اسرائيلي على ذلك ، وخاصة من نتنياهو رئيس الوزراء المأزوم ، والذي يخشى من انفراط عقد حكومته في حال أقدامه على وقف الحرب ، وهى لم تحقق الأهداف التي دخل الحرب من أجل تحقيقها ، كذلك خضوعا للمتطرفين في حكومته ، وعلى رأسهم وزير المالية سموتريس ووزير الأمن القومي بن غفير ، اللذان هددا بإسقاط الحكومة في حال قبول نتنياهو بوقف الحرب ، أو حتى بهدنة مطروحة يتخللها عملية تبادل للاسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى قطاع غزة ، لكن ذلك لا يخفي رغبة نتنياهو في استمرار الحرب على غزة اطول مده ممكنه ، وان رفض البعض يأتي على هوى نتنياهو إن لم يكن مدفوعاً منه ، وذلك كسبا للوقت لإطالة عمر حكومته ، وبقائة في الحكم لأطول فترة ممكنة تأجيلا لاستحقاقات يجب عليه دفعها بعد الحرب مباشرة ، ليس أولها وقوفه أمام القضاء في فضيحه الهدايا وغيرها ، وليس أخرها المسؤولية عن إخفاقات السابع من أكتوبر ، لهذة الأسباب وغيرها يسعى نتنياهو إلى استمرار الحرب وإطالتها أكبر وقت ممكن ، بل إنه يسعى لتوسيعها شمالاً ضد حزب الله في لبنان من خلال استمرار استفزاز قواتة للحزب ، محاولا إشعال المنطقة في حرب يجر إليها الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل المباشر في الحرب ، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة حتى الآن ، فهى مقدمه على انتخابات تكشف استطلاعات الرأي عن تراجع شعبية الرئيس بايدن فيها نتيجة تورطه في دعمه اللامحدود لنتنياهو ، وعليه تحاول الإدارة الأمريكية لجم نتنياهو من الإقدام لتنفيذ مخططه الذي بدأت تشعر بخطورته مؤخراً ، ( من أن نتنياهو يحاول الاستمرار في الحرب خدمة لمصالحه الشخصية ، هذا ما صرح به بلنكين وزير الخارجية الأمريكي مؤخراً بعد زيارته الأخيرة ) ، لكن الإدارة الأمريكية رغم إدراكها لذلك لم تدعو لوقف إطلاق النار حتى الآن ، بل إنها تعيقه وذلك من خلال إفشال اصدار أي قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو اوقف اطلاق النار ، أو من خلال وقف تزويد الجيش الإسرائيلي بالسلاح والذخيرة ، أو حتى من خلال ممارسة ضغوط جدية وحقيقية على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب ، وكل ما تطالب به هدنة يتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية لسكان قطاع غزه .
لم يتوقف قصف الجيش الإسرائيلي على رفح منذ بداية الحرب ، فهى تتعرض لقصف يومي من البر والبحر والجو ، يسقط نتيجته عشرات الشهداء والجرحى ، تكتظ رفح اليوم باكثر من مليون فلسطيني من النازحين من شمال ووسط القطاع عدى عن سكانها ، كان قد نزح إليها السكان من باقي القطاع بناء على طلب وتهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحها لشمال ووسط القطاع حيث ارتكبت أبشع المجازر التي أوقعت حتى الآن ما يقارب ثماني وعشرين ألف شهيد ، تسعى الآن اسرائيل لاجتياح رفح التي قالت أنها منطقة أمنة ودفعت السكان للنزوح إليها ، وهذا يعيد لنا تأكيد أن الأهداف الحقيقية للحرب ليس كما قال نتنياهو ، وهو إنهاء حماس ، وإعادة المحتجزين ، وعدم بقاء إمكانية لغزة لتشكل تهديداً مستقبلا لغلاف غزة أو إسرائيل ، بل أن هناك هدف أساسي ورئيسي واستراتيجي تعمل إسرائيل ومنذ زمن بعيد على تحقيقه ، وهى تعتبر أن الفرصة الآن سانحة لتنفيذها ، إلا وهى تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء ، أن وجود أكثر من مليون فلسطيني في رفح يشكل فرصة مهمة لإسرائيل لتنفيذ مخططها ، ففي حال قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف قصفه ثم محاولة الاجتياح البري لرفح ، سيدفع الناس اجبارا للهرب باتجاة الحدود مع مصر ، وسيدفعها لتدمير الحدود وتجاوزها لمحاولة الاحتماء من القصف والهروب من الموت.
الحديث يدور مؤخرا وبشكل متواتر عن محور فيلادلفيا ، ونقل معبر رفح ، وغضب مصري مما تفكر وتزمع إسرائيل القيام به ، ثم قيام مصر بدعم قواتها على الحدود بآليات عسكرية جديدة ، يدفعنا إلى التأكد من أن لدى مصر مؤشرات ان لم نقل معلومات وتأكيدات جديه لنية اسرائيل لتنفيذ مخطط التهجير ، هذا عدى عن تصريحات البعض من المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو لتهجير الفلسطينيين ، كذلك المؤتمر الذي عقد في القدس وحضره وزراء وأعضاء كنيست ودعى إلى تهجير سكان قطاع غزة وإعادة الاستيطان في القطاع .
هل سيسمح المجتمع الدولي العاجز والتخاذل ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ، هل سيسمح بذلك ، والى متى سيبقى حكام العرب صامتون متفرجون ، ثم كيف ستواجه مصر هذا التحدي ، اسئلة كثيرة برسم الإجابة ، والى أن تأتي الإجابة سيبقى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يدفع ثمن تخاذل الجميع ، يدفعه دمأ وتدميرا ومعانه في كل لحظة .