د.محمد الموسوي
أمد/ نخاطب عقول أقراننا من البشر لنحررها بدافع الإنسانية الذي هو أقوى رابط بيننا وبينها ولا نريد منها جزاءا ولا شكورا ولا نبتغي منصباً ولا شهرة..؛ بينما يخاطبونها لخداعها وتخديرها والتغرير بها لتبقى أسيرة نواياهم القبيحة، والمؤسف في الأمر أن بعض الضحايا من البشر عادة ما يستسلمون لخطاب ونوايا جلاديهم ويرون في خطابهم المخادع حنكة وفي جرائمهم بطولة ولا يروق لهم العيش بعيداً عن أصفاد الخديعة.
عندما تكون قارئاً جيداً وقارئاً للتاريخ على وجه التحديد ومن عدة مصادر حتى لا تقع فريسة لصناع التاريخ المزيف عندها ستكون إنساناً؛ وإنساناً مُحصناً من تلاعب الآخرين بآرائه ومواقفه والنجاة من الوقوع في أسر رؤيتهم وتوجهاتهم غير المشروعة، وفي دراسة تجربة أولئك الذين خضعوا لغسيل الأدمغة على يد ملالي إيران وكانوا يشعرون بالضحالة أمامهم لم نستغرب ذلك على الإطلاق فقد كانت تلك النوعية من الأشخاص تعاني من فراغ علمي وفكري ولم تكون أدمغتهم سوى مجرد حيز ذاكرة لكنه يخلو من الوعي والرشد والثقافة والعلم والإلمام التاريخي، وبالتالي فقد كان هذا الفراغ يشعر بالضحالة عند الإستماع إلى خطاب الإدعاء والخديعة الذي يمارس الملالي المُدعين تلقينه على ضحاياهم بإتقان؛ لكن ومع الأسف أن بعض الضحايا على الرغم من طول تجربتهم مع الملالي ورؤيتهم للحقائق بأم أعينهم لا يزالون أسرى ورهائن بيد الملالي، وبعد قرابة أربعة عقود ونيف من حكم الكهنة في إيران لا يزال البعض يعتقدون أن ملالي السوء إباطرة إيران دعاة دين وإيمان وأنهم يريدون تحرير القدس وفلسطين ولم يسألوا أنفسهم إذا كان الملالي دعاة إسلام وإيمان لماذا هذا الكم الهائل من الإلحاد والشذوذ والفساد والإدمان والفقر والعوز المؤلم في إيران والعراق وكافة المناطق الخاضعة لتمدد الملالي ونفوذهم بعد أربعة عقود ونصف تقريبا من حكمهم في إيران وبعد أكثر من عقدين من هيمنة عمالهم ومدرستهم في العراق، والسؤال الآخر الوارد الذي يجب أن يسأله أولئك الذين تخلوا عن إنسانيتهم وحريتهم وقبلوا باستعباد الملالي لعقولهم ومن ثم أوطانهم وكرامتهم.. هل تقتضي إعانة المستضعفين قتلهم والتنكيل بكرامتهم.. أليس الأسير والأطفال والنساء والمسنين ضعافاً؟ هل يجوز استضعافهم من قبل من يرفع شعار نصرة المستضعفين؟ وإن ادعوا أنهم يسعون إلى نصرة الشيعة فلينظروا ماذا فعلوا بالشيعة في إيران والعراق ولبنان، والأمثلة والأسئلة كثيرة ولينظروا إلى جماجم وعظام السجناء المفقودين في سجن الحوت بالناصرية في جنوب العراق.
يقولون حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، ماذا يريد نظام الأفاعي الحاكم في في إيران لفلسطين وقضيتها وشعبها؟ هل يريد تحريرها.. وماذا يمنعها هل هي قلة الأفراد والمال والعتاد وعدم وجود الأرض والخطوط الخلفية للمعركة؟ هل يكون التحرير بشق الصف الوطني الفلسطيني ومعاداة منظمة التحرير، وإبادة سكان غزة وقتل أطفالهم وتشريدهم في العراء دون أدنى إحساس بالإنسانية والمسؤولية.. ألا ترون أن هناك وحدة في النهج التوجه بين كلا الكيانين العنصريين الملالي والصهاينة فكلاهما يريد استمرار الحرب، وكلا الطرفين يرفض مبدأ حل الدولتين ولا يكترثا بالجوانب المأساوية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني.. بالإضافة إلى رفض الملالي قيام دولة فلسطينية لا تكون بقيادة حماس والجهاد، وهل من قام بقتل وتشريد الفلسطينيين في لبنان والعراق وسوريا سيقاتل من أجل تحريرهم وبلادهم من براثن الصهاينة والاستعمار.
على من لهث على غير هدى وراء نظام الملالي في إيران أن يراجع نفسه ويحرر روحه وعقله من استعباد الملالي لهما فمن المعيب أن يكونوا ألعوبة بيد جمع من الظلاميين الجهلة الذين أحلوا دم الإنسان وكرامته من أجل نزعتهم السلطوية البعيدة كل البعد عن الدين والقيم الإنسانية الحضارية.
اتبعوا الحقائق.. واسحقوا رؤوس الأفاعي في إيران أو ساهموا في ذلك إن أردتم خلاصاً لأوطانكم وشعوبكم وقيمكم ومستقبل أبنائكم.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.