أمد/
واشنطن: اعتبرت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية كومفورت ايرو في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن خطر حصول “سوء تقدير كبير” يتزايد يوما بعد يوم في الشرق الأوسط بعد أربعة أشهر من الحرب على قطاع غزة.
من جانب آخر، أسفت هذه المتخصصة في منع النزاعات لأن أوكرانيا أصبحت “تحديا سياسيا” في الولايات المتحدة ولا ترى أي آفاق لإجراء مفاوضات سلام في أوج سنة انتخابية أميركية.
تحدثت أيضا عن “أزمة حفظ سلام” في العالم لكنها أكدت أنه لا يزال لديها “بصيص أمل” بشأن حل الصراعات عبر السبيل الدبلوماسي.
في ما يأتي نص الحوار:
– سؤال: فيما يتعلق بالحرب في غزة وتداعياتها، ما هي الآفاق على المدى القصير والمتوسط ومخاطر التصعيد، لا سيما لنزاع مباشر مع إيران؟
– جواب: “هناك محادثات جارية حول هدنة من 40 يوما. هذا هو الأساس. الحصول على الاربعين يوما هذه وثم البناء على هذه القاعدة… الوصول الى نوع من حكم انتقالي يتيح إعادة تشغيل البنى التحتية وإيصال المياه والغذاء ومن ثم تلبية الاحتياجات على المدى الطويل. من الجانب الفلسطيني، هذا يتعلق بتطلعهم إلى إقامة دولة. وبالنسبة لإسرائيل، يتعلق الأمر بأمنها والحصول على ضمانات أمنية. ولهذا السبب كنا واضحين جدا داخل مجموعة الأزمات بأن الطريقة الوحيدة للوصول الى ذلك هي عبر وقف اطلاق نار فوري”.
“الأمر الوحيد الذي يبدو حقيقيا هو أن أيا من الأطراف لا يريد تصعيدا إقليميا أو حربا. وحين أقول أيا من الأطراف أعني اللاعبين الثلاثة الكبار: إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. ولكننا نرى أيضا أننا نقترب كل يوم من سوء تقدير كبير. تجنب كارثة يصبح أمرا مهما جدا”.
– سؤال: مع الحرب في غزة، تراجع الاهتمام بأوكرانيا في غياب أي افق للخروج من الأزمة بعد سنتين من الحرب. هل تعتقدين بأن هناك مجال لبدء مفاوضات مع روسيا؟
– جواب: “الأمر صعب جدا مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية. ينظر بوتين إلى هذا الأمر ويرى أن أوكرانيا أصبحت تحديا سياسيا في واشنطن، ويرى أن هذا النوع من الوحدة التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن ينهار لأنه، مرة اخرى، باتت اوكرانيا قضية في السياسة الداخلية في الولايات المتحدة”.
– سؤال: تلوح في الأفق مواجهة جديدة بين جو بايدن ودونالد ترامب في الولايات المتحدة. ما تأثير ذلك على السياسة الخارجية الأميركية؟
– جواب: “ما هو واضح… أن المتابعين للولايات المتحدة يبدون متوترين. أعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر على المستوى الدولي جهة مؤثرة، سواء ايجابيا او سلبيا. لكنني اعتقد انه هناك تزايد في القلق وعدم اليقين والاستقطاب والانقسام”.
– سؤال: أمام تزايد النزاعات في العالم، هل بقي مجال للدبلوماسية؟
– جواب: “الدبلوماسية قيد الاختبار. هناك أماكن لا تعمل فيها حيث ان دينامية ميدان المعركة تتحرك في اتجاه آخر، في الاتجاه الخاطئ. السودان، على سبيل المثال، هو حالة كلاسيكية حيث غالبا ما يتم وضع الدبلوماسية جانبا وحيث هناك تفضيل للحرب. لقد شهدنا السنة الماضية إعادة احتلال ناغورني قره باغ من قبل اذربيجان. ونرى ذلك أيضا في بورما.
حين ننظر الى حالة الصراعات، نلاحظ انه ليس هناك أي منطقة بمنأى عنها. ومع ذلك، يمكننا القيام بالكثير من خلال الدبلوماسية الوقائية. لكن عندما ينهار النظام، وحين يتعرض مركز الثقل ذاته، تحديدا الأمم المتحدة، لضغوط وتوتر وحين تفقد التعددية جاذبيتها، يصبح العالم أكثر قتامة.
إنها سنة أزمة للحفاظ على السلام (…) ولكن في وقت يقال إن التعددية تنهار، لا يزال هناك بصيص أمل. والسؤال هو معرفة ما إذا كان القادة على استعداد لاقتناص الفرصة، ما اذا كانوا قادرين على صياغة وتشكيل الفرص للسماح للدبلوماسية بالازدهار أيضا”.