د. محمد الموسوي
أمد/ سرقوا ثورة فبراير الوطنية وبذكراها يحتفلون؛ ملالي السوء رأس الأفعى في إيران؟
هكذا هم ملالي الظلام وعاظ السلاطين وهذا دأبهم وذاك تاريخهم مهادنين مساومين ومخادعين، وبعد أن سلبوا ثورة فبراير 1979 من الثوار، وخطفوا آمال الشعب وطموح ضحايا دكتاتورية الشاه وأجهزته القمعية.. وبعد أن كانوا جزءا من طغيان وبغي الحكام والسلاطين وبدل الصلاح بخلافة الله الرحيمة على البشر أصبحوا خلفاء للطغاة وأصبحوا الطغيان كله.
خدعوا قطعانهم فقالوا أنهم خلفاء لله في الأرض ولو كان فيهم خيراً ما كذبوا ولا يستخلف العزيز الكريم جهلة أو كذابين يمثلون العدالة الإلهية، ومن يعرف الله يؤمن به ويرحم بعباده ويخشى يوم الحساب، ولا أعتقد بأن من يستبيح دماء الأبرياء قد عرف الله أو آمن به.. قد يكونوا أسلموا كإسلام الإعراب ولم يدخل الإيمان في قلوبهم.. طريق معرفة الله طريق شاق لا يجتازه إلا المؤمنين الأصفياء.. خدعوا قطعانهم فأوهموهم بأنهم ثوريين واعتبروا التكالب على السلطة بالظلم والبغي والقمع وسفك الدماء ثورية، ولا تزال تلك القطعان تخلط بين الثوريين والسفاحين.
خدعوا قطعانهم فقالوا أنهم من الموالين لـ آل بيت رسول الله (الأطهار)!! وهل كان رسول الله وآل بيته بهذا السلوك؟ وهل هذه هي حقيقة شريعة الإسلام السمحاء؟ وهل رسالة الإسلام العظيمة بهذه السطحية والضعف كي يمثلها مجموعة من الجهلة المبتدعين؟ وبعيداً عن الدين والتدين وصدق الإيمان!! هل هذه هي القيم الإنسانية.. هل تليق هذه السلوكيات (السرقة والخداع والقتل وسفك الدماء والعدوان على البشر والنيل من عقائدهم وكرامتهم) بالإنسان الذي كرمه الله ونعمه بنعمتي العقل والروح.
قتلوا الدين بالدين وشوهوه بالخدع والأكاذيب والبدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وقد مارس ملالي إيران كل ذلك وأمعنوا في إضلال الناس وتشويه العقائد والحقائق، ولو أن كل معمم ذو علم أدى واجبه الديني والأخلاقي الحقيقي لصلح حال الناس واستقام وما بقي فيهم ضال أو منحرف أو ظالم متجبر أو مخادع كاذب أو فقير أو جائع أو فاسد مفسد مضل..؛ وأما من يرى في الدين وسيلة من أجل بلوغ السلطة فلن يكون مصلحا على الإطلاق ذلك لأن هدفه السلطة وليس الإصلاح ولكن قد يُفقده الإصلاح السلطة ويحرمه ملذاتها ويقف في وجه نزواته.
واليوم ماذا لدى الملالي ليحتفلون به في إيران.. إنهم يحتفلون كعادتهم بالذكرى السنوية لقيام ثورة فبراير 1979 دون حياء أو خجل.. يحتفلون بثورةٍ سلبوها من الشعب ليعتلوا السلطة على رقاب وجماجم الأبرياء وهدم المجتمعات بتلاشي الطبقات واتساع الهوة بينها، وقد اختفت الطبقة الوسطى على أيديهم وانضمت إلى طبقة الفقراء التي بدورها باتت بين فقير ومعدم بعد تأسيس وتعميم موسوعة الفقر وتعاظم طبقة الأغنياء والأثرياء على حساب الفقراء، وتصدر اللصوص المشهد على حساب الثوار والمناضلين والشرفاء ودون أدنى تقديس لدماء الشهداء وكرامة ورفعة الأوطان.. ولم يكتفوا بما فعلوا في إيران راحوا يحملون أوبئتهم وسمومهم على دول وشعوب المنطقة.
يقولون شر البلية ما يُضحِك؛ ويقولون أيضا إن لم تستحي فأصنع ما شئت، وعيش وشوف والقادم أسوأ.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.