مأمون هارون رشيد
أمد/ في اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلة أمس ، واستمر مدة خمس وأربعين دقيقة ، نوقش في ثلثها موضوع عودة المحتجزين الاسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة ، كما أعلن ذلك البيت الأبيض ، أعرب الرئيس بايدن عن قلقه أن تحدث العملية في ظروف رفح الحالية بسبب اكتظاظها بالسكان والنازحين ، موافقاً أن يتم إجلاء المدنيين من رفح إلى غزة لتقليل عدد الضحايا من المدنيين وعدم وقوع خسائر كبيرة ، أي أنه يوافق على العملية لكن بدل عشر ضحايا مثلاً ليكن خمسه .
كانت الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس بايدن الذي هرع إلى زيارة اسرائيل بعد أيام من السابع من أكتوبر معلناً دعمه وتأيدة لإسرائيل ، كانت الإدارة قد أعلنت انحيازها ودعمها الكامل لإسرائيل على لسان مسؤوليها وفي مقدمتهم بايدن ، فقدمت دعمها السياسي والدبلوماسي لها وعلى كل المستويات ، خاصه في استخدامها الفيتو عدة مرات لعرقلة صدور أي قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار ، كما قدمت الدعم المالي والعسكري والاستخباري إلا محدود لاسرائيل لمواصلة حربها على غزة ، حتى أنها شاركت بشكل مباشر في الحرب من خلال ارسال حاملات طائراتها وبوارجها للمنطقة دعماً لإسرائيل ، ومع انفضاح الأهداف الإسرائيلية من حربها والتي تجاوزت كل الخطوط الحمر وما كانت قد اعلنتة عن أهدافها للحرب ، والتي حشدت الغرب وحكوماتة وراءها في حقها في الدفاع عن نفسها كما ادعت ، ومع سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين نتيجة حرب الإبادة التي مارستها ، وسياسية التدمير الممنهج لمعالم الحياة في غزة من مدارس وجامعات ومعاهد ومستشفيات وطرق ومساجد وكنائس ومجمعات سكنية ومساكن المواطنين ، حتى أن المراكز والمؤسسات الدولية لم تسلم من هذا التدمير الهمجي ، كمراكز الأونروا وغيرها من المؤسسات الدولية ، كما استهدفت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ، فقتلت حتى حينه أكثر من مائة وعشرين صحفي في محاولة لمنع وصول الحقيقة للعالم ، كما استهدفت الاطقم الطبيه وأطقم الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجباتهم ، بدأ العالم يكتشف هول الحقيقة وان لإسرائيل اهداف أخرى مبيته ، وليس كما ادعت من حقها في الدفاع عن نفسها وإعادة مواطنيها ، بل إنها تعمل على إبادة ممنهجة للشعب الفلسطيني وتهجير من يتبقى منه ، وتدمير كل معالم الحياة في القطاع ، أمام ذلك بدأت المظاهرات والاحتجاجات تجتاح مدن وعواصم العالم معلنة رفضها وغضبها وادانتها للحرب ، مطالبة حكوماتها بوقف دعم الحرب والعمل على وقفها ، وأمام هول المجازر وعدد الضحايا التي اوقعتها الحرب والتي كانت تبثها قنوات التلفزة ، وغضب شوارع بعض الدول في العالم بدأت بعض الحكومات في تغير مواقفها مطالبة بوقف الحرب ، واجتاحت مدن امريكيه مظاهرات احتجاجا على السياسة الأمريكية مطالبة الإدارة بوقف الدعم لإسرائيل والعمل على حماية المدنيين ووقف الحرب ، وأمام ذلك خرجت بعض المواقف الأمريكية على لسان بعض مسؤولي الإدارة تطالب اسرائيل تجنيب المدنيين عملياتها العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية ، لكنها لم تطلب وقف إطلاق النار ، معللة ذلك بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وتدمير حماس واستعادة المحتجزين ، ثم وفي محاولة منها لاسترضاء الشارع الأمريكي وخاصة الناخب العربي ، الذي أعلن أنه سيحاسب بايدن في الانتخابات المقبلة والتي بدأت شعبيته فيها تتأكل نتيجة موقفه من الحرب ، بدأت تعلن عبر مسؤوليها بعض تصريحات غاضبة نتيجة ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين ، وعدم ادخال المساعدات ، وأن الإدارة غاضبة من نتنياهو بسبب تجاوزة المتفق عليه ، حتى أن بايدن نفسه غاضب من نتنياهو كما سرب ، وفي محاولة لاسترضاء الشارع العربي أعلنت أنها تفكر بالاقدام على تأيدها لإقامة دولة فلسطينية وأنها ستدعم ذلك ، لكن كل ذلك يتبخر طالما لم تطلب الإدارة من إسرائيل وقف فوري لإطلاق النار ، أو تدعم قرار من مجلس الأمن الدولي بذلك ، بل إن الرئيس بايدن وفي اتصاله الاخير مع نتنياهو اعطاة الضوء الأخضر لعملية عسكرية في بريه رفح مما يثبت سياسية الكذب والخداع والمراوغة والازدواجية التى تنتهجها الإدارة الأمريكية تجاة الشعب الفلسطيني وقضيته ، هذا يؤكد لنا أن بايدن وفريقه جزء من الحرب على غزة ، وان كل ما يصدر عكس ذلك ليس أكثر من مخادعة وذر للرماد في العيون لإعطاء نتنياهو وألته العسكرية الوقت الكافي لاستكمال مخططاته في حربه ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.