كتب حسن عصفور/ منذ أن أعلن رئيس حكومة التحالف الفاشية في دولة العدو الكياني، نتنياهو، أنه قرر اقتحام رفح لتدمير بقايا قوة حماس العسكرية فيها، لتجسيد “النصر التام”، والمناشدات العالمية كشفت عما يمثل تأييدا باطنيا بلغات مختلفة له.
جوهر الموقف العالمي، خاصة دول الاستعمار الحديث بقيادة الولايات المتحدة، أنه لا يجب القيام بتلك العملية العسكرية قبل توفير “ممر آمن” للمواطنين كي يغادروا رفح، التي باتت تضم ما يفوق ثلثي سكان قطاع غزة، بعدما طالبتهم دولة الفاشية اليهودية النزوح الداخلي لها، في ظل حربها التدميرية، محافظة محافظة، ومربعا مربعا الى أن يتم تحقيق “شهوتهم التخريبية الفريدة”.
الحديث عن توفير “ممر آمن” كي لا يكون هناك جرائم حرب تفوق كل ما حدث منذ يوم 7 أكتوبر 2023، يمثل منح دولة الفاشية المعاصرة كل الضوء للمضي قدما بحربها العدوانية على محافظة رفح، بما يعنيه تشريع رسمي لإعادة احتلالها وتنفيذ مخططها الشامل بالسيطرة الكاملة على محور صلاح الدين “فيلادلفيا” ومعبر رفح البري وكرم أبو سالم، لاستكمال المخطط الذي بدأ التحضير له فيما يعرف باليوم التالي لحرب غزة.
المواقف المطالبة بتوفير “ممر آمن” وطرق حماية للمواطنين للخروج من رفح قبل تنفيذ الاقتحام، هو تشريع سياسي لإعادة احتلال قطاع غزة، وتنفيذ المخطط التهويدي المعلن من قبل حكومة الإرهاب، وخاصة فرض المنطقة العازلة والسيطرة الأمنية العليا التي أعلنها نتنياهو ضمن خطته العامة للضفة وقطاع غزة، ومنحه “الغطاء السياسي” لذلك.
“الدعوات” المتسارعة، توافقا مع الموقف الأمريكي لحماية المدنيين قبل التنفيذ، هي عملية استبدال العمل لفرض وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، ومنها رفح، إلى “أنسنتها” بما يحمي دولة الاحتلال من فاشيتها، ما يمثل ظاهرة سياسية فريدة في العالم الحديث، ليصبح هو الناظم للحراك المتدفق في الفترة الأخيرة.
رسم ملاح اليوم التالي لحرب غزة، بدأت معالمه تتضح عبر “نداءات الأنسنة” لاحتلال رفح وفرض المطالب الإسرائيلية عليها، ما يتناقض جوهريا مع كل الحديث عن “دولة فلسطينية” ليس وفقا لقرار الشرعية الدولية، بل وفقا لشروط “الدول الاستعمارية” ذاتها، والتي أعلنها كاميرون وتبعه الآخرون، ليصبح الدعوة لها “خداع” لتمرير خطة سياسية تستجيب جوهريا لخطة الحكومة الفاشية في تل أبيب.
قبل انطلاق محادثات القاهرة لمناقشة صفقة التبادل والهدنة وفق إطار باريس، ذهبت حكومة دولة العدو الى تصعيد عدوانها نحو رفح دون اقتحام بري، باعتبارها المحطة الأخيرة في الحرب العدوانية الشاملة لفرض واقع سياسي تفاوضي خلال فترة التفاوض، وفرض “جدول أعمال” ما يمنع الحديث عن جوهر المسألة المركزية، حول مواجهة الاحتلال الجديد.
وكي لا يبدو الأمر، إما “ممر آمن” لمنح المواطنين خروجا “غير آمن” أو جرائم حرب مضافة، لا يجب منح حكومة التحالف الفاشي “غطاءا توافقيا” لما يريد القيام به، وهو لن يتأخر كثيرا، من احتلال وفرض واقع جديد، فليكن ذلك بالقوة الجبرية عسكريا، كما هو في مختلف قطاع غزة، دون تقديم “ممر سياسي آمن” لاحتلال جديد.
الطريق المركزي الوحيد لمنع تنفيذ مخطط حكومة الفاشية اليهودية بإعادة احتلال قطاع غزة، بأشكال متعددة، يكمن في خطة عربية حقيقية تجبر أمريكا على التفكير الشامل بوضع حد لحكومة نتنياهو المضي بمخططها، والاكتفاء بما فعلت من إعادة قطاع غزة الى عصور الظلام، سيحتاج سنوات وسنوات كي تشق بعض نور الحياة به، فالمناشدات التي تنتشر عربيا، لا يمكنها ان تعرقل إتمام حرب التدمير في رفح لإكمال المخطط الاحتلالي العام.
هل ذلك ممكن ..نعم وجدا..هل هناك رغبة بها هنا تكمن المسألة..ربما وربما لكنها بالتأكيد ليست أكيدا.
ملاحظة: حزب العمال في بلد “أصل النكبات” بريطانيا قرر منع تأييد مرشحين من بين صفوفه لأنهم رفضوا جرائم حرب الإبادة الجماعية ضد أهل قطاع غزة…طيب اذا الحزب المعارض مش متحمل واحد يحكي معقول حكومته تقدر تكون ضد حكومة الإبادة الجماعية..حكي الليل يا كاميرون مش زابط.
تنويه خاص: كلام وزير خارجية بلاد فارس بأنه حماس موافقة على “الحل السياسي” غريب وعجيب..هي حماس اللي عندها ناطقين بالكريك ناقصها مين يحكي عنها..ام هي رسالة من الفرس للأمريكان شايفيين احنا قادرين نسهل كتير لو سهلتوا علينا..التجارة السياسية للفرس شطارة بس للهبلان يا لهيان.