السفير منجد صالح
أمد/ لا يختلف اثنان في منطقتنا ولا في العالم على ان اسرائيل قد تلقّت ضربة،”قد أكلت كفّا” حاميا، “كفّا من قاع الدست”، “كفّا بألف كف!!”، يوم 7 أكتوبر 2023، خلال الهجوم المُباغت المُنسّق، فجر ذلك اليوم السبت،
لقد فجّر هذا الهجوم غير المتوقّع وغير المنتظر وغير المُصدّق حدوثه، “كلّ الدمامل” التي تراكمت منذ 76 عاما،
لأوّل مرّة تجد اسرائيل نفسها في موقع المدافع، ولانها لم تعتاد على الدفاع بل الهجوم والهجوم فقط، فقد “دخل في مرماها عشرة “أغوال” دفعة واحدة، “وهات دبّرها!!”،
لا تدبير ولا دوبارة، لا وقت للتفكير ولا للتكتيك ولا للتكتكة،
تناول نتنياهو بيديه كل ما هو مخزون في ترسانته العسكرية وقذفها حُمما وبراكين على مساحة قطاع غزة الصغير وسكّانه ومدنيّيه،
لسان حاله، نتنياهو يقول: “اذا ما كفّاكم هذا” سنهطل عليكم المزيد، كفّاكم او ما كفّاكم، نحن لم يكفينا بعد ولم نشفِ غليلنا ومستمرون في الثأر،سنقتلكم، سنقتل اطفالكم ونساءكم وشيوخكم ورجالكم، وسنلجأ إلى مخزوننا في التوراة وإلى ما في جعبة الحاخامات حتى نرتوي من دمائكم”!!!،
من الواضح والبادي ان نتنياهو لم يرتوي بعد من دماء المدنيين الفلسطينيين، وهو “يُنشّن” على كتلة بشرية قوامها مليون ونصف “مرشّح للذبح والنحر”، في مدينة رفح،
“جمّعناهم في رفح حتى يكونوا ما بين “الصير والباب”، ما بين المقصلة والمقصلة، “النار من امامكم والنار من خلفكم”!!!
“ما زال كفّ 7 أكتوبر” غمامة فوق رؤوس الاسرائيليين،
يا امريكا مزيدا من السلاح مزيدا من القنابل مزيدا من المشاركة معنا في ابادتهم الجماعية والفردية، دفعة واحدة وعلى دفعات،
يا اوروبا مزيدا من النفاق ودموع التماسيح، فالدموع الانسانية لا تُذرف إلا من اجل “عيون زيلينسكي، وعيون الاوكرانيين الزرق”،
“عيون عن عيون بتفرق” دون شك، فهل تتساوى العيون الزرق مع العيون السود؟؟!!،
ثأر نتنياهو يتجه نحو السبعة شهور، كلّ يوم بشهر، وربما سيدوم 7 سنوات، كل يوم بسنة،
هل يتحوّل الصراع من سياسي إلى ديني وإلى ثأر قبلي لا نهاية له،
هل ستبقى أمّة العرب والمسلمين على الحياد، تُزوّد اسرائيل بكل حاجاتها التي تجمّد انتاجها بسبب انتقامها وعدوانها!!!
وهل سنبقى في دائرة “كلام الليل يمحوه النهار”، أو كما يقول المصريين:” اسمع كلامك اصدقك اشوف افعالك استعجب!!”
يبدو أن اسرائيل ولو اعطت العالم ألف كفٍّ وكف، وعلى مدى سنوات، فان “كفّ 7 أكتوبر لن تمحوه الايام!!”.