سليم يونس الزريعي
أمد/ ربما يطرح المتابعون لجولة وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، سؤالا له علاقة بنتائج الجولة التي رافقها تفاؤل بحصول اختراق في وقف الحرب على غزة وإبرام صفقة التبادل بين حماس والكيان الصهيوني، كونها أتت بعد الوصول إلى اتفاق إطار في باريس كان الكيان الصهيوني موجودا فيه شكل مباشر وغير مباشر من خلال أمريكا وحماس كذلك التي تمثل وجهة نظرها قطر إضافة لمصر.
وبعد مغادرة رئيس الدبلوماسية الأمريكية دون الحديث عن نتائج ملموسة، هناك من كثف نتائج تلك الجولة بالقول: إن الكيان قد وجه “صفعة” لوزير الخارجية الأمريكي، الذي كان ينتظر من نتنياهو موقفا إيجابيا يسمح بالتقدم خطوة للأمام على طريق إنهاء حالة الحرب على غزة من أجل الالتفات لليوم الذي يلي الحرب، كونه هو الأهم بالنسبة للإدارة الأمريكية لأنه ينعكس على الداخل الأمريكي في عام الانتخابات الرئاسية، وعلى مصالح أمريكا الخارجية في المنطقة العربية.
ويبدو أن مفاجأة رد حماس المتوازن والموضوعي، أثار حفيظة الكيان الصهيوني، الذي كان ربما ينتظر من حماس أن تقدم مقترحات تعكس حالة التسليم بأهداف الحرب على غزة، التي هي بالفعل غير محققة، بل إنها لا يبدو حتى في الأفق أنها ستتحقق، في ظل نفاد الوقت لحرية حركة الكيان في حربة على غزة، وهو ينتظر حكم محكمة العدل الدولية التي ربما تقرر وقف العدوان على غزة، فيما يتزايد الحديث الذي عبرت عنه دول أوروبية بالتفكير في الاعتراف بدولة فلسطين، الذي سيمثل نسف لفكرة ومساعي شطب القضية الفلسطينية التي تعمل عليها حكومة الاحتلال وأحزابها الفاشية.
اتفاق الإطار
لكن ما هو مضمون اتفاق الإطار ، الذي يشكل سعي أطراف إقليمية ودولية البحث عن سبيل لوقف الحرب، وبالطبع بعد أن باتت فظائع المحرقة تهز ضمائر أغلب شعوب العالم ، الذي عمل على بلورته عدة دول من أجل إنهاء حالة الحرب وإطلاق سراح الرهائن لدى فصائل المقاومة.
ينقسم اتفاق الإطار إلى ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى منه هدنة لمدة 40 يوماً تطلق «حماس» خلالها سراح رهائن مدنيين من ضمن من تبقى من 253 رهينة كانت قد اقتادتهم إلى قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته برفقة فصائل فلسطينية أخرى على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتتضمن المرحلتان الثانية والثالثة إطلاق سراح العسكريين وتسليم جثث الرهائن القتلى. ومن شأن الهدنة أن تتيح دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسمح لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون بالعودة إلى منازلهم بعد أن نزح غالبيتهم بسبب القتال.
رد الفصائل الفلسطينية
لما كان اتفاق الإطار هو عبارة عن خطوط عريضة فهو يتطلب أن يجري إلى خطة عمل في خطوات تنفيذية عملية ضمن رزنامة محددة بإبعادها الأمنية والعسكرية والإنسانية بموافقة الكيان والفصائل ، بأن تتضمن مواقف ملزمة للطرفين لتكون مرجعية للأطراف الراعية أثناء تنفيذ اتفاق الإطار بعد تحوله إلى خطة عمل تنفيذية.
ولأن الاتفاق هو مجموعة خطوط عريضة، فهو يحتاج إلى تفصيل، هنا تكمن العقدة ـ كون كل طرف يريد تحقيق أعلى مكاسب من الجانب الآخر، دون النظر إلى أن الحل لا يجري بين طرف منتصر وآخر مهزوم، وإنما بين معتدي ومعتدى عليه ، وإذا كان السعي لتحقيق أعلى مكاسب يمكن فهمة ، لكن فرض التسليم الذي لم يتحقق في تعامل الكيان مع حماس هو أمر غير مقبول، ناهيك أنه غير منطقي.
وهذا التعامل من قبل الكيان يتجاهل الحقائق على الأرض بعيدا عن الرغبات وهذه هي مشكلة الكيان، التي تبدو فيه مطالبه مفارقة كونها لا تتكئ على معطيات موضوعية، سواء عبر حدود مفهوم فرط القوة، أو في سوء التقدير غير المستند إلى معطيات موضوعية، أو المراهنة على عوامل خارجية ليس لها أساس مادي،
وقد جاء رد حماس معبرا عن الفصائل الفلسطينية، بأن قبلت اتفاق الإطار بملاحظات ستكون جزءا من الاتفاق وتضمن التالي:
المرحلة الأولى (45 يوما):
تهدف هذه المرحلة الإنسانية إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (دون سن 19 عاما غير المجندين)، والمسنين والمرضى، مقابل عدد محدد من المسجونين الفلسطينيين، إضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية، وإعادة تمركز القوات خارج المناطق المأهولة، والسماح ببدء أعمال إعادة إعمار المستشفيات والبيوت والمنشآت في كل مناطق القطاع، والسماح للأمم المتحدة ووكالاتها بتقديم الخدمات الإنسانية، وإقامة مخيمات الإيواء للسكان.
المرحلة الثانية (45 يوما):
يجب الانتهاء من المباحثات (غير المباشرة) بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام والإعلان عنه وذلك قبل تنفيذ المرحلة الثانية، وتهدف هذه المرحلة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الرجال (المدنيين والمجنّدين)، مقابل أعداد محددة من المسجونين الفلسطينيين، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلة الأولى، وخروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة كافّة، وبدء أعمال إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت والبنى التحتية التي دمرت في كل مناطق قطاع غزة، وفق آليات محددة تضمن تنفيذ ذلك وإنهاء الحصار على قطاع غزة كاملاً وذلك وفقاً لما سيتمّ التوافق عليه في المرحلة الأولى.
المرحلة الثالثة (45 يوما):
تهدف هذه المرحلة إلى تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف إليهم، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلتين الأولى والثانية، وذلك وفقا لما سيتمّ التوافق عليه في المرحلتين الأولى والثانية.