عمران الخطيب
أمد/ قد يكون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأول من حيث حجم الخسائر البشرية والتدمير الشامل السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023 حتى الوقت الحاضر، وقد لا يكترث نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة والتي تشارك في حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، لذلك حين يتم الحديث عن المفاوضات بين قيادات حماس و”إسرائيل” بواسطة قطرية ومصرية عبر مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، يعني بذلك لا يتعلق الموضوع في عملية تبادل الأسرى بين الجانبين فحسب بل أن الموضوع يتجاوز ملف الأسرى النوعية والإعداد خاصة وأن عملية إطلاق الأسرى من سجون الإحتلال الإسرائيلي لم يعد مهم من حيث المضمون وخاصة بأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لا توجد ضمانات بعدم إعتقالهم للمرة الثانية
كما حدث في عملية تبادل الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط، حيث تم إطلاق سراح مئات الأسرى والاسيرات من سجون الإحتلال الإسرائيلي تم تصفية أعداد كبيرة منهم وتم اعادة اعتقالهم للمرة الثانية في سجون الإحتلال واستكمال فترة الاحكام التي سبق وتمت عملية المحاكمة من قبل الإحتلال الإسرائيلي، كذلك فقد تم إسقاط نظرية الكل مقابل الكل ألتي أعلنت عنها حماس والجهاد الإسلامي الأحتلال الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وفريقه من مجلس الكبينيت يماطلون في عملية تبادل الأسرى، حيث يسعى نتنياهو إلى تحرير الأسرى المدنيين والعسكريين من الإسرائيليين، ولن يتمكن من تحقيق ذلك ومن اليوم الأول و”إسرائيل” تعمل على ذلك ولم تتوقف حتى اليوم الحاضر.
وقدم الجانب الفلسطيني ما يزيد 120 ألف من الشهداء والجرحى والمصابين، إضافة إلى تدمير الجامعات والمؤسسات والمستشفيات وحسب المعلومات فإن حجم الدمار يناهز 70% من مساحة قطاع غزة، الجانب الإسرائيلي لا يريد أن يقدم أي شيء مقابل الأسرى الاسرائليين لذلك تتم عملية المماطلة وسوف يلجأ في حال فشلت المفاوضات إلى عملية الإبادة الجماعية للفلسطينيين في رفح ولن يتوقف عن تحقيق ذلك، الهدف الأساسي تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، إنطلاقا من ذلك يتتطلب من حماس ومن قطر ومصر الدفع نحو إنجاح عملية تبادل الأسرى وعدم تمكين نتنياهو من عملية اقتحام مدينة رفح الحدودية منع المجازر الوحشية وتهجير الفلسطينيين خارج حدود قطاع غزة، حماس تسعى إلى إعادة السيطرة على قطاع غزة وعلى استعداد تقديم الغالي والنفيس في سبيل ذلك، ولذلك حماس تسعى إلى صفقة تفاهم مع نتنياهو رئيس الوزراء والذي يقرر شروط الوصول إلى إتفاق مع حماس، حدود جديدة ومتجددة بقطاع غزة سيطرة أمنية لحركة حماس بتفاهم مع “إسرائيل” وتستطيع حماس تأمين وضمان الجانب الأمني” لإسرائيل” حيث تمتلك تجربة في السابق وما تزال تمتلك قوة الردع والأمن الداخلي بقطاع غزة، وقد شاهدنا انتشار شرطة حماس في بعض المناطق التي ينسحب جيش الإحتلال الإسرائيلي منها كيف يتم السيطرة على السكان الفلسطينيين بما في ذلك في إطار المخيمات ومراكز الإيواء بما في ذلك مدارس وكالة غوث اللاجئين الأونروا.
رغم الهجوم يوم السابع من أكتوبر فإن إمكانية تحقيق التوافق بيني نتنياهو وحماس قد يكون السيناريو الإسرائيلي المقبل في الوصول إلى الحل السياسي ضمن مخطط صفقة القرن الضفة الغربية والقدس يعني يهودا وسامرة خارج إطار الحل وتبقى الجغرافيا السكنية بقطاع غزة الحل السياسي للقضية الفلسطينية ضمن مخطط صفقة القرن والتي تتمثل الحل الوحيد للرئيس دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المرتقب للمرحلة المقبلة من تصفير للمشاكل في الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ مسلسل التطبيع مع السعودية، لذلك فإن مسؤولية ما قد يحدث تتحمل المسؤولية الوطنية والسياسية لشعبنا الفلسطيني كافة الفصائل الوطنية والإسلامية؛ ولذلك يجب عدم المماطلة في عملية تبادل الأسرى وفي نفس الوقت المطالبة بتحويل الهدنة إلى عملية وقف شامل للعدوان الإسرائيلي على غزة وتشكيل حكومة فلسطينية بتفاهم وتوافق وطني فلسطيني، خارج إطار المحاصصة والحسابات الخاصة لكل طرف في الساحة الفلسطينية، وقف العدوان الإسرائيلي وإعادة الإعمار هو الأساس في الوقت الحاضر.