أمد/ واشنطن: مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على نفوذ السيدات الأوائل على أزواجهن، مشيرة إلى التناقض الواضح بين طريقة تعامل جيل بايدن وميلانيا ترامب مع المنصب، وكيف كانت فترات الانتقال الرئاسي في عهدهن غير عادية.
فترة انتقال غير عادية
وذكرت “نيويورك تايمز”، خلال تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني، أن شتاء عام 2021، كان فترة انتقالية غير عادية بالنسبة لجيل بايدن زوجة الرئيس الأمريكي جو بايدن وميلانيا ترامب زوجة الرئيس السابق دونالد ترامب، السيدتين الأوائل اللتان دفعتا حدود دور كان يخضع للتدقيق في كثير من الأحيان، ويتلقى العديد من الانتقادات، وغالباً ما يتم التقليل من شأنه في السياسات الأمريكية.
وببينما عملت جيل بايدن على أن تصبح أول امرأة تحتفظ بمسيرتها المهنية أثناء أداء دور السيدة الأولى، كانت ميلانيا ترامب في واشنطن تستكمل فترة غير تقليدية مماثلة (وإن كانت مختلفة اختلافا جذريا). وعلى مدار أربعة أعوام، أظهرت ترامب كيف أن كل جانب من جوانب منصب السيدة الأولى، الذي لا يتضمن راتباً أو توظيف وظيفي رسمي، اختيارياً.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن بايدن وترامب “دراسة في التناقضات”؛ موضحة أن الأولى شكلت الدور بطريقة سمحت لها بالحفاظ على مسيرتها المهنية وهويتها، في حين أمضت ترامب أربعة أعوام تستهزئ بالتوقعات بشأن ما يجب أن تكون عليه السيدة الأولى العصرية.
وفي غضون ذلك، وسعت السيدات الإمكانات للزوجات الأوائل اللائي سيتبعهن. وهذا العام، خلال ما هو حملة رئاسية محتدمة بالفعل، ستصبح السيدتان مجدداً – وتأثيرهما على زوجيهما – محل تركيز الاهتمام الشعبي.
جيل بايدن
بالنسبة لبايدن، كان تقلدها دور السيدة الأولى تكريما لمدى الحياة؛ حيث لم يكن الأمر عمل يومي فحسب. وبحسب “نيويورك تايمز”، خلال الأسابيع التي تلت فوز بايدن بالرئاسة، كان مسار عودتها إلى قاعة المحاضرات في كلية مجتمع فرجينيا الشمالية – بعدما حصلت على اجازة للمساعدة في حملات زوجها الانتخابية – أكثر صعوبة مما هو معروف.
وأخبرت المراسلين خلال الحملة أنها تخطط لمواصلة التدريس. لكن خلف الكواليس، كانت لا تزال تعمل على تهدئة مخاوف زوجها.
ولم يتم تسوية الأمور تماماً حتى أسابيع بعد فوز بايدن في الانتخابات. ولدى سؤالها عما إن كانت تخطط للتدريس بدوام كامل، جاء جوابها بالتأكيد على ذلك.
ملانيا ترامب
في السادس من يناير عام 2021، أرادت ملانيا ترامب البقاء في البيت الأبيض، لكن في المقابل أرادت ميلانيا العودة إلى الديار.
وخلال فترة رئاسة زوجها، كانت ترامب تتجول في أرجاء مقر الإقامة التنفيذي، وغالباً ما جلست على الفراش في حجرته أو شاركت في مكالماته مع المستشارين والحلفاء.
وقال العديد من مساعدي ترامب السابقين إنها كانت مستنزفة خلال الفترة الانتقالية، وكانت تمضي الوقت في جمع ألبومات الصور لجميع التغييرات الجمالية التي أجرتها بالبيت الأبيض أثناء توليها المنصب.
ووجهت ترامب مساعديها بإنشاء مكتب لفترة ما بعد البيت الأبيض بمنزل العائلة في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وركزت على مساعدة نجلها بارون على التكيف مع الانتقال.
وخلال الأيام التي سبقت الهجوم على مبنى الكونجرس (الكابيتول)، كانت ترامب تعمل على فهرسة محتوى غرفتها، بما في ذلك الهدايا والتذكارات التي لن توزعها على الأصدقاء وحلفاء عائلة ترامب. وبعد ذلك، بدأت تكرار اعتقاد زوجها الزائف حول فوزه بالانتخابات، قائلة لمساعديها إن “أمراً سيئاً” حدث. وعندما سألتها إحدى مساعدتها عما إذا كانت تريد إدانة العنف، أجابت ميلانيا بـ”لا” قاطعة.
بقدر ما بدت وكأنها تتبنى التقاليد بنهاية فترة وجودها في البيت الأبيض، التزمت ملانيا ترامب بتقليد أخير أرسته السيدات الأوائل قبلها، ألا وهو ترك ملاحظة تتمنى لخليفتها فيها حظا سعيدا.