أمد/
لندن: اعتبرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر يوم الإثنين، أن الشخصيات اليمينية المتطرفة في إسرائيل، والتي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها هامشية، أصبحت تتمتع بنفوذ أكبر من أي وقت مضى خاصة فيما يتعلق بملف الحرب على قطاع غزة.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني- أنه بعد مرور 14 شهرًا على عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطة، بدا أن الشخصيات اليمينية المتطرفة الرئيسية التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها هامشية، ومن بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أصبحت تتمتع بنفوذ أكبر من أي وقت مضى.
وأضافت الصحيفة، أن الرجلين، وهما صهيونيان يعيشان في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، اتخذا مواقف متشددة بشأن قضايا تتراوح بين مصير قطاع غزة فيما بعد الحرب والدبلوماسية الأمريكية واتفاق هدنة محتمل مع حماس يتم بموجبه إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين.
وتابعت: أن بن غفير هدد مرارا وتكرارا بأن أي “اتفاق متهور” سيؤدي إلى حل الحكومة، مما وضع نتنياهو في موقف يمكن أن تؤدي فيه الموافقة على وقف القتال والإفراج عن السجناء الفلسطينيين إلى إنهاء فترة وجوده في السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سحب الأسبوع الماضي وفده من محادثات في القاهرة بشأن صفقة محتملة، مما أثار غضب عائلات الرهائن في الداخل وحلفاء إسرائيل في الخارج.
ونقلت الصحيفة عن نداف شتراوشلر الخبير الاستراتيجي السياسي الذي عمل مع نتنياهو، قوله في هذا الشأن: “إن نتنياهو يعتمد على دعم سموتريتش وبن غفير للحفاظ على ائتلافه الحاكم، غير أن الاثنين كانا يسعيان إلى تمييز نفسيهما عن نتنياهو وتطويقه من اليمين بينما يخدمان قاعدة قومية ليست في مزاج للتوصل إلى تسوية بشأن حرب غزة”.
وأضاف شتراوشلر: “أن سموتريتش وبن غفير يلمسان مدى غضب جمهور اليمين من نتنياهو، ومن الواضح أن اليمين ضد أي صفقة في هذا الملف، وإذا وافق نتنياهو على هذا النوع من الصفقات، فهو يعلم أن هذا سيكون يومه الأخير في السلطة”.
وأشار إلى تعهد نتنياهو بالمضي قدمًا نحو تحقيق ما وصفه بـ “النصر الكامل”، مضيفا الأسبوع الماضي أن “الضغط العسكري القوي والمفاوضات الصعبة” فقط هي التي ستحرر المحتجزين، وأن حماس يجب أن “تتخلى عن مطالبها
الوهمية”.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن قضيتي مصير المحتجزين ووقف إطلاق النار المحتمل مثلا المجال الأكبر، ولكن ليس الوحيد، الذي ساعد فيه الثنائي اليميني المتطرف في توسيع الخلاف بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، أقوى داعم لتل أبيب.
كذلك عارض بن غفير وسموتريتش منذ فترة طويلة ليس فقط إنشاء الدولة الفلسطينية ولكن أيضًا تمكين السلطة الفلسطينية، التي تحكم جيوبًا في الضفة الغربية؛ وكلاهما دعا السلطة الفلسطينية إلى “التوقف عن الوجود”، في حين دعت إدارة بايدن إلى “تنشيط” السلطة الفلسطينية ولعب دور في أي نظام ما بعد الحرب في غزة، وفي الآونة الأخيرة، سعت الإدارة إلى ربط التحرك نحو إقامة دولة فلسطينية بمناورة إقليمية أوسع تهدف إلى تأمين العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية، إلى جانب إنهاء الصراع في غزة.