د. سامي خاطر
أمد/ لم يبادر العرب بالعدوان طيلة تاريخهم المعاصر وتعرضوا على الدوام
للعدوان وكانوا محط أطماع القوى الخارجية ومن بينها نظام الملالي الحاكم
في إيران الذي يشكل تهديداً كبيراً اليوم للعرب وباتت مواجهته أمراً
ضرورياً لا مفر منه، إذ يسعى إلى توسيعِ نفوذه وهيمنته في المنطقة
العربية من خلال دعم الميليشيات الطائفية والمتطرفة والتدخل في شؤون
الدول العربية، ويعمل على نشر فكره الطائفي المتطرف في المنطقة، ويمتلك
اليوم قدرات صاروخية متقدمة ونووية محتملة وينتهك سيادة الدول ويهدد
استقرار الشعوب.
نقاط التقاء وتقاطع العرب مع نظام الملالي
يلتقي العرب مع إيران وشعبها في العديد من النقاط أهم روابط الدين
والتاريخ والجوار لكنهم لا يلتقون في شيء مع نظام الملالي الذي يحكم
إيران اليوم ويهدد الشرق الأوسط بالدمار، ويسعى إلى إقامة نظام وصاية على
المنطقة على الرغم من انتقاصها من تاريخها وعقائدها وهويتها، في حين
يتقاطع العرب مع نظام الملالي في كل شيء مع نهجه السياسي والفكري
ومخططاته العدوانية ومع كيفية تعاطيه مع عقيدة الإسلام الذي أصبح جانباً
من جوانب الفرقة بين الملالي والعرب بسبب نهج الملالي الطائفي المتطرف في
حين يشكل الإسلام عنصراً أساسيا في التآخي بين المسلمين عرباً وغير عرب،
وأصبح الاختلاف المذهبي أساساً يعتمده نظام الملالي ويقف عليه للتقاطع
والتنافر مع العرب دون أدنى أسس حقيقية لذلك فالسُنةَ الشيعة بمختلف
انتماءاتهم العرقية في دولة كالعراق على سبيل المثال يتعايشون معا بسلام
منذ فجر الإسلام وتربطهم روابط أخوية وثيقة لم يصبها خلل إلا بعد تغلغل
نظام الملالي في العراق، وما سرى في العراق سيسري كذلك في سائر دول
المنطقة التي تمتد إليها أيادي وأذرع الملالي بمعنى أن دول المنطقة عربية
وغير عربية مهددةٌ أيضاً في ظل وجود نظام الملالي.
نقاط التقاء العرب مع الشعب الإيراني ومقاومته
كما أسلفنا يلتقي العرب مع الشعب الإيراني في أمور تاريخية عدة لكن
نقاط التلاقي اليوم تتسع بفهم أوسع عندما يجد العرب أن بينهم وبيم الشعب
الإيراني حالاً ومصيراً مشتركاً ومستقبلا لابد من صياغته معا خاصة بعدما
يُدرك العرب بأن معاناتهم هي نسخة من معاناة الشعب الإيراني وأن مستقبل
المنطقة على حالها هذا مرهون بمستقبل الشعب الإيراني وببرنامج المقاومة
الإيرانية الذي يضمن قيام دولة ديمقراطية غير نووية تلبي حقوق ومطالب
جميع مكونات الشعب الإيراني وتحترم الجوار والمواثيق والأعراف الدولية..
وبالتالي فإن أكثر ما يربطنا اليوم بالشعب الإيراني هو القاسم المشترك
الذي هو الخلاص والنجاة من شر نظام الملالي.
الموقف بينَ الضرورةِ والخيارِ في الصراع الذي أسسه الملالي ضد العرب
سعى العرب مع الملالي إلى تخطي الضغائن التاريخية والانقسامات الطائفية
والمذهبية، وأن يستندوا إلى قيم التاريخ والجوار والإسلام المحمدي الحنيف
وأن يعملوا معا من أجل مستقبل مشرق ومستقر للمنطقة بأكملها وتكون خالية
من أسلحة الدمار الشامل وأن تكون الحلول القائمة بينهم على أساس التآخي
والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل وفي مقدمته احترام مبدأ السيادة
الوطنية لدول المنطقة، ومن المؤكد أن هذه الحلول لابد وأن تقوم على
بالتضحيات والمصداقية في العهود وليس بالخداع والتآمر الذي دأب عليه نظام
الملالي الذي يتباهى باحتلال أربعة دول عربية، وبدلا من أن يستجيب
الملالي لمطالب السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة عمدوا إلى نشر
الكراهية والإرهاب والطائفية والمخدرات بالمنطقة.
واستناداً لهذا القاسم والمصير المشتركين بين العرب والشعب الإيراني فلا
خيار أمامنا سوى مواجهة نظام الملالي ودعم المجلس الوطني للمقاومة
الإيرانية كبديلٍ ديمقراطيٍ رشيدٍ ومقتدر يمكن معه إعادة صياغة مستقبل
المنطقة بأسرها.