أمد/
واشنطن: نشر موقع “إنترسبت” الأمريكي تقريرا لجيريمي سكاهيل بعنوان ” مع تهديد نتنياهو بغزو رفح.. يستعد بايدن لإرسال المزيد من القنابل إلى إسرائيل”.. أكد في الكاتب على أنه “بينما يروج البيت الأبيض لروايته المُتعِبة حول “فقدان صبر” بايدن، فإنه يظل ملتزماً بحرب إسرائيل على غزة”.
وشدد الكاتب على أن الموقف الحالي لإدارة بايدن بشأن الحرب ضد غزة يتمثل في أنه لا توجد جريمة حرب إسرائيلية متطرفة للغاية بحيث لا يمكن لجو بايدن التفكير في وقف إطلاق النار، ناهيك عن قطع تدفق الأسلحة الأمريكية والدعم المالي لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
ولفت إلى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي على مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل لمواصلة احتلالها وقصفها للفلسطينيين في قطاع غزة.
أكد أن بايدن يظل متحديًا في رفضه المطالب العالمية بالوقف الفوري للهجوم العسكري الإسرائيلي على السكان العزّل الذين يتضورون جوعا. ,لم يرفض بايدن بشكل قاطع الاقتراحات التي تشير إلى أنه يستخدم التهديد بوقف المبيعات العسكرية لإسرائيل فحسب، بل تقوم إدارته حاليًا بإعداد شحنة جديدة من الذخائر القوية إلى تل أبيب.
بايدن يظل متحديًا في رفضه المطالب العالمية بالوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي على السكان العزّل الذين يتضورون جوعا..وتقوم إدارته بإعداد شحنة جديدة من الذخائر لتل أبيب
وشدد الكاتب على أنه “مع اقتراب عدد الضحايا في غزة من 30 ألف شخص – مع تأكيد وفاة أكثر من 13 ألف طفل بنيران إسرائيلية – يشعر خبراء الدعاية في البيت الأبيض بالقلق بشأن الانتخابات الأمريكية لسنة 2024. وهم يحاولون يائسين إظهار صورة عامة للتعاطف مع شعب غزة والترويج لفكرة أن بايدن قد وصل إلى نهاية صبره مع حليفه بنيامين نتنياهو. في مواجهة سلسلة كارثية من التصريحات العامة لبايدن، حيث ادعى أنه التقى مؤخرًا بزعماء العالم “المتوفين منذ فترة طويلة” ناهيك عن تقرير المحقق الخاص حول قدراته العقلية، تسعى حملة إعادة انتخاب الرئيس إلى إعادة الاستقرار في خطابه العام”.
ولفت إلى أنه منذ أن قضت محكمة العدل الدولية رسميًا بوجوب المضي قدمًا في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وأصدرت سلسلة من الأوامر الطارئة التي تحذّر إسرائيل من عدم المشاركة في أعمال الإبادة الجماعية، كثفت تل أبيب عملياتها العسكرية وفرضت حصارًا على المستشفيات وقصفت المواقع المدنية. وذكر بأن إسرائيل هي تستعد لغزو بري واسع النطاق محتمل لمدينة رفح، التي تقع على الحدود مع مصر وتعرضت لقصف إسرائيلي مكثف في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى خلق فخ موت غير آمن مساحته 25 ميلاً مربعاً حيث يحاصر الآن 1.4 مليون فلسطيني – بعد أن طلبت منهم إسرائيل الفرار إلى هناك من أجل البقاء في أمان.
وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أنها تعمل على خطة “إخلاء” للفلسطينيين المحاصرين في رفح. وتقوم باستخدام هذه الكلمة لوصف المزيد من الطرد القسري للفلسطينيين تحت التهديد بالقتل هو أمر بشع – مما يعني أنه يتم إنقاذهم بدلاً من إرهابهم. وقد أعلنت إدارة بايدن أنها لن تدعم هجوما برياً إسرائيليا في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين في رفح.
ونوه الكاتب بأن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قالت إن “إسرائيل تقترح إنشاء مدن خيام مترامية الأطراف في غزة كجزء من خطة الإخلاء التي ستمولها الولايات المتحدة وشركاؤها في الخليج العربي قبل الغزو الوشيك” لرفح.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين أن مصر ستنشئ 15 موقعا للمخيمات في جنوب غرب غزة، يحتوي كل منها على ما يقارب 25 ألف خيمة، بالإضافة إلى مستشفى ميداني. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن مثل هذه المرافق قيد الإنشاء، على الرغم من أن مصر كانت حذرة في الرد على الأسئلة حول موقفها من هذه القضية.
وتشير هذه التطورات، برأي الكاتب، إلى أن البيت الأبيض يدرك أن إسرائيل ستشن على الأرجح عمليتها البرية واسعة النطاق في رفح. وقد يؤدي الغزو إلى خلق أزمة دبلوماسية حادة بين إسرائيل ومصر في وقت يأمل فيه البيت الأبيض أن تلعب القاهرة دورا رئيسيا في التوسط في صفقة لتبادل الأسرى كجزء من صفقة هدنة مؤقتة مدتها 6 أسابيع.
ولفت الكاتب إلى أنه طوال الأشهر الأربعة والنصف الماضية، أصدر البيت الأبيض تصريحات مماثلة تعبر عن مخاوف شديدة بشأن العمليات الإسرائيلية الوشيكة، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات في غزة، ولكنه بعد ذلك يدعم إسرائيل علناً عندما تنفذها. وفي حالة رفح، أفادت التقارير بأن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل بأنها ستدعم الضربات المستهدفة في المدينة الحدودية، لكنها لا تريد رؤية حملة برية كاملة النطاق.
وبحسب الكاتب فمن المحتمل أن توفّر رفح فرصة لإدارة بايدن، ففي حال واصل نتنياهو العمل ضد الموقف المعلن للبيت الأبيض، فمن المحتمل أن يوفر ذلك لبايدن فرصة لتصعيد حملة الدعاية في قلب الدراما المستمرة منذ أشهر حول “فقدان الصبر” المفترض مع نتنياهو. وهذا بدوره من شأنه أن يساعد في تعزيز القصة الوهمية التي صاغتها حملة إعادة انتخاب الرئيس: لقد فعل بايدن كل شيء لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنه سيضع خطوطا حمراء عندما يتجاوز نتنياهو حدوده.
ويؤكد الكاتب على أنه من ناحية أخرى، يعد التاريخ دليلاً قوياً ويشير إلى أن بايدن سيدعم حملة برية إسرائيلية مع بعض التعبير عن خيبة الأمل بشأن التكتيكات، بينما يدعي النصر في إقناع إسرائيل بحماية المدنيين. ولقد منح البيت الأبيض نفسه بانتظام الفضل في تشجيع إسرائيل على أن تكون أقل إجراماً في عملياتها، حتى مع استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلية في قتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر أن هناك ديناميكية مماثلة تظهر في الخطة التي ينفذها بايدن ونتنياهو حول قضية الدولة الفلسطينية أو حل الدولتين. تدرك الإدارة أن هذه القضية هي محور أي اتفاق مع المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، والتحرك نحو هذا الهدف يمكن أن يسمح للبيت الأبيض بالمطالبة بانتصار سياسي باهظ الثمن، حتى لو كانت غزة في حالة خراب.
ووفق الكاتب يركز مسؤولو إدارة بايدن بشكل متزايد على استراتيجية لربط خارطة الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الحرب، في حين رفض نتنياهو بشدة أي فكرة من هذا القبيل.
وقال نتنياهو في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة مع بايدن في 15 شباط/ فبراير، إن “إسرائيل ستواصل معارضة الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية”. وأضاف أن “مثل هذا الاعتراف في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر سيكون مكافأة ضخمة لحماس ويمنع أي تسوية سلمية في المستقبل”.
تقديرات استخباراتية أمريكية تشير إلى أن مخزونات الأسلحة الإسرائيلية الحالية لا تمكنها إلا من شن حرب ضد غزة لمدة 19 أسبوعًا إضافيًا، ما لم ترسل واشنطن المزيد منها
ونوه إلى أن تقديرات استخباراتية أمريكية حديثة تشير إلى أن مخزونات الأسلحة الإسرائيلية الحالية لا تمكنها إلا من شن حرب ضد غزة لمدة 19 أسبوعًا إضافيًا، ما لم ترسل واشنطن المزيد من الذخيرة. وأكد الكاتب أن حقيقة أن بايدن رفض تمامًا استخدام نفوذه كتاجر أسلحة إسرائيلي هي إشارة صارخة إلى أن العبارات العامة المبتذلة التي يقدمها المسؤولون الأمريكيون والعديد من التسريبات الإعلامية حول استياء بايدن المتزايد تجاه نتنياهو، ليست أكثر من مجرد حيلة لحملة إعادة انتخابه.
وقال الكاتب إنه أيًا كان “الطريق البعيد” الذي سيختاره بايدن في نهاية المطاف لتخليص نفسه سياسيًا من حرب غزة، فلن يتحاشى أبدًا اللحظات التي لا حصر لها على مدار الـ 137 يومًا الماضية عندما كان من الممكن أن توفر أعمال إسرائيل القاتلة مبررًا فوريًا للتهديد بإنهاء الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة لإسرائيل.
لقد كان خيار بايدن وإدارته متعمدا وواعيًا للحفاظ على تدفق الذخائر حتى مع استمرار المذابح على مرأى ومسمع من العالم. لقد حذر القادة العرب والمسلمون في الولايات المتحدة الرئيس في وقت مبكر جدًا من الحرب أن دعمه لحرب إسرائيلية غير مبررة ضد المدنيين سيكلفه سياسيًا، لكنه اختار الاستمرار في تأجيج حملة القتل الجماعي الإسرائيلية.
وخلص الكاتب إلى أن السبب وراء تحول غزة إلى مشكلة انتخابية داخلية بالنسبة لبايدن هو الحملة التي شنها الأمريكيون الفلسطينيون. ويبدو أن البيت الأبيض يعتقد أنه لا يزال بإمكانه كسب أصوات الأمريكيين العرب ويأمل بشدة أن يؤدي شبح ولاية أخرى لدونالد ترامب إلى ترجيح كفة الميزان لصالح بايدن بغض النظر عن دوره الفظيع في الإبادة الجماعية المستمرة.