د. محمد الموسوي
أمد/ كهنة ولاية الفقيه وفرض إرادتهم وتوجهاتهم بالمنطقة؛ رأس الأفعى في إيران؟
قد لا يكون من الخطأ أن تكون لك طموحات وأطماع ورؤى لكن الخطأ أن يكون ذلك بالتعدي على حقوق الآخرين؛ أما الخطيئة الأكبر في هذا الموضوع هو قبول هؤلاء الآخرين بهذا التعدي أو حتى القبول بمجرد السعي إلى هذا التعدي.
ينطبق هذا الحال على كهنة ولاية الفقيه والعرب على وجه التحديد فجيران كهنة الملالي الآخرين كـ باكستان وأذربيجان وأفغانستان وتركيا وغيرهم قد سبق وأن لطموا كهنة ولاية الفقيه على خدودهم مراراً.. حتى أفغانستان طالبان الهزيلة لقنت الملالي درساً لن ينسوه طوال وجودهم ولم يتجرأوا على الرد عليهم.. أما ما يتعلق بالعرب فبيت الكهنة في إيران قد بيتوا نواياهم ضد العرب وأعلنوهم منذ الأيام الأولى لقنصهم السلطة في إيران، وبدأوا بفرض إرادتهم وشرورهم على العرب من خلال حرب أعلنوها ضد العراق تحت شعار (تحرير القدس يتم عبر كربلاء) أي من خلال احتلال العراق؛ نعم وقف العرب إلى جانب العراق في تلك الحرب لكن وقفتهم لم تكن بالقدر اللازم لهذه المواجهة وبدأوا بالتراجع في منتصف الطريق في حين لم يتراجع الغرب عن دعم الملالي، ودفع العراق ثمن هذه الحرب من اقتصاده ودماء أبنائه وهدم مجتمعه فالحرب هدامة للمجتمعات وبالنتيجة صمد العراق حتى عمل الغرب على وقف الحرب إنقاذا لنظام الملالي الذي كان وشك السقوط وكان مجاهدي خلق على وشك الإطاحة بهم وتخليص المنطقة من شرهم لكن الغرب أنقذهم، وأما العرب فقد نجوا من احتلال نظام الملالي بفضل العراق وثمان سنوات من جحيم الحرب والدمار، نعم نجوا في حينها من مخطط احتلال الملالي لهم والسطو عليهم لكن ذلك المخطط لم يُلغى بل تأجل حتى حين مثلما أجل الغرب تدمير العراق حتى عام 2003 ومن بعدها عاد الأجلين المؤجلين إلى حيز الوجود والتنفيذ وعاد الغرب لمخططهم والملالي أدواتهم.. كذلك عاد الملالي إلى مسعاهم القديم للهيمنة على المنطقة وتقاسم النفوذ فيها مع الغرب.
الغريب في الأمر أن العرب لم يتساءلوا ماذا يعني تحرير القدس عبر كربلاء.. ماذا (بعد احتلال الملالي للعراق) هل ستتحرر القدس عند توقف الأمر على احتلال العراق.. لم يتساءلوا على نحو يصون سيادتهم وكرامتهم ودولهم ومجتمعاتهم حتى وصل بهم الحال اليوم في عامنا هذا تمدد الملالي على خط متواصل خاضع من إيران إلى العراق ثم سوريا ثم لبنان والأردن محاصراً، وفي الاتجاه الآخر يهيمنون على مياه الخليج وصولاً إلى اليمن، وأما فلسطين فهذا هو حالها لم تتحرر قدسها ولم يسلم أهلها من مخطط بيت الكهنة في إيران وحال غزة لا يخفى اليوم على أحد، ولم يتوقف تمدد الملالي بالمنطقة على مسارهم السياسي فحسب بل وصلت ميليشياتهم ومخدراتهم أيضاً إلى الدول العربية لتُفتت مجتمعاتها وتنهار سيادتها وتنتظر مثواها الأخير.. فماذا ينتظر العرب بعد أن قبلوا بهلاكهم يوم تمادوا في الصمت واللامبالاة أمام عدوان كهنة إيران عليهم قبل عقود أو قبل عقدين من الزمن على أقل تقدير، وها قد أوصلهم الملالي إلى حافة الهاوية.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.