أمد/ واشنطن: فاز الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، لكن التصويت الاحتجاجي بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة فاق توقعات المنظمين.
في ولاية ميشيغان التي تعتبر موطن دائرة انتخابية كبيرة من الأمريكيين العرب، تم حث الناخبين الديمقراطيين على تحديد بطاقات اقتراعهم الأولية بـ”غير ملتزم” احتجاجا على سياسة بايدن في غزة.
ومع فرز ما يقرب من نصف أصوات الديمقراطيين، بلغ عدد الناخبين “غير الملتزمين” أكثر من 58000، وفقا لشركة “إديسون” للأبحاث، وهو ما يتجاوز بكثير الهدف البالغ 10000 الذي كان منظمو الاحتجاج يأملون فيه.
ومع فرز ما يقرب من نصف أصوات الديمقراطيين المقدرة، حصل بايدن على دعم بنسبة 80%، بينما حصل “غير الملتزمين” على 13%.
ويشعر الكثيرون في الجالية الأمريكية العربية في ميشيغان، الذين دعموا بايدن في عام 2020، بالغضب، وكذلك بعض الديمقراطيين التقدميين، بسبب دعم بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقالت حملة “استمع إلى ميشيغان” “لقد خرجت حركتنا منتصرة الليلة وتجاوزت توقعاتنا بشكل كبير. عشرات الآلاف من الديمقراطيين في ميشيغان، الذين صوت الكثير منهم لصالح بايدن في عام 2020، غير ملتزمين بإعادة انتخابه بسبب الحرب في غزة”.
وقال بايدن في بيان: “أريد أن أشكر كل سكان ميشيغان الذين جعلوا صوتهم مسموعا اليوم. إن ممارسة حق التصويت والمشاركة في ديمقراطيتنا هو ما يجعل أمريكا عظيمة”.
ولم يشر البيان إلى غزة أو التصويت “غير الملتزم”.
الخارجية: ندرك عمق مشاعر المجتمع الأمريكي حيال الحرب على غزة
ومن جهة أخرى، اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية، بعمق المشاعر السائدة في المجتمع الأمريكي بشأن الحرب في غزة، في تعليقها على حادثة إضرام جندي أمريكي النار بنفسه تنديدا بالمجازر في غزة.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء، في تصريح صحفي، “إننا ندرك بالطبع عمق مشاعر الناس بشأن الحرب على غزة ونأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر باستمرار ونستخدمها في التعامل مع القضية”.
وأضاف: “لكن في النهاية، يتعين علينا أن نتخذ قراراتنا الخاصة بناءً على ما نعتقد أنه في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنواصل القيام بذلك”.
وحول سؤال مراسل الأناضول عما إذا كانت الحادثة ستؤثر على السياسة الأمريكية، قال ميلر: “لا أعتقد أنه يتعين علي التعليق على هذه القضية المحددة بخلاف التعبير عن تعاطفي مع عائلته”.
وأعرب ميلر عن تعازي الإدارة الأمريكية لأسرة العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنيل (25 عاما)، الذي فارق الحياة بعد إضرامه النار بنفسه.
ويوم الاثنين، توجه بوشنيل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنيل أمام السفارة: “سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”.
وأظهرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنيل “هل يمكنني مساعدتك؟” و”استلق على الأرض”، فيما يقول شرطي آخر: “نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا”.