معتز خليل
أمد/ فجر يوم الخميس الموافق التاسع والعشرين من شهر فبراير ٢٠٢٤ أعلنت بعض من التقارير الرسمية الفلسطينية استشهاد العديد من الفلسطينيين عقب اعتداء الجيش الإسرائيلي عليهم عند محاولة حصولهم على المساعدات الغذائية ، وهو ما نفته إسرائيل التي قالت في بيان رسمي لها أن مصرع العشرات من الغزيين اليوم جاء نتيجة التدافع وليس جراء اي اطلاق نار من قبل الدبابات التي كانت تحمي الشاحنات.
ومع اختلاف الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية هناك عدد من النقاط الهامة ومنها:
1- أن هناك صعوبة واضحة في عملية إدخال المساعدات بصورة طبيعية من المعابر بسبب
أ- استيلاء عناصر من حركة حماس عليها (وفقا للرواية الإسرائيلية وما يتم عرضه بالصوت والصورة من عمليات للاستيلاء على هذه المساعدات)
ب- لا يحصل المستحقين لهذه المساعدات عليها ، وهو أمر تؤكده وتعترف به الكثير من التقارير الفلسطينية ذاتها والتي تعترف بوجود عملية تجويع وفشل تام في تقدين الخدمات الطبية مع خروج المستشفيات ووكالات الإغاثة عن الخدمة.
من هنا تعقدت الأزمة وبات واضحا أن هناك حاجه لتنظيم إدخال المساعدات إلى غزة ، وهو ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات باريس الأمنية وفقا لما كان متداول في بعض من وسائل الإعلام المصرية والعربية ، وبالفعل قامت مصر بالتعاون مع الامارات والأردن بعملية إنزال للمساعدات من الجو ، غير أن الزعم بأن الاتفاق على إدخال المساعدات من الجو لأهالي غزة يطرح بعض من التساؤلات ومنها:
1- إن كان الاتفاق قد تم على إدخال المساعدات إلى غزة جوا وبتنسيق أكيد مع إسرائيل …لماذا لم يتم استخدام هذا التنسيق أيضا لإدخال المساعدات برا خاصة وأن الإدخال البري أفضل كثيرا من الإدخال الجوي المليء بالمشاكل؟
2- هناك حديث في الكثير من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بسقوط المساعدات في عرض البحر بعيدا عن داخل غزة …الأمر الذي يطرح التساؤلات من جديد بشأن الإحداثيات التي يستخدمها الطيارون …ولماذا يتم الدخول أساسا في هذه المغامرات الجوية المكلفة ماديا ولم تحل المشكلة في ظل وجود حل أفضل وهو اتباع منظومة تفتيش للمساعدات عبر الشاحنات؟
وخلال الساعات الماضية نشرت صحيفة وول ستريت غورنال تقريرا قالت فيه أن ونقلا عن مصادر مصرية إن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار فقد العلاقة بالواقع بعد ان عاش لأشهر في الأنفاق ، وتمثل هذه فرضية في منتهى الدقة خاصة وأن :
1- مصر لم تنكر هذه المعلومة
2- مصر لم ترد عليها
3- جميع الشواهد الاستراتيجية وواقع الحياة اليومي يؤكد مصداقية هذه الفرضية التي لا تتعلق بـ السنوار فقط ولكن تتعلق بجميع من معه من مقاتلين فلسطينيين من عناصر حماس أو حركة الجهاد الإسلامي.
من هنا بات واضحا أن هناك معركة مع عدد من المقاتلين المنفصلين عن الواقع حاليا مع القوات الإسرائيلية، وهو بالطبع يطرح الكثير من الفرضيات الغير واقعية والتي باتت واضحة على أرض المعركة في غزة الآن.
وأيا كانت النتيجة من الواضح أن هناك الكثير من التداعيات السياسية على أرض الواقع فيما يتعلق بهذا الأمر .
غير أن الواقع الاستراتيجي فيما يتعلق بهذه القضية حاليا يؤكد على بعض من الحقائق ومنها:
1- أن هناك رغبة واضحة في الاستعراض السياسي من قبل العديد من الأطراف الإقليمية في المنطقة، والقول فقط بأنها قامت بالأمرين من أجل إرسال المعونات الإنسانية للفلسطينيين
2- إرسال رسالة أخرى مفادها أيضا أن كبار الزعماء والقيادات العربية يشاركون فعليا ويعملون جديا من أجل إرسال المعونات الإنسانية لقطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلي.
تقدير موقف
عموما بات واضحا للجميع حاليا أن هناك الكثير من الأمور الاستراتيجية المتعلقة بتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة ، وهي أمور بات من الواضح إنه يتم حاليا استغلالها من أجل تحقيق انتصارات سياسية لعدد من القادة ممن يروجون منذ اليوم الأول لإسقاط المساعدات أنهم وراء هذه الخطورة ، ولولا جهودهم لما كانت ستصل للفلسطينيين.