أمد/
غزة- صافيناز اللوح: ليست وحدها الظروف الاقتصادية السيئة والحصار الذي فرض على الغزيين منذ عقدين تقريباً، بل زادت الحرب العدوانية من الطين بلة، وأرهقت أنفسهم، وحرمتهم من العيش وصادرت الصواريخ كل ما لديهم بلا عودة وبهوادة، قصف، دمار هائل، شهداء بالآف ولا زالت آلة العدو الفاشي الإرهابية مستمرة بجرائم الإبادة الجماعية، وغزة ترسم قصصها لوحات فنية بالفحم الذي يستخدمه الغزيين لاشعال النيران من أجل طهي لقمتهم المسروق حلاوة طعمه بسبب الألم والوجع.
منة علي حمودة 21 عاماً، نازحة من شمال غزة إلى جنوب القطاع، حلمت إكمال دراستها الجامعية ولكنها لم تستطع بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة والحرب العدوانية التي يمر بها القطاع.
تمارس منة هواية الرسم منذ 10 أعوام، حباً بها وتعبيراً عن شخصيتها وأفكارها وتصب كل مشاعرها فيها، هكذا تحدثت منةً مع “أمد للإعلام”.
وتضيف: “أول عمل قمت به كان في الدعم النفسي للأطفال عندما كنت طفلة، وأول لوحة لي في الحري العدوانية رسمت فيها أك تحمل طفلها وتركض خلف عربة يجرها حيوان، كانت قد وضعت باقي أبناءها عليها لتنقذهم من القصف.
وقالت منة خلال مقابلتها مع “أمد”، هذه الرسمة كانت تعبيراً عن قصة سمعتها وحدثت في الحرب العدوانية، ولكنني رسمتها بأدوات بسيطة لم تسعفني إكمالها بدقة.
واستدركت بالقول: إنّ الرسم هو أحد الوسائل للتعبير عن الثقافة وعن كل شئ يختص بالمجتمع عام وخاص.
وأكملت حديثها، أنظر إلى لوحاتي ورسوماتي بمعانيها ومحتواها ومشاعرها وليست لسلبيتها كما ينظر إليها آخرين لجمالها واحترافيتها.
ووشددت، أنّها لم تحصل على أي اهتمام من أي مؤسسة قبل الحرب لتنمي مهارتها بالرسم وتوفر لها المواد والأدوات المختصة به.
مصاعب ازداد ثقلها في الحرب العدوانية
وحول الصعوبات والعقبات التي واجهت منة في هوايتها الخاصة، قالت عبر “أمد”، أنّ قلة الإمكانيا أثرت عليها كثيراً، وطورت نفسها على حساب مجهودها الخاصة رغم وضعها الاقتصادي السيئ، مضيفةً أن الحرب العدوانية سلبت وحرمتها من امكانيها.
وتابعت منة، واجهت أكبر تحدياتي في هذه الحرب العدوانية، وهو كيف سأكمل طريقي رغم كل هذا الألم الذي حل بنا.
رسائل من قلب الموت
قدمت منة خلال حديثها مع “أمد” عدة رسائل منها، أنها تريد العيش بسلام من جديد، كي تستطيع اكمال جامعتها.
وأضافت، أنها تريد انهاء هذه الحرب العدوانية والإبادة الجماعية، ووقف المجازر التي ترسمها في لوحاتها على جداريات غزة بالفحم والطباشير.